المسرى..
إعداد: كديانو عليكو
يحتل العراق مكانة بارزة بين دول العالم في عدد المواقع الأثرية، إذ يصل عددها إلى أكثر من 25 ألف موقع تعو دالة حقب زمنية مختلفة، تتنوع ما بين حضارات تمتد إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد، من بينها الآشورية والأكدية والسومرية والبابلية والمقدونية وغيرها.
وتصارعت على أرض العراق الأمم والحضارات على امتداد التاريخ، مما خلف كمية مهولة من المعالم الأثرية لتبقى شاهدة على عراقة هذه المنطقة، وعلى مدى التقدم الحضاري الذي وصلت إليه.
مسجد طيني في قضاء الرفاعي
المدير العام لدائرة التحريات والتنقيبات علي شلغم اعلن اكتشاف مسجد طيني أموي من قبل بعثة تنقيب المتحف البريطاني وفريق عراقي محلي.
وقال شلغم في بيان تلقى (المسرى) نسخة منه، انَّ المساجد تعد من الابنية الرائدة في الفترة الإسلامية المبكرة، وتم الكشف عن واحد من هذه المساجد في محافظة ذي قار بقضاء الرفاعي شمال مدينة الناصرية والذي يعود للفترة الإسلامية الأموية لسنة ستين للهجرة تقريباً .
واوضح، أنَّ الاكتشاف يعد مهماً وكبيراً كون المسجد قد شُيّد من اللبن، ويقع وسط مدينة سكنية واضحة المعالم يتوسطها المسجد، وهو ذو أبعاد بعرض 8 أمتار وطول 5 أمتار تقريباً وفي قلب المسجد محراب صغير للإمام وهو يسع 20 شخصاً تقريباً .
اكتشاف مهم
وتم اكتشاف المسجد بالقرب من سطح الموقع ولم يتم العثور الا على بقايا قليلة للبناء بسبب عوامل التعرية من الرياح والأمطار، ويعد من الاكتشافات المهمة لأنه يؤرخ لبدايات ظهور الإسلام ، بحسب المدير العام لدائرة التحريات والتنقيبات.
وأشار شلغم الى أنَّ البعثات التنقيبية السابقة والحالية لم تجد الا القليل من المعلومات الواردة اليها في الكشف عن الفترات الإسلامية المبكرة.
بعد اكتشاف المسجد الطيني في قضاء الرفاعي. فيما ياتي تعريف بأهم وأبرز هذه الأماكن الاثرية التاريخية في العراق، ذات الشهرة العالمية التي تحوي كنوزا وآثارا ثمينة مهددة بالسرقة والتدمير.
أور
أور هو موقع أثري لمدينة سومرية تقع في تل المقير جنوب العراق. وكانت عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد. وكانت مدينة بيضاوية الشكل وتقع على مصب نهر الفرات في الخليج العربي قرب إريدو إلا أنها حاليا تقع في منطقة نائية بعيدة عن النهر وذلك بسبب تغير مجرى نهر الفرات على مدى آلاف السنين الماضية، وتقع حاليا على بعد بضعة كيلومترات عن مدينة الناصرية جنوب العراق وعلى بعد 100 ميل شمالي البصرة. وتعتبر واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم.
ويعتبر الملك أورنَمو من أشهر الملوك الذين تعاقبوا على المدينة، وفي عهده بنيت المعابد والزقورات الموجودة حاليا. وقد عرفت اكتشافات كبيرة بين سنتي 1922 و1934 خاصة جنب مباني الزقورات حيث اكتشف العديد من المقابر الملكية. ويوجد الكثير من الآثار التي اكتشفت في أور في متاحف بريطانيا وفرنسا.
نمرود
تقع نمرود على بعد 34 كلم جنوب الموصل ونمرود هي الاسم الحالي للمدينة الآشورية القديمة كالح. وبدأ التنقيب فيها في الفترة 1845–1851 وأسفر عام 1980 عن العثور على ثلاث مقابر ملكية تحوي كنوزا مختلفة.
وكانت نمرود عاصمة ثانية للآشوريين، واشتهرت زمن الملك الآشوري شلمنصر الأول في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. ويوجد بها مجسمات الثيران المجنحة إضافة إلى بقايا قصر آشور ناصربال الثاني، والقطع العاجية كتلك المشكلة على هيئة وحدات نسائية.
وقد اكتشفت مجموعة كبيرة سنة 1988 فاقت 600 قطعة ذهبية وأحجار، وأطلق عليها كنز نمرود. واختفت لفترة من الزمن ثم عثر عليها مخبأة في سرداب سنة 2003. وتوجد الكثير من آثار هذه المدينة في متاحف بريطانية.
