في مثل هذا اليوم وقبل احد عشر عاما أعيد انتخاب جلال طالباني رئيسا لجمهورية العراق.
وكان الرئيس طالباني سياسيا محنكا ومفاوضا ماهرا، وتمكن خلال سنوات حكمه منذ توليه الرئاسة في 2005 وإعادة انتخابه رئيسا في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 حتى إصابته بالمرض من مد الجسور بين الأطراف المتناحرة في بلاده، ما ساهم في التخفيف من حدة التوترات.
وكان طالباني يحظى باحترام شرائح واسعة مختلفة من المجتمع العراقي.
ولعب طالباني الملقب “مام جلال” أي “العم جلال” باللغة الكردية، دورا بارزا في تهدئة الأزمات بين العرب والأكراد في البلاد وتحسين العلاقات مع دول الجوار. وكان العراقيون يطلقون عليه لقب “صمام الأمان”.
ولد طالباني في 12 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1933 في قرية كلكان التابعة لقضاء كويسنجق في شمال العراق، وأمضى شبابه في النضال من أجل توحيد الشعب الكردي الذي يتوزع في العراق وتركيا وسوريا وإيران.
ودرس طالباني القانون في جامعة بغداد والتحق بعدها بالجيش لأداء خدمة العلم، ثم انضم إلى الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة الملا مصطفى بارزاني، والد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني. بعدها بدأ نضاله عبر انتفاضة الكرد الأولى عام 1961 ضد الحكومة العراقية آنذاك.
وفي عام 1975 شكل طالباني حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. وواصل نضالا غالبا ما حمل خلاله السلاح، وكثف مطالبه بحكم ذاتي للأكراد.
وبعد حرب الخليج الثانية، التي طرد بعدها جيش صدام حسين من الكويت، نجح الكورد في الحصول على حكم ذاتي في كردستان بعد انتفاضتهم سنة 1991. وبات هذا الحكم قانونيا بعد الاجتياح الأميركي للعراق في 2003. في تلك الفترة، كان طالباني وبارزاني اتفقا على وضع خلافاتهما جانبا، وانتخب طالباني رئيسا للعراق وبارزاني رئيسا لكوردستان.
خضع لعملية جراحية ناجحة في القلب في الولايات المتحدة في آب/أغسطس 2008. وفي 2012، أمضى طالباني 18 شهرا في ألمانيا لتلقي العلاج بعد إصابته بجلطة دماغية أقعدته على كرسي متحرك، وساءت حالته مجددا في أيلول/سبتمبر، فنقل مجددا إلى ألمانيا قبل 25 أيلول/سبتمبر من عام 2017، موعد الاستفتاء على استقلال كردستان.
الزعيم الكردي الراحل كان متزوجا من هيرو خان، ابنة المفكر والسياسي الكردي الراحل إبراهيم أحمد، وأب لولدين هما قوباد طالباني نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان الحالية، وبافل طالباني، وعرف طالباني بخفة ظله وسرده للنكات.