المسرى… تقرير : فؤاد عبد الله
نسمع بين الفينة والأخرى، كلما جد جديد، بخصوص تطور سياسي أو قرار أو احتجاج أو تظاهرات وحتى قتل المتظاهرين، عبارة “الطرف الثالث” والتي تعلق عليها أغلب الحوادث الأمنيّة والسياسية في البلاد، ولم نر، ولو لمرة واحدة من أحد السياسيين كشف هوية ذلك الطرف الثالث، ولا أحد من العراقيين يستطيع أن يحدد بالاسم ذلك الطرف، وبتعبير آخر قد لا يجرؤ أحدٌ على تسميته.
الطرف الثالث هو للتهرب من التهمة
علاء الخطيب رئيس تحرير جريدة المستقل من لندن يقول لـ ( المسرى) في هذا السياق، إن ” استخدام هذا المصطلح من قبل السياسيين العراقيين، هو لإلقاء اللوم على الآخرين والتجرد من التهمة التي تلصق بالطرف الشاخص حكومة كانت أو معارضة لها، بمعنى أنك تلقي باللائمة والتهمة على الآخر، بقصد التهرب أو التخلص من التهمة”، مبينا أن” عبارة الطرف الثالث هي مقولة غير معروفة ومشوشة، وهي سر من أسرار مستخدميها، إضافة إلى التهرب من المسؤولية”.
مصطلح وعبارة وهمية
وأضاف أن “مصطلح الطرف الثالث ظهر بعد تظاهرات تشرين واليوم ظهر إلى الواجهة من جديد خلال التظاهرات التي تجري في بغداد بنفس الشكل واللفظ، ولا يعرف من هو المقصود به دولة بحد ذاتها أو جهة معينة أو كلهم مجتمعين معا”،لافتاً إلى أنه “في الحقيقة مصطلح وهمي، كون مطلق الرصاص معروف، والقاتل معروف أيضا” متسائلاً “هناك جيش وقوات أمنية وكاميرات مثبتة في الساحات والمداخل، فإذن كل هذا الوسائل لن تكتشف الطرف الثالث ولا تعلم من هو؟ فالكارثة تكمن هنا”.
ليس المقصود دولة او محور معين
أما المحلل السياسي غانم العيفان فيعتقد أيضا أن عبارة الطرف الثالث لا ” يقصد بها طرف أو محور دولي معين، وإنما هي تهمة تلقى ضد جهة أو شخص مجهول”، منوهاً إنه ” باستخدام هذه العبارة يعطي الشخص المتحدث بها إيحاءً بأنه ليس الجهة الجهة التي ارتكبت ذلك الفعل أو الجريمة”.
عبارة لافتعال الفتن
العيفان أشار لـ ( المسرى) أيضا إلى أن ” مطلقي تلك العبارة يريدون من ورائها القاء اللوم على طرف ثالث، على اعتبار وجود أطراف خارجية متوغلة في الشأن العراقي بهدف إثارة الفتنة وتقليل فرص المواجهة مع الأطراف المتصارعة في الداخل”.
ويبدو حسب المراقبين للشأن العراقي أن استخدام عبارة الطرف الثالث قد دخلت المعترك السياسي بفعل عدم قدرة السياسيين على حل المشاكل السياسية الداخلية الا بوجود ومباركة وآراء ومقترحات أطراف مجهولة، سواء كانت داخلية أو خارجية والأمثلة والشواهد على ذلك كثيرة، لذلك تجدهم متفقين دائما على تسويق فكرة الطرف الثالث.