تمر على شعبنا الذكرى السنوية 41 لابادة البارزانيين ، ففي 31/7/1983 اقدم النظام الدموي على جريمة بشعة اضافها الى جرائمه الدموية، في اطار سلسلة جرائم الابادة الجماعية للشعب الكوردي، في ذلك اليوم القى النظام البعثي القبض على الرجال و والشباب و اليافعين البارزانيين بعد تطويق المجمعات السكنية القريبة من اربيل في ( قوشتة و حرير و بحركة)، حيث تم اسكانهم بعد هدم قراهم سنة 1979 في هذه المجمعات كخطوة اولى ضمن خطة للابادة الجماعية و بعد مرور شهر على ذلك التاريخ تم نفيهم ورميهم جميعاً بالرصاص في صحارى محافظة المثنى ودفنوا في قبور جماعية.
بهذه المناسبة الحزينة ننحني اجلالا لارواح الشهداء و نعزي انفسنا و اهالي الضحايا وذوهم
وبعد إعتقال الشباب و الشيوخ في المجماعات القسرية قاد النظام اكثر من 8000 بارزاني الى مصير مجهول ومن ثم قتلهم بدم بارد وهم احياء و دفنهم في مقابر جماعية بصحراء السماوة واصبحوا في عداد المؤنفلين لم يعرف عنهم شئ ، وبعد سقوط الننظام و تشكيل الحكومة الفدرالية تم المتابعة و التنقيب عن مصير البارزانيين وعن طريق لجنة خاصة تم العثور على جثامين عدد منهم واستمر التنقيب و المتابعة لهذا الملف وتم العثور على مقابر اخرى ، فقد تم اعادة 606 ضحية من البارزانيين وعلى ثلاث مراحل ، وفي 17/10/2005 تم اعادة 503 رفات كمرحلة اولى.
وفي 6/3/2014 تم اعادة 93 مؤنفلا بارزانيا ، حيث تم العثور على جثامينهم في منطقة ( بصية ) بمحافظة السماوة ، وفي 2022 اعيد 100 رفات من ضحايا البارزانيين الى مثواهم بمطقة بارزان.
ولو نظرنا الى الجرائم التي نفذت من قبل النظام البعثي ضد البارزانيين ، فجميع هذه الجرائم تحوي عناصر الابادة الجماعية وفق الاتفاقيات الدولية الخاصة بالجرائم والترحيل والتهجير القسري ، ومنهم العيش على ارض اباهم و اجدادهم ، نفوا الى مناطقة في جنوب العراق و اجبارهم على العيش في ظروف قاسية وحرمانهم من اجواء موطنهم ، ومنع الانجاب وذلك بفصل الرجال عن النساء و ابادة الرجال جماعيا ومحوهم من الوجود كل ذلك يندرج ضمن عناصر الابادة الجماعية و جرائم ضد الانسانية.
بعد ابادة الرجال البارزانيين زادت صعوبة ومشقة حياة النساء والاطفال البارزانيين، وعانوا الامرين حيث وضعت الامهات ذوات لعباءات السود الشامخات عبء الحياة على اكتافهن واصبحن الام والاب لابناءهم في ان واحد ، وقمن بتربية أطفالهن في ظروف مأساوية سيئة للغاية واجهن مصاعب الحياة والأقدار برؤوس مرفوعة وإرادة فولاذية ، فأصبحن آباء لأولادهن من جهة يكسبن لهم لقمة العيش بكدهن وعملهن، ومن جهة أخرى ربين أولادهن بروح كوردية عالية.
لابد في هذه المناسبة ان نثمن دورهن و نضع على صدورهم اوسمة الشهامة والفخر..
كما اضطر العديد من الأطفال البارزانيين، إلى ترك الدراسة، بسبب الخوف وتدهور حياتهم العائلية، وعاش النسوة والرجال الكهلة الذين نجوا من تلك الحملة الظالمة في خوف مستمر وترقب دائم . واستمر هذا الوضع المؤلم الذي حل بشعب كوردستان وبالبارزانيين المليء في ظل سلطة النظام العراقي حتى انتفاضة 1991.
وبعد اسقاط الطاغية و تحرير العراق من النظام الدموي وخلال بحث مضني ، تم عثور في عدة مقابر جماعية في صحراء ( بصية ) ضمت جثامين طاهرة لعدد من البارزانيين وتمت اعادة رفاة 596 شخصاً من أصل 8 آلاف من البارزانيين على مرحلتين.
وفي وقت الذي نحي ضحايا البارزانيين الانفال تم العثور على رفات 100 من ضحايا البارزانيين و يتم اعادتهم الى مثواهم الاخير في موطنهم بمنطقة بارزان ، نتمنى ان يتم اعادة كافة ضحايا البارزانيين والانفال الى احضان كردستان.
وبعد تشكيل المحكمة الجنائية العراقية العليا كانت جريمة ابادة البارزانيين من بين الملفات التي تم حسمها من قبل هذه المحكمة ، وصفتها بانها ابادة جماعية، وكون ابادة البارزانيين إبادةً جماعية بكل المعايير الدولية، لهذا أصدرت هذه المحكمة العليا، في 11 أيار 2011، قرارها باعتبارابادة البارزانيين إبادة جماعية ، استنادا الى بنود قرار المحكمة، ويجب تعويض ضحايا هذه المجزرة والمجازر التي وصفتها المحكمة كابادة جماعية من الانفال و القصف الكمياوي و ابادة الكورد الفيليين والترحيل القصري لبشدةر و سيد صادق تعويضا عادلا وتنفيذ ما يترتب عليها من الالتزامات في المحاكم المدنية العراقية.
في هذه المناسبة نطالب الحكومة العراقية و حكومة اقليم كردستان العمل من اجل العثور على المزيد من المقابر الجماعية و تعقب مصير ضحايا الانفال والبارزانيين و البدء بالحملة الوطنية لاجراء فحص DNA و اخذ نماذج الدم لذوي المؤنفلين والبارزانيين..
كما و نطالب الحكومة العراقية الالتزام ببنود المادة 132 للدستور والاخذ على عاتقها مسؤولة قانونية و اخلاقية في معاينة ذوي الضحايا وتأمين حياة مسقرة وتعويض ذوي الضحايا تعويضا عادلا .
اخيرا خير ما نجزي به ارواح شهدائنا ان نتكاتف ونجمع كل قوانا بمختلف الوانها من اجل تحقيق اهداف الشهداء و نقدر ارادة شعبنا و حقوقه في المواطنة و اجراء انتخابات نزيهة و شفافة من اجل تفعيل البرلمان على احسن وجه و تشكل حكومة همها الشعب و حماية مصالحه وتحسين الوضع المعيشي و تحقيق حقوقه و استحقاقاته المالية في عراق ديمقراطي
مرة اخرى ننحني اجلالا لدماء الاكرمين منا و ارواحهم الطاهرة