تغطية: وسام أسعد – بغداد
إعداد: كديانو عليكو
انطلقت فعاليات مؤتمر (ملتقى الثقافتين العربية – الكردية) في العاصمة بغداد والذي نظمه المركز الثقافي العربي الكردي برعاية رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد تحت شعار (لغد مشرق).
وجرت خلال المؤتمر مناقشة عدد من القضايا المشتركة التي تهم المثقفين والباحثين من الجانبين والية تطوير العلاقة العربية الكردية في هذه المجالات في المستقبل.
وقال الاعلامي فاضل صحبت عزيز للمسرى: إن “العلاقات العربية – الكردية علاقات تاريخية منذ القدم، الا انه بعد سقوط النظام البعثي وتسنم الراحل مام جلال رئاسة الجمهورية، عمل على تمتين وتقوية هذه العلاقات بشكل ملحوظ وكبير، كما دعا العديد من المثقفين العرب من كافة البلدان الى الحضور الى العراق والتلاقي مع المثقفين العراقيين والكرد على حد سواء، وكان للرئيس مام جلال دور كبير في تعزيز العلاقات وتمتينها من اجل خدمة الشعبين العربي والكردي”.
واضاف عزيز، ان “الرئيس الحالي عبد اللطيف جمال رشيد يلعب نفس الدور الذي لعبه الرئيس الراحل مام جلال ويريد ويسعى الى تعزيز العلاقات مرة اخرى وتقويتها بما يخدم مصلحة الشعبين العربي والكردي، خاصة في المجال الثقافي”.
واشار الى ان “الملتقى الثالث للمركز الثقافي العربي الكردي الذي يشارك فيه عدد كبير من المثقفين من بلدان عربية مختلفة ومثقفين من كردستان، يهدف الى تبادل الافكار وتعزيز العلاقات الثقافية بين المثقفين بما يخدم الشعبين الشقيقين”.
من جانبها، اكدت الاكاديمية الدكتورة شيلان فتحي للمسرى، ان “هذا الملتقى اسس له سابقا الرئيس الراحل مام جلال، لانه كان مؤمنا بان العراق هو للجميع بكرده وعربه وتركمانه واشورييه، مضيفة ان العراق فيه العديد من القوميات المتعايشة والعديد من الاديان والمذاهب وان الشعب العراقي بامس الحالجة الى مثل هذه الملتقيات والحوارات من اجل تقريب وجهات النظر وحل الخلافات او سوء التفاهم الذي قد يحدث يوما ما عن طريق الحوار، موجهة الشكر الى فخافة الرئيس العراقي على هذه المبادرة”.
اما الكاتب ضرغام علاوي، فقد اوضح للمسرى، انه “لطالما كانت الثقافة هي من تبني الجسور التي هدمتها السياسة، لذلك فان المثقف العراقي حضر هذا المؤتمر لانه ينسجم مع توجهاته في اعادة احياء المواطنة العراقية بعيدا عن كل ما اصاب هذه المواطنة من ادران قبل عام 2003 وما بعده، مضيفا انهم يؤمنون بان المكونات بالتعاون تقدم اكثر وان المكون الكردي جزء اصيل من تاريخ العراق وكذلك المكون العربي، فضلا عن باقي المكونات وان هذا التنوع الجميل من الممكن ان يكون عنصر قوة إذا ما قدم بطريقة سليمة بالتعاون وليس بطريقة الصراعات الاثنية والعرقية”.
واكد انهم “مع هذا المؤتمر ويحيون المركز العربي الكردي على هذه المبادرة الرائعة ويثمنونها وسيعملون على تطويرها بالتعاون مع هيئة المثقف العراقي”.
من جهته، اضاف مسؤول نقابة صحفيي كردستان – فرع السليمانية كاروان انور، انه “آن الاوان السير على نهج الرئيس الراحل مام جلال وان الحروب لا فائدة منها وان بديلها السلم والتعايس السلمي والوفاق والوئام وان مبادرة الرئيس عبد اللطيف رشيد اسست مركزا ثقافيا عربيا كرديا، مشيرا الى ان هذا المركز هو نقطة البداية للانطلاق نحو مسح الشرخ والجرح العميق الذي حدث فيما مضى”.
مستشار رئيس الجمهورية عبد الله الزيدي من جهته اكد للمسرى، ان “العرب والكرد مكونان اصيلان ومهمان في هذه المنطقة ومهما اتت من حكومات استبدادية دكتاتورية وتحاول ان تبث الفرقة والخلافات بين هذين المكونين، فانها لن تنجح، مشددا على ان هذا الملتقى هو احد الوسائل لتقريب المكونين اكثر وزيادة الالتصاق بين المكونات الاصيلة للشعب العراقي ونقطة التقاء دائم بين المكونات في المنطقة، باعتبار ان المكون الكردي هو جزء اساسي ومهم من مكونات هذه المنطقة، سواء كان في تركيا او العراق او ايران او سوريا او لبنان او حتى في مصر، لذلك يجب رفد مثل هذه الملتقيات باضافة افكار جديدة او توضيح او اضافة دراسة، وان كل هذه الامور تساهم في تقريب مكونات الشعب العراقي”.
من جهته قال الاكاديمي عبد الحسين شعبان للمسرى: انه “التدريج والتراكم والتطور حتى وان كان بطيئا سيحدث نوعا من التغيير وانطلاق جديد لفهم مشترك للمصائر المشتركة التي تقوم على ثلاث قضايا رئيسية والتي هي حق تقرير المصير للامتين العربية والكردية والبحث عن المشتركات الانسانية والعيش المشترك في اطار مواطنة متكافئة ومتساوية اذا كنا نعيش في بلد واحد، هذه المواطنة التي تقوم بدورها على الحرية والمساواة ومبادئ العدالة، كما انه ليس هناك مواطنة حقيقية بدون الشراكة والمشاركة. كلنا شركاء في الوطن وكلنا مشاركون في اتخاذ القرارات، مشيرا الى ان مثل هذه المؤتمرات تعزز هذه الروحية وتعزز التبادل”.
وعلى هامش فعاليات مؤتمر (ملتقى الثقافتين العربية-الكوردية) الذي نظمه المركز الثقافي العربي الكردي في بغداد، كرم رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد عدداً من الأكاديمين والباحثين المشاركين في المؤتمر.
وكرم رئيس الجمهورية كل من صاحب السمو الأمير الحسن بن طلال ممثلا عنه الدكتور الصادق الفقيه، ورئيس اكاديمية الكوفة في هولندا الدكتور محمد سعيد الطريحي، والأكاديمي والمفكر عبدالحسين شعبان.