حوار: رونيدا احمد
قيل الكثير عن الكاتب والرحالة بدل رفو المزوري. عن كتاباته، وشعره،وترجماته، ورحلاته، وله حضور عالمي، دون أن ينسى وطنه وشعبه، في مايلي حوار مع الكاتب بدل رفو المزوري :
ـــ أبدعت في مجالات كثيرة منها: الشعر والترجمة والصحافة بالإضافة إلى عالم الرحلات؟ كيف توفق بين كل هذا التنوع الاهتمامات والأشكال الكتابية؟
تنوعت هذه المجالات وتوزعت على مشواري حياتي الثقافية ففي نهاية السبعينيات كتبت شعرا وبعدها انتقلت الى بغداد وعرفت قراء لغة الضاد على شعراء الكورد على درب الترجمة وتمت صداقة مابين الشعر والترجمة في عالمي وفي النصف الثاني من الثمانينيات حاولت ابراز الهوية الكوردية لكورد الموصل لصحافة العاصمة والصحافة الكوردية في بغداد بالاضافة الى ترجماتي من اللغة الروسية الى الكوردية والعربية للصحافة ورغم ان ادب الرحلات بدأ معي من الموصل ولكن لم اكن اتصور باني يوما ما ساجوب العالم ,اليوم كما في حدائق الدنيا انواع الورود والزهور ففي ضميري وحياتي الشعر والترجمة والاعلامي والرحلات!
ـــ هل أضافت رحلاتك حول العالم شيئاً إلى إبداعاتك في الكتابة؟
للرحلة سبع فوائد ومنها البحث عن العلم والرزق والترفيه والخبرات والترفيه وو. لقد تمكنت من خلال الرحلة بأن القي الضوء على افكار وعادات وتقاليد وتاريخ السكان واطلعت على ثقافاتهم ونهلت من منابع علومهم ونقلت الصور الجميلة لتلك الشعوب وهذه المشاهدات الحية اكيد القت ظلالها على اعمالي شعرا ومشاهدات وترجمة ونتيجة اختلاطي بتلك الشعوب حاولت ان اقرب صورة شعبي وبلادي لهم بامتياز!
ــ هل نجح رفو في نقل هموم شعبه وآلامه أثناء رحلاته إلى دول العالم؟ وكيف؟
مادمت احمل قضية شعب ووطن فما علي الا ان اكون امينا لهذه المهمة وهنا تلعب الدبلوماسية الثقافية دورها بمدى قدرتك في نقل صورة شعبك وهمومك وحضارتك للاخر، فانا لا انقل لدول العالم هموم والام شعبي فلست بحاجة لعطف العالم على شعبي فانا اجاهد واحاول ان انقل لهم حضارة وثقافة شعبي واحدثهم عن بطولات ناسي وكل ما له علاقة بالثقافة والفنون والعادات والتقاليد، التقيت بمشاهير العالم وحدثتهم عن بلادي وشعبي!
ـــ هل واجهت صعوبات في طريق إبداعك؟
من قلب الصعوبات تبرز نكهة ومتعة الابداع، الصعوبات تتركز في عدم اهتمام المؤسسات الثقافية بالمبدعين الكورد في المهجر وذلك بسبب عدم اهلية الذين يديرون دفة الثقافة في البلاد ولذلك يتبعون سياسة الاقصاء والتهميش وهم بهذا يدمرون تاريخ وحضارة الشعب!
ــ ماذا عن عوالم قصيدتك؟
القصيدة منذ عام 1977 تسافر معي عبر محطات الفقر والغربة والبحث عن العلم واسرار الحياة والمكان والشعوب، كتبت حول فقراء العالم وبحيرات الدنيا وجبال كوردستان وتغنيت بالمدن وكذلك بالكلاب، عوالم قصيدتي رحلة ازلية للبحث عن الحرية والانسان والسلام وليس لعالمي حدود تقف سدا امام قصائدي التي ترضع اطفال الفقراء وتجلس معهم ليالي الشتاء الباردة ..عوالم قصيدتي هي الانسانية بحد ذاتها!
