المسرى … تقرير : فؤاد عبد الله
بدأت الطائرات المسيرة أو الطائرات بدون طيار ( الدرونز) تظهر على ساحات النزاعات المسلحة كسلاح تكتيكي مهم وفعال وحاسم، متعدد الاستعمالات والمهام، تعمل مختلف دول العالم والجماعات المسلحة على إمتلاكها، لما لها من أهمية في توجيه صولات فعالة وموجعة للأهداف، وبأرخص التكاليف، وقد يكون لها الدور الابرز في حسم النزاعات مستقبلا، الأمر الذي دعا الدول إلى السعي لإيجاد وسيلة للتصدي لها وإن كانت تكلفتها تفوق سعر الطائرة بكثير.
العالم تسير نحو حرب بالإنابة
الخبير والمتخصص في الشؤون العسكرية زياد الشيخلي من لندن، يقول إن “جميع دول العالم تقوم بتطوير ترسانتها العسكرية، من حيث المواكبة لغرض الوصول الى مستويات الدول الاخرى ومنها المعادية، ولاسيما ان التكنلوجيا العسكرية قد اصبحت الرقم واحد في جميع دول العالم والمتقدمة منها حيث الحروب الان قد تحولت من المواجهة البشرية الى القتال بطريقة الإنابة، أي المواجهة الغير مباشرة”.
سلاح فعال يصعب التصدي له
وأضاف الشيخلي لـ (المسرى) أن ” المواجهة بهذا السلاح اصبحت من افضل المواجهات لاسيما انها من دون طيار، وكذلك لما لديها من تأثير فعال ومباشر في اصابة الهدف والتأثير فيه، وخير مثال عملية استهداف ابو مهدي المهندس والجنرال قاسم سليماني”، مبيناً أن ” التصدي لها يجب ان يكون على حسب نوع الطائرة، فالذي يحلق على مسافات بعيدة، فإن إسقاطها يحتاج إلى صواريخ ارض جو او طائرات مقاتلة، والتي تحلق على مسافات قريبة يُتصدى لها بأسلحة كثيرة منها منظومة سيرام او الأسلحة المتوسطة والخفيفة”.
التكنولوجيا قادرة على تحييد الدرونز وإسقاطها
وأوضح الخبير العسكري زياد الشيخلي أن ” بعض الدول توصلت الى تكنلوجيا تقوم على تحييد عمل هذه الطائرات الكترونيا من خلال بث ترددات الكترونية لتشويش دائرة الطائرة واسقاطها او هبوطها بشكل مسيطر”، موضحاً لضبط السيطرة على مثل هذا النوع من الاسلحة ” يجب على الدول ان تحدد طرق التعاقد ومعرفة الشركات التي تزود كل الجهات العسكرية المعنية بأستخدام هذه الطائرات داخل البلد، وان تكون هناك قوانين صارمة في عدم استحواذ اي جهة تعمل خارج اطار الدولة على هذه التكنلوجيا، مهما كانت المسميات والتوصيفات”.
الإنفاق العالمي على الدرونز يفوق 100 مليار دولار
وبحسب التقارير العسكرية فقد تجاوز حجم الإنفاق العالمي على الطائرات المسيرة الـ 100 مليار دولار مع نهاية العام 2019، نتيجة لتطويرها المستمر والطلب المتزايد عليها، و تتطلع الكثير من الدول إلى تطويرها لإحلالها محل الطائرات الحربية والقاذفات بما في ذلك القاذفات النووية، وتهيمن كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على صناعتها، وتعتبر الأخيرة المُصدِّر الرئيس لها عالميا.
استخدام الدرونز زاد في سوريا والعراق واليمن
أما الخبير العسكري أياد الباوي فأشار لـ( المسرى) أن ” استخدام تكنلوجيا الطائرات بدون طيار قد زادت في الآونة الأخيرة، وفي كل من سوريا والعراق واليمن ومناطق أخرى من العالم، وخصوصا من قبل الجماعات المسلحة التي هي خارج إطار الدولة، وكذلك الجماعات الإرهابية”، منوهاً “إلى الإهتمام الكبير من قبل الدول لإيجاد مختلف السبل، لكيفة إعتراضها أو إسقاطها، نظراً للصعوبة الكبيرة في ذلك”.
كلفة التصدي للدرونز أعلى من سعرها بكثير
وأوضح الباوي أن ” استخدام المضادات الأرضية لإيقافها ليست بالطريقة المثلى، لأن الصغيرة الحجم منها، تستطيع بسهولة أختراق الدفاعات الأرضية، كما لها القدرة على المراوغة، وكلفة الصاروخ الموجه لأسقاطها الباتريوت على سبيل المثال يقترب من المليون دولار، وهو أعلى بكثير من كلفة الطائرة المسيرة التي قد لايتجاوز سعرها 500 دولار”.
المستفيد الأول من الدرونز هم خصوم أمريكا
واللافت في هذه التكنلوجيا العسكرية المتطورة، أن المستفيد الأول من هذا السلاح هم خصوم أمريكا وإسرائيل في المنطقة أو العالم، وهو الأمر الذي يجعل هذه الطائرات مرشحة لإحداث تغيير في موازين القوى لأنها بمثابة سلاح فعال للدول المتوسطة وحتى للحركات العسكرية في مواجهة القوى الأكثر تقدماً في العالم.