المسرى :
تقرير : علي الحياني
تلوح أزمة فقدان الطحين في محافظات عراقية عدة، لتضاف إلى معاناة المواطنين في ظل وضع اقتصادي ومعيشي متدهور.
وشكا مواطنون من ارتفاع أسعار أصناف المواد الغذائية المختلفة، في حين أصدر محافظ النجف توجيهاته بمنع إخراج الطحين خارج المحافظة. ويتخوّف مواطنون من تزايد التهريب والسوق السوداء، مما قد يؤدي إلى انفلات كبير في الأسعار.
خمسون ألف دينار للكيس الواحد
وارتفعت أسعار مادة الطحين، الذي يعد سلة خبز العائلة العراقية إلى حوالي 50 ألف دينار للكيس الواحد، الأمر الذي أحدث قلقاً لدى عامة المواطنين، وخاصة من ذوي الدخل المحدود.
الخلافات السياسية الحالية بسبب نتائج الانتخابات، انعكست علىى الأوضاع الاقتصادية في البلاد، لتزيد من معاناة العراقيين المستمرة.
مناشدات عبر المسرى
ارتفاع سعر الطحين جعل أصحاب المخابز يهددون برفع سعر رغيف الخبز أو إغلاق مخابزهم.
مواطنون من محافظة ذي قار ناشدوا عبر المسرى، الحكومة للتدخل، من أجل إعادة سعر الطحين لوضعه السابق.
سبب الارتفاع
فيما أكد التجار في حديثهم للمسرى أن “سببين وراء ارتفاع سعر مادة الطحين، أهمها صعود سعر الدولار مقابل الدينار العراقي، فضلاً، عن وجود عمليات تهريب خارج المحافظة”.
معالجات حكومية ومتابعات لهؤلاء
وأعلنت وزارة التجارة عزمها طرح معالجات لأزمة أسعار الطحين، مشيرة إلى تشكيل لجان لمتابعة المخابز والأفران.
وقال المتحدث باسم الوزارة محمد حنون في حديث لـ (المسرى) إن “دائرة الرقابة التجارية شكلت لجاناً لدراسة السوق المحلية وبيان أسباب ارتفاع أسعار الطحين”.
وتابع أن “الوزارة جهزت الوجبة التاسعة من حصة الطحين الخاصة بالبطاقة التموينية في جميع محافظات العراق، حيث وصلت نسبة الإنجاز إلى 50%”.
وأضاف أن “الوزير يتابع بشكل مباشر ارتفاع الأسعار”، مشيراً الى أن “فرقنا الرقابية وبالتنسيق مع الجريمة المنظمة وجهاز الأمن الوطني شكلت لجاناً في السوق المحلية لمتابعة سبب ارتفاع الطحين، والتدقيق لدى المخابز والأفران”.
غياب الحلول الحكومية لمواجهة الأزمة
عضو مجلس النواب المنحل عباس العطافي حذر، من اندلاع ماوصفها بـ”ثورة الرغيف” في العراق.
وقال العطافي، في تصريح صحفي تابعه (المسرى) إن “ارتفاع أسعار أكياس الطحين، وغياب الحلول الحكومية الحقيقة لمواجهة هذا الارتفاع ينذر باندلاع ثورة الرغيف في العراق، خصوصاً مع ارتفاع مؤشرات الفقر والبطالة في عموم البلاد”.
وأضاف أن “الوضع الاقتصادي العراقي في تراجع كبير، بسبب فشل سياسة الحكومة الاقتصادية والمالية، خصوصاً بعد قرارها برفع سعر صرف الدولار امام الدينار، الذي اثر بشكل كبير على المواطنين، وسبب بزيادة كبيرة في جميع المواد الغذائية في الأسواق”.
وبين أزمة وأخرى، ينظر المواطن العراقي وعينه على الحكومة المقبلة، في استغلال حالة الانتعاش الاقتصادي الذي يعيشه البلد، مع ارتفاع سعر النفط واقترابه من 90 دولاراً للبرميل الواحد.