المسرى :
تقرير : بشير علي
بسبب كثرة الحروب التي شهدتها البلاد، خصوصاً عقب حربين مدمرتين ، واستخدمت خلالها أسلحة خطرة، فان نسبة الإصابات بأمراض السرطان في العراق في ارتفاع ( بحسب مختصين )، خصوصا مع الاهمال الواضح من قبل الحكومة في الحد من هذا التدهور الصحي في هذا المرفق المتفاقم وسد الطريق امام العوامل التي تتسبب في زيادة الاصابات، ومن ابرزها تلك المخلفات ، فضلا عن المصانع التي تفتقر الى أبسط اجراءات وقائية.
البصرة.. مخلفات الحروب والمعامل المشعة
تتكون نفايات المواد الخطرة والمشعة من مخلفات معمل الحديد والصلب في البصرة، وبقايا الدبابات والأسلحة والمعامل التي ظلت مدمرة في مسارح العمليات العسكرية خلال الحرب العراقية-الإيرانية عام 1980 وتعرضت للقصف الأمريكي في حرب الخليج الثانية 1991واحتلال العراق عام 2003، فضلاً عن بقايا الصواريخ التي أطلقتها القوات الأمريكية على مجموعة من الأهداف العسكرية والمدنية.
مدير دائرة البيئة والصحة في المنطقة الجنوبية وليد الموسوي قال للمسرى، ان ” عدة أسباب انتجت الزيادة الحاصلة في انتشار مرض السرطان المستعصي بمحافظة البصرة منها تصاعد نسبة التلوث البيئي عبر رمي المخلفات وتفريغ مياه الصرف الصحي لقرابة 15 مستشفى في البصرة بالأنهار الداخلية وعدم وجود محطات بيولوجية خاصة بتلك المستشفيات”.
وبين، ان” من خلال عمليات التحري لفرق البيئة، كشفنا عن وجود 26 موقعاً ملوثاً في مناطق الدرهمية والهوير والرميلة وأبي الخصيب والبرجسية والقرنة وجبل سنام والفاو جنوب غرب البصرة وشمالها، مشيرا الى ان، الأسلحة والذخائر الملوثة باليورانيوم تركت هي الأخرى أثراً كبيراً على صحة المواطنين في هذه المحافظة الجنوبية، إذ وصلت الملوثات البيئية والمواد المشعة إلى المياه الجوفية المستخدَمة في سقي المحاصيل الزراعية لا سيما بقضاء الزبير”.
ارقام واحصائيات رسمية من وزارة الصحة
قالت وزارة الصحة ان أكثر من 25 ألف إصابة بالسرطان مُسجلة في العراق حتى الآن، أغلبها بسبب مخلفات الحرب وبعض أنواع الذخائر والأسلحة التي استُخدمت خلال غزو العراق عام 2003
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر، في مؤتمر صحفي تابعه المسرى ، ان” المعدل السنوي للإصابة بمرض السرطان في العراق يبلغ 2500 حالة إصابة، بينها 20% إصابات بسرطان الثدي، وقد حصدت البصرة أعلى نسب الإصابة بالسرطان بين عامَي 2015 و2017، فقد تراوح بين 400 و500 إصابة شهرياً، لكنه ارتفع بنسبة تصل إلى 200% تقريباً خلال 2018
وتابع البدر: “البصرة تتصدر مدن العراق بتسجيل إصابات بالسرطان، إذ بلغ معدل الإصابات الشهرية عام 2020 ما يقارب (600-700) إصابة، وهذا ينذر بكارثة صحية خطيرة في المحافظات الجنوبية، وعلى الجهات أن تتعاون مع وزارة الصحة لمساعدة المرضى
السرطان في محافظة ذي قار
في محافظة ذي قار يوجد 4250 مصابا بالسرطان، في آخر إحصائية لمركز الأورام السرطانية في المحافظة ، بمعدل إصابات تصل إلى 900 سنويا، مع وفيات بنحو 500 حالة، وفي 2018، كشفت لجنة الصحة في مجلس محافظة ذي قار عن ارتفاع ملحوظ في الإصابة بسرطان الثدي بين النساء، فيما اعتبرت التلوث البيئي والإشعاعي وتلوث المياه والحروب، من أبرز أسباب تلك الزيادة.
وكشفت دائرة صحة ذي قار عن معلومات جديدة فيما يتعلق بمرضى السرطان في المحافظة، مؤكدة أن الأعداد تفوق 7500 مصاب، فيما لا تلبي العلاجات والأدوية المتاحة بالمئة 25% من الطلب الكلي للمرضى، فضلا عن الحالة المعيشية الصعبة لأغلب المصابين الذين لا يقوون على شراء أدوية من الصيدليات التجارية.
معامل الاسمنت في محافظة المثنى تصيب السكان بالسرطان
يقول مختصون في المثنى، ان اغلب حالات السرطان المسجلة في المحافظة كانوا ممن يسكون قرب معمل اسمنت السماوة والمنطاق التي تعرضت الى ضربات جوية أمريكية ابان حربي الخليج 1991 و2003″. وبين”مسببات مرض السرطان كانت الغبار المتطاير من أبراج معمل اسمنت السماوة ، حيث تبلغ هذه الأبخرة والأتربة ذروتها في ايام تكون فيها الرياح شرقية ومنخفضة مما يسبب في هبوط الغبار المتطاير على شكل كتل ثقيلة على المساكن وأسطح البنايات.
وكانت معلومات من وزارة البيئة قد أفادت بوجود ما يقرب من 300 موقع ملوث في عموم العراق، من بينها 63 موقعا عسكريا في بغداد والموصل وعدد من المحافظات الجنوبية.