باحث اجتماعي للمسرى: التغير في منظومة القيم الاجتماعية خلق ظواهر سلبية في المجتمع العراقي

حوار: فراس الحمداني

إعداد: كديانو عليكو

اكد الأكاديمي والأديب والباحث الاجتماعي الدكتور عبد الكريم خليفة، ان الكمالية أو الرفاهية التي وضعها إبراهام ماسلو تختلف من إنسان لآخر، مشيرا في الوقت نفسه الى ان الإعلام الجذاب بإمكانه خلق سلوكيات مقبولة داخل الطفل.

وقال عبد الكريم خليفة خلال مشاركته في برنامج (منظور آخر) الذي يبث على قناة (المسرى): إن “علم النفس الاجتماعي يدرس سلوك الانسان داخل المجتمع، لذلك كل المجالات المتعلقة بالإنسان منذ الطفولة وحتى المراهقة وحياته الاجتماعية وحتى الجانب المهني والعاطفي يدرسها علم النفس الاجتماعي، لذلك فان المجتمع يحتاج الى هذه الثقافة النفسية حتى يخلق المواطن دعامات نفسية لمواجهة المشكلات والسيطرة عليها”.

واضاف عبد الكريم خليفة، ان “الكمالية أو الرفاهية التي وضعها إبراهام ماسلو تختلف من إنسان لآخر وبامكان الانسان ان يعيشها في واقعه الخاص ويكتفي بها ويقتنع بها بالسعادة والرضى وبالتالي تحقيق السعادة من خلال هذا الجانب”.

وحول ذاكرته في كركوك خلال الحقبة الطويلة التي عاشها فيها، اوضح، ان “مدينة كركوك كانت مدنية وتميزت بالتعايش السلمي في الاربعينيات والخمسينيات ولم يكن هناك فواصل بين مكوناتها، فضلا عن ان جميع المكونات كانت تتحدث بثلاث لغات، وفي الغالب لا يمكن معرفة هوية الشخص”.

وبشان مرض التوحد واصابة الكبار به، اشار عبد الكريم خليفة الى ان “التوحد مرض وهناك التوحد الافتراضي الذي يصيب الطفل عند الولادة ولا يصيب الكبار وهو ليس مرض بل عزلة او اضطراب وغياب للتواصل الاجتماعي المسؤول عن تطوير المهارات العقلية والادراكية”.

وحول دور الإعلام في انتشال المجتمع من ظاهرة البقاء في دائرة معرفية محددة، اكد عبد الكريم خليفة، ان “الإعلام الجذاب الذي يدغدغ مشاعر الطفل ويحفزه نحو الاستقبال بإمكانه خلق سلوكيات مقبولة داخل الطفل”.

وبين ان “الانفتاح والانتقال السريع والتغير في منظومة القيم خلقت بعض الظواهر السلبية في المجتمع العراقي من ضمنها الادمان على المخدرات والتي تعتبر حالة انسحاب بسبب عدم وجود اهداف حقيقية لدى الانسان وطموحات ومستقبل حقيقي، لذلك فان غالبية المدمنين على المخدرات يعانون من البطالة ولديهم مشكلات إجتماعية وعاطفية وبالتالي الحاجة الى برنامج حكومي متكامل وميزانية متكاملة للقضاء على البطالة”.

واوضح الأكاديمي والأديب والباحث الاجتماعي عبد الكريم خليفة، ان ” تأسيس كلية التربية المفتوحة في العراق أثَّر على حداثة مستوى التعليم واستقطبت الالف من الطلبة الذين تخرجوا بشهادة البكالوريوس في التربية والتعليم، مضيفا ان الكلية المفتوحة اثرت على واقع التعليم وطرق التدريس وحداثة مستوى التعليم في العراق”.

واكد ان “الإنسان لديه ثلاثة هرمونات يمكن إفرازها في أي وقت يشعر بالضجر وتحويل حالة الضجر الى حالة قناعة والقبول بامر الله سبحانه وتعالى والايمان بالبعد الالهي والقدر”.

بما أنّ علم النفس الاجتماعيّ يدرس سلوك الأفراد والجماعات، فإن كل من يتعامل ويتواصل مع الفئات المجتمعيّة المختلفة هو بحاجة لهذا العلم؛ لفهم وإرشاد الأفراد ودراسة الاستجابات المختلفة داخل الجماعة، فمثلاً يحتاج المعلم في صفّه لتحليل شخصيات الطلبة وترابطهم وفهم لعلاقات فيما بينهم، والاستراتيجيات التي تلائم أنماطم وآليات اقناعهم بفكرة معينة، بالإضافة إلى التشاركيّة فيما بينهم والتعاون والتنافس والسلوكيات المبنيّة على وجودهم ضمن المجموعة، كما يحتاجه الأخصائيّون الاجتماعيّون لفهم فلسفة المجتمع، وأسرار تركيبته، ونسبيّة ظهور الظواهر وغيابها، وربطها بالسلوكات المجتمعيّة، كما أنّ الفرد في حياته اليومية الخاصة يحتاج لعلم النفس الاجتماعي ليتمكن من تفسير سلوكه الذاتيّ، وسلوك من حوله بشكل سليم، وفهم التفاعل والتناغم الذي يدور بين الفرد وبين الآخرين، وبالتالي فهم الكينونة الاجتماعيّة والثقافيّة التي تُحدّد بدورها الأنماط السلوكيّة المتوقعة في المواقف الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى أنّ هذا العلم يمنح الفرد القدرة على التفريق بين الناس، وإمكانيّة تقبل فئة معيّنة والابتعاد عن فئة أخرى.