نيبور
نيبور أو نفر مدينة قديمة في بلاد النهرين هي الآن في مدينة عفك وتقع على بعد 170 كلم جنوب بغداد، وكانت نيبور عاصمة دينية للسومريين والبابليين. وخضعت لحكم سلالات مختلفة منها السومريون والآكديون والآشوريون.
وقد بدأت أعمال التنقيب في نيبور ابتداء من سنة 1888 حيث نظمت جامعة بنسلفانيا الأميركية أول بعثة استكشاف في المنطقة. وتشتهر نيبور بزقورتها الشهيرة الموجودة فوق تل ترابي، ويمكن مشاهدتها من مسافة بعيدة.
ايسن
تقع إيسن جنوب العراق في محافظة القادسية. بقاياها تقع اليوم نحو 200 كيلومتر جنوب شرق بغداد ونحو 35 كيلومتر جنوب غرب نيبور. ذكرت في كتابات مسمارية من الألفية الثالثة قبل الميلاد. وأثرت حضارتها مع بدأ الألفية الثانية قبل الميلاد على تاريخ بلاد بين الرافدين.
واكتشفت في إيسن زمن الحرب العالمية الأولى عبر الحفريات والمسوحات ألواح مسمارية تحمل إحداها اسم لبتعشتار والآخر اسم مدينة إيسن، وقطع تعود إلى حقبة الملك نبوخذ نصر الثاني.
بابل
تقع بابل على مسافة 90 كلم جنوب بغداد، وتعني في اللغة الأكادية باب الإله، كشفت آثارها في الفترة بين سنة (1899 و1917) ومن أشهر ملوكها نبوخذ نصر الثاني من الكلدانيين (604-562 قبل الميلاد)، وحمورابي من الآموريين (1792-1750 قبل الميلاد).
وتضم بابل العديد من الآثار، وأشهرها شارع الموكب وأطلال الحدائق المعلقة والقصور، وبوابة عشتار المحفوظة في متحف برلين بألمانيا.
وكذلك قصر نبوخذ نصر والمسرح البابلي، ومعبد ننماخ وأسد بابل الحجري الكبير الذي كسر رأسه وسرق. وتعود كثير من الآثار الموجودة حاليا إلى عهد الملك نبوخذ نصر الثاني.
نينوى
مدينة أثرية قديمة، تعتبر من أقدم وأعظم المدن في العصر القديم، تقع شمال العراق على الضفة اليمنى لنهر دجلة وكانت عاصمة الإمبراطورية الآشورية. كانت نينوى أكبر مدن العالم في فترة الإمبراطورية الآشورية الحديثة وتنتشر بقاياها في الجانب الأيسر من مدينة الموصل في محافظة وقد دمرت نينوى بعد معركة نينوى 612 ق.م بعد أن غزاها نبوبولاسر ملك بابل بالتحالف مع الميديين والكلديون وأرمن وكيميريون أدت إلى دمار المدينة ونهبها وسقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة.
آشور
تقع آشور على مسافة 110 كلم جنوب الموصل. وشكلت إضافة إلى نينوى مركزا للممالك الآشورية المتعاقبة. واندثرت المدينة تاريخيا سنة 612 قبل الميلاد.
والآثار الآشورية موزعة على العديد من المناطق الأخرى من أهمها محافظة دهوك التي تضم منحوتات معلثايا الأثرية المكتشفة عام 1845. والآثار التي خلفها الملك الآشوري سنحاريب ومنها معبر يربط بين دهوك ونينوى وقناة سنحاريب وهي مشروع لإرواء الأراضي الزراعية في نينوى عبر نقل المياه من منطقة خنس إلى أراضي نينوى.
وكذلك منحوتات خنس، وهي متحف أثري طبيعي يضم آثارا بارتفاعات عالية.
أوروك
تقع أوروك على بعد 250 كلم جنوب بغداد، ويطلق عليها في العراق وركة. وكانت أوروك إحدى أهم المدن السومرية التي بنيت في القرن الخامس قبل الميلاد، ومركزا دينيا كبيرا.
وأشهر ملوكها غلغامش الذي تلف حياته الكثير من الأساطير، أهمها اعتقاد السومريين أن أمه كانت من الآلهة.
وتم تحديد موقع أوروك جغرافيا سنة 1849 بواسطة عالم الآثار البريطاني ويليام لوفتس. وكانت عمليات البحث الأساسية عن آثار المدينة عن طريق فريق علماء ألمان في الفترة قبل الحرب العالمية الأولى.
واستمرت الحفريات إلى حدود سنة 1954 حيث اكتشفت العديد من الوثائق التاريخية المكتوبة، ولازال الكثير من آثار المنطقة لم يكتشف.