صدر للكتاب الدكتور فؤاد أحمد مؤخرا كتاب بعنوان (الأداء البرلماني في ظل مواقع التواصل الاجتماعي) عن المركز العربي للدراسات والبحوث العلمية بالقاهرة.
الكتاب هو في الأساس رسالة الدكتوراه التي أنجزها الكاتب عام 2023 في جامعة صلاح الدين، كلية الآداب، قسم الإعلام. ويهدف الكتاب الذي يتألف من ستة فصول إلى بيان مدى تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على أداء العمل البرلماني، الذي لم تترك هذه الشبكات حاليا أي مجال ومؤسسة دون تأثيرها.
إن المؤسسة البرلمانية، كأي مؤسسة سياسية أخرى، تخضع لهذه المؤثرات، لذلك تم في هذا الكتاب عرض هذه المؤثرات من خلال تقييم النخبة الأكاديمية في اقليم كوردستان لتأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي على الاداء البرلماني ومن خلال نخبة من البرلمانين لدورة الانتخابية الخامسة لبرلمان اقليم كودستان واخذ اراءهم عبر حلقة نقاشية (المجموعة البؤرية).
ومع ذلك، فإن هذا العمل الذى يعد تطبيقيا أكثر منه نظريا، يثير مزيدا من التساؤلات، منها: لماذا يستشعر البرلمانيون (والسياسيون عموما) ضغوطا من جراء إقبال المجتمع على شبكة التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات وبالتالى تكوين الاتجاهات؟ وهل يكون تعامل صناع القرار مع هذه التحديات بالرد عليها بذات الأدوات ومن خلال نفس القنوات أم بتغيير وإصلاح السياسات؟ بعبارة أخرى، عندما تؤدي شبكات التواصل إلى تكوين الرأى العام (وليس فقط النخبة) نظرة نقدية تجاه قرار أو سياسة معينة فهل يكون رد صانع القرار هو تقييد استخدام هذه التقنية من خلال سيف القانون وتوقيع الجزاءات، حتى لو كانت بعض أو معظم معلوماتها غير دقيقة؟ هذا هو السؤال الأساسي الذي ستجد إجاباته في محتوى هذا الكتاب، هل تقنين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي سيحل مشكلة الضغط والتضليل، أم من خلال إصلاح طريقة الاستخدام ونشر المزيد من الثقافة في هذا المجال.
علما ان للكاتب كتاب آخر بعنوان (تكنولويجا الاتصال الحديثة في تفعيل الرقابة البرلمانية) يتحدث الكتاب عن أهمية استخدام هذه التكنولوجيات في البرلمانات وأهمية استخدام النائب البرلماني مختلف وسائل الاتصال والإعلام والتكنولوجيات الحديثة لتوثيق الصلة بينه وبين مختلف الفئات لتفعيل العمل البرلماني، وخصوصاً الوظيفة الرقابية، كون المؤسسات السياسية في النظم الديمقراطية، وعلى رأسها المؤسسة البرلمانية والنخبة السياسية داخل هذه المؤسسة من أكثر المستفيدين من هذه التكنولوجيات الحديثة، لتوثيق صلتها بكافة اطياف المجتمع، والتي تعرف في العملية الديمقراطية بعلاقة النائب بناخبيه، ولأن الشفافية والوصول إلى البرلمان وكذلك الحوار المستمر بين البرلمانيين والمواطنين يمثل عنصراً اساسياً في تعزيز الديمقراطية والفعاليات البرلمانية.