المسرى
إعداد: كديانو عليكو
صادقت منظمة اليونسكو في الدورة الـ 46 لمؤتمر التراث العالمي للمنظمة والتي انعقدت في العاصمة الهندية نيودلهي، على تسجيل مدينة أو تلة “هگمتانة” الكردية في مدينة همدان شرقي كردستان على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي .
تُعد مدينة أو تلة “هگمتانة” كنزا تاريخيا يجعل من المدينة إرثا ثقافيا لكردستان وللعالم، حيث يأخذك هذا المعلم التاريخي الى عهد قديم من التاريخ ويروي لك فصلا من اهم الفصول من تاريخ الشعب الكردي احد اقدم واعرق شعوب المنطقة، حيث كانت هذه المدينة عاصمة ومصيفا للعديد من الإمبراطوريات الكردية وغير الكردية، حيث بُني فيها العديد من القصور.
مدينة أو تلة “هگمتانة” في همدان هي بلا شك واحدة من أروع المناطق القديمة ورمز وخلفية لتاريخ وأرض كردستان القديمة، والاكتشافات فيها كانت كافية لخبراء ومراقبي اليونسكو لتسجيل وعولمة هذا النصب التاريخي الكردي الرائع.
يرتبط اسم “هگمتانة” بتاريخ الكرد وماضيهم، وتتجلى شهرة هذا الرمز والعمل التاريخي القيم مع مرور التطورات التاريخية وصفحات تاريخ الكرد القديمة، حيث كانت مدينة همدان عاصمة الميديين (الإمبراطورية الميدية) في العصور القديمة، وواحدة من أقدم المستوطنات في العالم.
وبتتبع آثار “هگمتانة” الواقعة وسط مدينة همدان، فقد آلت المدينة إلى الأخمينيين، بعد الميديين الذين تمكنوا ولأول مرة في تاريخ الكرد (547 ـ 678 ق.م) من بسط نفوذهم على كامل أراضي كردستان الكبرى (أجزاء كوردستان الأربعة اليوم)، وبعد الاخمينيين آلت السلطة في “هگمتانة” الى الساسانيين.
عمرُ المدينة الاثرية أكثر من 3000 عام، ولا تزال الحفريات والأنشطة الأثرية التي بدأت لأول مرة في عام 1913 جارية في هذه المنطقة ويتم العثور باستمرار على القطع الأثرية القديمة منها كما يثير منظر الجبال البعيدة من أعلى هذا التل الواسع دائماً علماء الآثار.
تلة “هگمتانة” ، التي يعتبرها علماء الآثار أكبر تل قديم في شرقي كردستان وفي إيران، يعد رمزاً لتاريخ همدان القديم، وهي كانت مدرجة في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية ، لكنها الان باتت على لائحة التراث الثقافي العالمي، حيث سيساعد ذلك في الحفاظ على الأصول التاريخية ونقلها إلى الجيل القادم، كما سيساعد في الازدهار الاقتصادي والسياحي لمدينة همدان وسكانها، وبالتالي فهذا الامر حدث مؤثر جداً ، حيث سيُعرّف العالم بالتاريخ والثقافة الكرديين اكثر فاكثر، وهو التاريخ والثقافة التي لطالما حاول أعداء الكرد طمسها واخفاءها او ان ينسبوها لانفسهم ودولهم.