المسرى .. متابعات
في لحظة تاريخية تجسد النجاح والتفوق، ستكون شيلان شمال مصطفى، الشابة العراقية الكردية، أول من يحمل شعلة الأولمبياد القادمة من أثينا إلى باريس. هذا الحدث المميز يسلط الضوء على رحلتها الملهمة من العراق إلى فرنسا، حيث اختيرت لتمثيل بلدة فلوري، المدينة التي تعيش فيها، في هذا التكريم العالمي.
رحلة حياة ملهمة
ولدت شيلان شمال مصطفى، البالغة من العمر 33 عاماً، في محافظة ديالى بالعراق. كونها الابنة الوحيدة بين ثلاثة أشقاء، شهدت تنقلات والدها، وهو طبيب أسنان، مما أدى إلى استقرار الأسرة في ليبيا ثم في فرنسا عام 2005. كانت شيلان في الرابعة عشرة من عمرها عندما انتقلت إلى فرنسا، حيث بدأت بداية جديدة في حياة مليئة بالتحديات والفرص.
في فرنسا، انخرطت شيلان في عالم الدراسة والعمل، حيث درست هندسة التصميم الصناعي، ولكنها لم تتخلَ عن شغفها بالرياضة. كما أوضحت لوكالة الرسمية تابعته المستقلة، فقد منحتها المدارس الفرنسية فرصاً لتجربة مجموعة متنوعة من الرياضات، مثل الرگبي والتسلق والجري وكرة اليد، لكنها وجدت شغفها الحقيقي في رياضة التايكواندو.
النجاح في رياضة التايكواندو
بعد سنوات من التدريب المتواصل في التايكواندو، أسست شيلان أول نادٍ خاص بالرياضة في بلدة فلوري، بهدف تدريب الشباب وإعدادهم للبطولات. أصبح النادي الرياضي الوحيد في المنطقة تحت إشرافها، حيث بلغ عدد اللاعبين فيه أكثر من أربعين شاباً، يقودهم شيلان يومياً نحو النجاح.
الترشيح لحمل الشعلة الأولمبية
بفضل إنجازاتها وجهودها المتميزة، تلقت شيلان طلباً من بلدية فلوري لترشيحها كحاملة لشعلة الأولمبياد. كانت هذه الخطوة بمثابة تكريم لإنجازاتها في مجالي الرياضة والمجتمع، وأعربت شيلان عن سعادتها بهذا الترشيح، مشيرة إلى أنها ترى في هذا التقدير فرصة لرفع صوت المهاجرين الذين يستحقون الدعم والفرص.
رسالة ملهمة
عند تلقيها الدعوة لحمل الشعلة، قامت شيلان بإرسال رسالة ملهمة تعبر عن رحلتها وتحدياتها، قائلة: “بدأت ممارسة الرياضة في طفولتي في العراق، وجئت إلى فرنسا لأتعلم اللغة وأبحث عن فرص جديدة. عبر التايكواندو، وجدت قوتي الداخلية وبدأت بتشكيل جمعية لتدريب الشباب في بلديتي. بداية صغيرة، لكنني أؤمن بأنها تقود إلى أهداف كبيرة.”
لحظة تاريخية
في صباح 22 يوليو، ستلتقط شيلان شمال مصطفى الشعلة الأولمبية، وتبدأ رحلتها بها نحو باريس، حيث ستصبح أول عراقية كردية تشارك في هذه اللحظة التاريخية. هذا الحدث لا يمثل مجرد تكريم فردي لشيلان، بل هو أيضاً احتفال برحلة الهجرة والتفوق والتأثير الإيجابي على المجتمع.