المسرى :
تقرير : علي الحياني
للمرة الأولى في العراق، منذ 2003 يتم استهداف مقر أعلى سلطة تنفيذية، متمثلة برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في المنطقة الخضراء شديدة التحصين، في العاصمة بغداد، عبر ثلاث طائرات مسيّرة، أسقطت القوات الأمنية اثنتين منها، فيما أوقعت الثالثة أضراراً مادية بمنزل الكاظمي.
الاستهداف الأخير فاقم من أزمة البيت الشيعي، وسط دعوات من جهات مختلفة لتدخل الحكماء في تهدئة الأمور وإنهاء الخلافات التي ألقت بظلالها على المشهدين الأمني والسياسي، بل وزادت من عدم استقرار حركة الأسواق العراقية.
التوتر داخل البيت الشيعي تفاقم على خلفية نتائج الانتخابات الأخيرة، التي أسفرت عن تراجعٍ في مقاعد الأطراف القريبة من إيران والتي تمتلك فصائل مسلحة داخل الحشد الشعبي، فيما جاء التيار الصدري بالمرتبة الأولى، هذا الأمر أدى لتظاهر المئات من الرافضين للانتخابات واعتصامهم أمام المنطقة الخضراء للاعتراض على النتائج.
طهران تدخل على خطة الأزمة
قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني وصل صباح اليوم إلى العاصمة بغداد عقب محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر مطلع قوله إن “قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني وصل بغداد، بهدف تهدئة الاوضاع بين الفصائل المسلحة والكاظمي، خصوصاً بعد تعرض الأخير لمحاولة اغتيال”.
المرجعية الدينية هي الحل
المحلل السياسي محمد علي الحكيم دعا إلى ضرورة تدخل المرجعية الدينية في النجف والاستماع لتوجيها.
وقال الحكيم في حديث لـ (المسرى) إن “المرجعية هي التي حافظت دوماً على خط الاعتدال ومنعت الاقتتال الطائفي، والقوى السياسية يجب أن تستنير بكلامها، لأنها هي الحل الوحيد للأزمة التي تنذر بكارثة”.
دعوة للكورد والسُنة
القيادي في تحالف عزم أحمد مدلول الجربا أشار إلى أنه، حانت اللحظة ليتدخل ساسة السُنة والكورد في حل الخلافات الأخيرة بين القوى الشيعية.
لافتاً في بيان أنه ” إذا استمرت الأزمة والأوضاع على ماهي عليه، فالبلد مقبل على اقتتال وفوضى مرعبة، ستحصل في مدن الوسط والجنوب، وتمتد للمحافظات العراق، لذا يجب على الجميع أن يتحمل المسؤولية”.
مراقبون يؤكدون أن الشعب العراقي لن يتحمل فتنة جديدة، في ظل عودة مشاهد انتشار الهمرات والمدرعات العسكرية في شوارع بغداد، وهي مشاهد لم تراها أعينهم منذ سنوات.