ــ لم يسموك خليفة ابن بطوطة؟
في زياراتي السنوية الى المغرب ،حيث اقيم للجمعيات ودور الثقافة ومشاركتي في المهرجانات الشعرية الامسيات الثقافية وخاصة حول ادب الرحلات وتجربتي في هذا العالم الجميل من الرحلات، سموني في شفشاون المغربية وقالوا للمغرب ابن بطوطة واما انت ابن بطوطة كوردستان وكذلك البروفيسور عبدالاله الصائغ سماني بخليفة ابن بطوطة، فانا لا تهمني الالقاب بقدر ماذا ساقدر ان اقدم نتاجا للاخر!
ــ ماسبب إعجابك بمدينة شفشاون المغربية،حتى كتبت فيها قصيدة؟
هناك بعض المواضيع المهمة في حياة الاديب الرحال وهي البحث عن اماكن ذكريات الطفولة ، البحث عن الازقة الضيقة وصور المدرسة والاطفال وتظل هذه الاشياء في ذاكرة الاديب الرحال وما وجدته في شفشاون المغربية كانت رحلة الى الماضي وطيبة وبساطة الانسان الشفشاوني وبالرغم من ان العولمة غزت الدنيا الا ان هذه المدينة حافظت على ارثها القديم الانساني وانا سعيد للغاية باني عثرت على هذه المدينة التي تهدأ روحي فيها ومحبة الناس لي لا توصف وبصدق!
ــ لم سمتك الكاتبة النمساوية “انغيبورك ماريا أورتنر” ..”ببدل رفو صقر كوردستان”؟
الشاعرة والروائية النمساوية الصديقة( انغيبورك اورتنر) اقمت معها محاضرات ثقافية وترجمت لاكثر من 100 شاعرة وشاعر نمساوي الى اللغتين الكوردية والعربية وكلما كانت تتصل بي كانت تعلم باني في رحلة الى العالم ويوما ما فاجأتني بانها ستكتب رواية عني وستسميها صقر من كوردستان وكتب مقدمة الكتاب ( كورت فلليكر) نائب رئيس اقليم شتايامارك النمساوي وقتذاك، واقيمت احتفالية توقيع الكتاب في المكتبة الوطنية في غراتس النمساوية وكذلك سمتني صحافة اقليم شتايامارك النمساوي بشخصية الاقليم!
ـــ في رحلاتك دائماً زيارات إلى مدن الفقراء كما حال زيارتك للمكسيك والهند ومصر…الخ؟
سبق وان قلتها نتعلم من الفقراء واحياءهم اكثر مما نتعلمه من جامعات العالم فقد ولدت فقيرا وساموت فقيرا، في عيون الفقراء ارى وطني وشعبي وامي ،فقمة النقاء والانسانية وحب الوطن في احياءهم ولكني ازور الاماكن المرتبطة بحضارة وثقافة تلك الشعوب من المتاحف والاقلاع والابراج والشعراء والمدن القديمة!!
ـــ كرمت من قبل العديد من الدول الأوربية وحتى العربية،ماذا عن تكريمك في بلدك إقليم كوردستان؟
كوردستان بشعبها كرمتني في اروع مهرجان تكريمي يكرم الشعب احد مبدعية عام 2010 في جامعة دهوك وقبلها بايام كرمني الفرع الاول للحزب الديمقراطي الكوردستاني بدرع البارزاني الخالد وفي عام 2018 كرمتني مؤسسة خاني للثقافة والاعلام في دهوك في احتفالية رائعة ومن ضمن التكريم احتفالية توقيع كتابي ( العالم بعيون كوردية).الاديب الحقيقي هو من يمنح التكريم هيبة ومكانة. انا سعيد للغاية بمنحي المواطنة الشرفية وهي ارفع وسام في المغرب من قبل مدينة شفشاون وكذلك في كازاخستان وبلدان اخرى ولكل تكريم نكهته!
