المسرى… تقرير : فؤاد عبد الله
تتواصل معاناة ومآسي المهاجرين العراقيين العالقين على الحدود البيلاروسية البولندية، والتي تفاقمت حدتها مع بداية الشهر الجاري، بعد وصول الآلاف من المهاجرين إلى تلك الحدود معظمهم من العراقيين، وعلى الرغم من إصرار السلطات البولندية على منع دخول المهاجرين أراضيها، كونها المحطة الاولى للوصول إلى عمق اوروبا، إلا ان المهاجرين يمتنعون عن مغادرة المنطقة الحدودية مع بيلاروسيا، أملاً بالوصول إلى بر الأمان.
المهاجرون يمتنعون عن مغادرة حدود بولندا
وفي هذا السياق تحدث الدكتور أحمد الصحاف المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية لـ ( المسرى) قائلاً إن ” الخارجية العراقية كثفت مساعيها منذ شهر تموز الماضي بعد تفاقم أزمة المهاجرين العراقيين إلى بيلاروسيا، وتوسعها على امتداد الشريط الحدودي بينها وبين ليتوانيا وبولندا ولاتفيا، وأوعز وزير الخارجية إلى السفارتين العراقية في موسكو ووارشو بإيفاد الوفود الانسانية والقنصلية للوقوف على الوضع الانساني للمهاجرين العراقيين والتنسيق مع السلطات المعنية هناك بشأن تطورات الأحداث”.
العراق: عودة طوعية لمن يرغب
مضيفاً أن “الجهود العراقية لم تتوقف هنا، وإنما تواصل العراق سياسياً مع شركائه الأوربيين لايجاد حل لمعاناة هؤلاء اللاجئين والتنسيق معهم لتبادل المعلومات والحوارات بشأن القواعد الإجرائية لتسير العودة الطوعية لهذه المجموعات البشرية”،مؤكداً أن الموجة الجديدة من تلك الهجرة الجماعية، التي خلقت وضعا مأساويا وانسانياً جاءت بعد تسهيلات قامت بها جماعات وشبكات التهريب والإتجار بالبشر بتسييرأفواج بشرية في طول هذا الشريط الحدودي لأغراض مشبوهة خاصة”.
بولندا تبني جدرا لمنع تدفق اللاجئين
ومن جهتها أكدت بولندا مؤخراً، أنها بصدد البدء في بناء جدار على الحدود مع بيلاروسيا هذا العام، بسبب التوافد المستمر للمهاجرين على الحدود بين البلدين، وفي وقت سابق أعلنت حكومة وارشو حالة الطوارئ في المناطق المتاخمة لبيلاروسيا، ولتعزيز الأمن، أرسلت السلطات حوالي 10 آلاف جندي من قوات حرس الحدود، بالإضافة إلى قوات من الجيش والشرطة، لمنع المهاجرين من دخول أراضيها، كما نصبت أسوارا من الأسلاك الشائكة في مواقع مختلفة على الحدود مع جارتها بيلاروسيا.
ايقاف الرحلات الجوية الى مينسك
المتحدث باسم الخارجية العراقية أوضح للمسرى أيضاً أنه ” بسبب تلك الأحداث اوقف العراق جميع خطوط رحلاته الجوية إلى بيلاروسيا، فيما استمرت رحلات العودة منها إلى بغداد وأربيل ممن يرغب بالعودة الطوعية إلى العراق”،لافتاً أن ” كوادرسفارة العراق في موسكو توجهت الى مينسك عاصمة بيلاروسيا للشروع بتسجيل أسماء العراقيين الراغبين بالعودة الطوعية إلى البلاد”.
لا إحصاءات عن أعداد العراقيين العالقين على الحدود
وأشار الدكتور أحمد الصحاف إلى أن العراق ليس بحوزته أية إحصاءات دقيقة ومحددة عن عدد المهاجرين العراقيين العالقين على تلك الحدود بسبب طول الشريط الحدودي الممتد لأكثر من 680 كيلومتراً، ولكن ما وصل الوزارة من خلال تقريرللسفارة العراقية في العاصمة البولندية وارشو” أن المنطقة الحدودية بين بيلاروسيا وبولندا انشأت فيها ثمان مخيمات للاجئين، وأسكن فيها أكثر من 570 مهاجراً عراقيا، وتم تسجيل أسمائهم بشكل أصولي وقانوني”.
بولندا تحذر من الرد
هذا وحذّرت وزارة الداخلية البولندية من أن اللاجئين القادمين عبر الأراضي البيلاروسية يستعدون لاقتحام الحدود والدخول إلى الأراضي البولندية، وأن المهاجرين غير الشرعيين يتجمعون عند المعبر الحدودي على الجانب البيلاروسي بدعم من مسؤولي الأمن البيلاروسيين، وربما يستعدون لعبور الحدود بالقوة، ولكن ضباط حرس الحدود والشرطة والجنود البولنديين على أهبة الاستعداد للتصدي والرد ومنع أي مهاجرمن العبور.