يعد مسجد الكوفة أحد المساجد الأربعة في التاريخ الاسلامي والذي يستوعب أكثر من 45 الف مصل، تحيطه جدران نقش عليها أسماء الله تعالى واسماء الانبياء واهل البيت الاطهار، إضافة الى ذلك فهو قبلة للكثير من المسلمين، يأتون إليه من كل الدول العربية والإسلامية، لانه يعتبر صرحاً وواجهة دينية واسلامية للعراق بصورة عامة.
يقول هادي سعد هادي من شعبة العلاقات في مسجد الكوفة للمسرى: ان “مسجد الكوفة هو أحد المساجد الأربعة المقدسة في الاسلام ومن المساجد التي تشد اليها الرحال، مضيفا ان هناك من المسلمين من يؤرخ الى هذا المسجد، فيبدأ منذ اعادة بنائه على يد سعد بن ابي وقاص سنة 17 هجرية، اما مدرسة اهل البيت فانهم يعطون هذا المسجد وهذه المدينة بعدا تاريخيا ومعرفيا وقدسيا يرجع الى ما قبل ادم عليه السلام، حيث كان معبدا للملائكة قبل خلق ادم، وبعد خلق ادم كان المعبد بيتا لنبي الله نوح ولابراهيم وللكثير من الانبياء والاولياء والصالحين”.
من جانبه اكد مسؤول شعبة التشريفات في مسجد الكوفة نبيل حميد طه للمسرى، ان “مسجد الكوفة من المساجد التي يحبذ فيها والمفضلة على غيرها من الاماكن في اقامة شعيرة الاعتكاف التي تحدث في الليالي البيض من شهر رجب من كل عام وفي الايام الاواخر من شهر رمضان”.
واوضح، انه “في بعض الاحيان يكون المسجد مكانا لزيارة وفود اجنبية خاصة من الوزراء والسفراء وكذلك يكون مكانا للباحثين في مجال التاريخ الاسلامي والعمارة الاسلامية من غير الجنسيات العربية، لما لهذا المسجد والصرح من اهمية تاريخية وعمرانية كونه يحافظ على ملامح العمارة الاسلامية، فضلا عن انه مكان لتوجه الزائرين من كل مكان”.
ويعد المسجد أول مبنى في الكوفة وشيّد عام 19هـ – 739م بأمر الصحابي سعد بن أبى وقاص، وفي مدرسته ازدهر الخط الكوفي.
كما يُعد مسجد الكوفة أو “المسجد الأعظم” في العراق، من أهم المساجد العراقية الأثرية والتاريخية، وهو من أقدم المساجد في العالم الإسلامي، وأمر سعد بن أبى وقاص، برمي أربعة أسهم باتجاه القبلة، والاتجاهات الأخرى فصارت هذه حدوداً للمسجد.
وقد وردت في فضل مسجد الكوفة أخبار كثيرة، ذكرها العديد من العلماء، وكذلك ذكرها أهل السير والتواريخ من الخاصة والعامة.
وفيه المحراب الذي كان يؤم امير المؤمنين فيه المسلمين للصلاة ويروى انه قد ضرب فيه من قبل ابن ملجم مما ادى الى شهادته في عام 40هـ. ويحوي مسجد الكوفة مقامات عظيمة هي مقام النبي ابراهيم، ومقام الخضر، ومقام النبي محمد ومقام آدم، ومقام جبرائيل، ومقام الامام زين العابدين، ومقام نوح، ومقام الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، وتوجد في المسجد ايضا اماكنا تاريخية مقدسة مثل بيت الطشت، ودكة القضاء، ومحراب النافلة، ومرسى سفينة نوح. ويتسع المسجد لأربعين ألف مصلٍّ، يتوسط صحنه بقعة منخفضة ينزل إليها بسلم وتسمى (السفينة).
وفي فضل مسجد الكوفة وفضل الصلاة فيه فعن ابن نباتة قال: بينما (نحن) ذات يوم حول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في مسجد الكوفة إذ قال: (يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر ومصلاي، وأن مسجدكم هذا أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عز وجل لأهلها، وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم، يشفع لأهله ولمن صلى فيه، فلا ترد شفاعته، ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه، وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه، فلا تهجرن وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه، وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج).
وروي عن الامام ابي عبد الله عليه السلام أنه قال: (صلاة في مسجد الكوفة تعدل ألف صلاةٍ في غيره من المساجد).
ودفن الى جوار مسجد الكوفة المعظم سفير الإمام الحسين(عليه السلام) مسلم بن عقيل والصحابي هاني بن عروة والمختار بن أبي عبيد الله الثقفي.