ــ هل ترى نفسك مظلوماً من قبل أهلك؟
ان كنت تقصدين وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية واهل الشأن فمع الاسف هم المظلومون، من لا يعرف مبدعي وكفاءات شعبه وناسه هم من المظلومين، اعمل من اجل عيون شعبي ووطني وتاريخ بلادي وليس من اجل عيون وزارة او مؤسسة، انا سعيد للغاية حين اقدر ان اقدم شيئا لبلادي وناسي!
ــ إن طلبنا من رفو أن يختار مكاناً في زمن كورونا.لإنقاذ ذلك المكان افتراضياً أي الأمكنة التالية سيختارمسقط رأسه في قرية الشيخ حسن “شيخان” أم في ملاعب شبابه الأول في الموصل؟ أم في منفاه الطوعي ومهجره غراتس في نمسا؟
ـ من يحب وطنه الام وشعبه وناسه وينابيع بلاده عليه ان يكون وفيا للمكان الذي احتضنه وقت العسر وان لا يتخلى عنه وقت عسره ان كان وفيا لوطنه الام!! مضى لي 3 عقود في هذه البلاد وكانت لي الملاذ الامن طوال هذه الفترة وتكفلت بطبع انتلوجيات لي حول النمسا باللغتين الكوردية والعربية وعشت هنا مواطنا لا فرق بين نمساوي وبيني وليست من اخلاق الكوردي ان يكون انتهازيا للوطن الذي احتضنه!! لو لم يكن في زمن الكورونا ربما اخترت مكانا اخر ولكن في ظرف النمسا لن اختار غير سكني في غراتس النمساوية وحتى لو عرضت كل مناصب الوطن الام!
ـــ هل زرت سورية؟
زرت سوريا كثيرا وسكنت في الشام والقامشلي وطبعت كتبي في سوريا عند دار الزمان للنشر وتجولت في شام القديمة كلها مشيا على الاقدام ، انا من عشاق الشام.
ــ أي انطباع خرجت به عن أهلك الكرد من جهة والسوريين من جهة أخرى؟ هل لك أصدقاء في سورية؟
الكورد في سوريا عشاق حقيقيون لقوميتهم وناسهم ومثقفون رائعون ولي العدد الكبير من الاصدقاء وظلت صداقتي معهم واشد على ايادي الشباب السوريين الكورد بتاسيسهم المعهد الثقافي الكوردي في فيينا وله نشاطات كثيفة وسبق ان قدمت لهم محاضرة حول ادب الرحلات في فيينا!! كورد سوريا هم اهلي وناسي ومحبتهم كبيرة في قلبي!!
ــ من هم أصدقاؤك من الكتاب العالميين الكبار؟
علينا في البداية ان نعلم كيف نفهم العالمية، لنا شعراء كورد وفنانون عالميون ايضا وفي المغرب عالميون وليس من هم في الغرب عالميون ، لي صداقات كثيرة مع الفنانين والادباء ومتسلقي الجبال العالميين !
ــ ومن هم أصدقاؤك من الكتاب الكورد؟
ليس لي اصدقاء من الادباء والفنانين الكورد وانا بعيد عنهم واصدقائي في كوردستان بعيدون عن الوسط الثقافي والفني واصدقائي من الفقراء والكسبة والفلاحين والبسطاء !
ـــ ماذا عن مشاريعك الأخيرة؟
لي مخطوطات وترجمات ومشاهدات في ادب الرحلات والقسم الثاني من العالم بعيون كوردية انتهيت منه ايضا!!
ـــ كلمة أخيرة ؟
كلنا سنموت يوما ..بعضنا حزنا ووجعا على بلاد عشقها وهي تنهار امام اعينه، والبعض الاخر من الحب والاخر من كآبة تنهش روحه والبعض من غربة الروح واخرون من غربة وطن ، كلنا سنموت ولكن بعضنا سيدون تاريخا للانسانية والبعض الاخر ستلاحقه لعنات الاجيال ، كلنا سنموت ولكن هناك من هم ميتون في الحياة وهناك من هم احياء ميتون، والأثرياء من تخمة المال، والفقراء من الجري وراء كسرة خبز ،كلنا سنموت يوما ووقتها سيكون للموت عنوان!.