أعلن منسق التوصيات الدولية بحكومة إقليم كوردستان ديندار زيباري أن “مشكلة المهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا باتت موضوع حديث بعض المنظمات والإعلام المحلي والدولي، وهناك أطراف تحاول استخدامها كورقة ضغط وتقول إن أوضاع مواطني إقليم كوردستان السيئة هي سبب هجرة هؤلاء إلى الخارج، خاصة بعد تجمع عدد من المهاجرين في الأيام الأخيرة وبينهم مواطنون من إقليم كوردستان على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا وحاولوا دخول الأراضي البولندية بصورة جماعية”.
وأشار زيباري في بيان أصدره وتلقى المسرى نسخة منه إلى أن حكومة إقليم كوردستان ضد أي خطوة من شأنها إعادة المهاجرين قسراً مؤكدا أن “مشكلة الهجرة اتخذت في السنوات الأخيرة اتجاهاً جديداً وبدأت الدول تتخذها وسيلة ضغط سياسية ضد بعضها البعض”.
واضاف أن “العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ساءت منذ فترة مع بعض دول المنطقة، ومنها بيلاروسيا، ويحاول كل طرف استخدام قضية اللاجئين ضد الآخر”.
أما بشأن وجود مواطنين من إقليم كوردستان بين المهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، فقال زيباري إن “حكومة إقليم كوردستان تعارض بكل شكل عمليات تهريب المواطنين إلى الخارج، ولكن هذه العملية تجري خارج الإقليم. حيث يستخدم المهاجرون تأشيرات سياحية أو غيرها للوصول إلى دول أوروبا”.
وأشار إلى أنه “من المؤسف أن العملية تجري بصورة مدبرة ولهذا نجد أن الآلاف يتم تحشيدهم وتقديم تسهيلات لهم لحين الوصول إلى حدود واحدة من دول الاتحاد الأوروبي، وبين هؤلاء المهاجرين مواطنون من إقليم كوردستان والعراق، إلى جانب حاملي جنسيات أخرى”.
وحول أوضاع اللاجئين العالقين عند الحدود البيلاروسية – البولندية، قال ديندار زيباري: “حسب متابعاتنا، حاول ما بين 3000 و4000 مهاجر من جنسيات متنوعة اجتياز الحدود، وبين هؤلاء مواطنون عراقيون، وقد أعلنت حكومة إقليم كوردستان أنها ضد أي خطوة من شأنها إعادة هؤلاء المهاجرين قسراً، فالاتفاقيات والمعاهدات الدولية تفرض على بولندا وبيلاروسيا الالتزام بمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان خاصة التي ترتبط بحقوق اللاجئين والحفاظ على أرواحهم، والآن يعيش أولئك المهاجرون ظروفاً إنسانية صعبة بسبب البرد الشديد ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية”.
وأشار زيباري إلى أن أطرافاً ومنظمات تسعى لإلقاء المسؤولية عن محنة أولئك المهاجرين على حكومة إقليم كوردستان: “حكومة إقليم كوردستان واجهت ظروفاً اقتصادية صعبة نتيجة استقبالها نحو مليوني مهاجر ونازح أغلبهم لا يزال في الإقليم، بينهم 689903 نازحين داخلياً أغلبهم من سكان المناطق المتنازع عليها ولا يستطيعون العودة إلى ديارهم بسبب عدم الاستقرار الأمني وغياب الخدمات، هذا الوضع ولد نوعاً من اليأس في نفوس مواطني تلك المناطق، لهذا هاجر قسم كبير من مكونات تلك المناطق إلى خارج البلد”.
وأضاف زيباري أن “المهاجرين يروون قصصاً غير صحيحة عن إقليم كوردستان من أجل الحصول على حق اللجوء، ويستخدمهم تجار السياسة لتشويه سمعة الإقليم. كما أن المهربين يشجعونهم على الهجرة لتحقيق الكسب المادي.
ديندار زيباري أكد على أن ظاهرة الهجرة ليست خاصة بإقليم كوردستان وأن “حقوق المواطنين محفوظة حالياً في إقليم كوردستان وفقاً للقانون، وقد صادقت حكومة الإقليم كؤخراً على خطة إقليمية لحقوق الإنسان وتدعم التنفيذ الكامل لها، وهذه الخطة شاملة لجميع مفاصل السلطة وتشارك في تنفيذها منظمات المجتمع المدني والناشطين ووكالات الأمم المتحدة وممثلو الدول، وهدفها تطوير أسس الشفافية ودور القانون والحوكمة الجيدة”.