المسرى..
إعداد: كديانو عليكو
مر على تاريخ العراق الادبي العديد من الشعراء، قدموا ادبا شعريا عالميا للحضارة العراقية والعالمية. الشعر العراقي تاريخ يمتد لقرون، على الرغم من ذلك، التدفق التاريخي لبداية الشعر في العراق وتحديد هوية الشعر العراقي تعّد غامضة عند نقاد ومؤرخو الأدب.
أقدم شاعرة عراقية
ذكرت في مصادر إنخيدوانا أو إنهدوانا (2285-2250 ق م) وهي أميرة أكدية من أهل القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، والكاهنة الأعلى للإله نانا إلهة القمر عند السومريين في مدينة أور، أنها أقدم شاعرة معروفة تم تسجيل اسمها. وعن الشعراء بالعربية ما قبل القرن السابع هم جذيمة الأبرش (? – 268) ثالث ملوك تنوخ، ولقيط بن يعمر الإيادي (? – 380) وعدي بن زيد العبادي (? – 587) وهند بنت النعمان بن المنذر (? – بعد 610) الشاعرة والكاتبة وإياس بن قبيصة الطائي (? – 618) قائد عسكري ساساني.
بلد الشعراء
يلقب العراق ” بلد الشعر والشعراء” أو “بلد الشعراء” عند الأدباء العرب لكثرة عدد الشعراء فيها. الشعر لا يزال يهيمن على الأدب العراقي ويتفوق الفضاء الشعري في إنتاج أدبي بالعراق في القرن الحادي والعشرين. حيث يقول الصحفي والشاعر العراقي رعد كريم عزيز في تصريحات سابقة تابعها (المسرى)، ان “ما زال العراق بلد شعر، لا رواية، والشاعر تحت بقعة الضوء، بينما الراوي يخفي في ثنايا السرد تمهله ورويته، على عكس الشاعر، الذي يفور إحساساً مباشراً، يقذف بلهب الإحساس، ولديه متلق متلهف للشعر لكي يصعد كفيه بالتصفيق، ولا يزال الشاعر يراقب عيون الحضور ليرى مدى تأثيره عليهم.”
مشاركة دولية
احتفل العراق مساء الخميس، بالدورة الثالثة لمهرجان سوق الشعر الدولي على حدائق القشلة في العاصمة بغداد، بمشاركة عراقية فرنسية والمانية وبرعاية وزارة الثقافة والسياحة والآثار .
وافتتح المهرجان الثقافي وزير الثقافة الدكتور حسن ناظم والذي يجمع شراكات وصداقات بين بلدان تربط العراق بها علاقات ثقافية وأواصر مشتركة على مر الزمان.
وتضمن الحفل كلماتِ ممثلي الدول المشاركة، فضلاً عن قراءات شعرية منوعة ومقطوعات موسيقية لفرقة عشتار.
استمرار اقامة مثل هذه المهرجانات في بغداد على ضفاف دجلة يعد شاهداً حياً على أن الثقافة لازالت بخير وأن بغداد كانت ولازالت منار الثقافة والشعر والابداع.
الشعر الشعبي
يعد العراق من الدول المتعددة القوميات واللغات إذ أن تنوع القوميات أدى إلى تنوع اللغات المستخدمة في الشعر العراقي كالعربية والكوردية والتركية والسريانية/الآشورية، فضلاً عن الفارسية ولغات الدول المستضيفة للشتات العراقي. لم يقتصر الشعر العربي العراقي على العربية الفصحى بل تسلل إلى العامية العراقية بلهجاتها المختلفة، وهناك أيضا شعر شعبي عراقي.
يشكل الشعر الشعبي العراقي بكل أنواعه وبحوره العشرية معلما من معالم الثقافة الشعبية الأكثر انتشارا في العراق، ويعتبر الشعر الشعبي وسيلة لغوية عميقة التأثير واشارة واضحة المعالم في ايصال الصورة والغاية بشكل خال من التعقيد والتبطين اللغوي، ولم يكن الشعر الشعبي في العراق يوما ما الا الوسيلة الأساس التي يستعملها البسطاء والفقراء من الناس في بوحهم بأحاسيسهم وشكواهم وتعبيرا عن مكنونات ارواحهم وتعبيرا عن دقائق حياتهم وعملهم وقدرتهم في تصوير الحالات الانسانية بشكل مختزل ودقيق وواسع.
ولهذا تعكز المجتمع الشعبي في العراق على الكثير من قصائد وأبيات الشعر الشعبي ليصير أمثالا عامة يستعملها الناس في الاشارة الى قضية ما أو حدث أو تعبير عن مكنون نفسي.
اضافة عراقية
لم يعرف العرب القصيدة العمودية إلى أن كسرت الشاعرة العراقية نازك الملائكة أعمدة الشعر التقليدي في قصيدتها المبتكرة “الكوليرا”، بالتزامن مع نشر بدر شاكر السياب قصيدته “هل كان حبًا؟” التي كانت أول قصائده في الشعر الحر، ورغم الصراع الذي نشب بين الإثنين منذ 1947م تاريخ نشر القصائد حيث لم يحسم إلى اليوم بين الباحثين باسم من يسجل هذا التجديد الكبير في الشعر العربي، ومن الذي سبق الآخر بهذا الإنجاز؛ إلا أنه مما لا شك فيه أنه إنجاز عراقي خالص لا ريب فيه إن كان عبر نازك أو السياب الذي يعتبر أحد أشهر الشعراء الذين أرسوا قواعد الشعر الحر.
رواد الشعر الشعبي
عريان السيد خلف. ولد في قلعة سكر على ضفاف الغراف .بدأ النشر مطلع الستينات .اصدر اكثر من ستة مجاميع شعريةL الكمر والديرة – كبل ليله – أوراق ومواسم – شفاعات الوجد – صياد الهموم – تل الورد) .
عمل في الصحافة العراقية وفي الاذاعة والتلفزيون .تم منحه وسام اليرموك من جامعه اليرموك في الأردن .حاصل على شهادة دبلوم صحافه . عضو نقابة الصحفيين العراقيين واتحاد الصحفيين العرب ومنظمة الصحافة العالمية .عضو جمعية الشعراء الشعبيين .
يكتب الشعر بأنواعه في اللهجة الشعبية العراقيه والفصحى .
مظفر النواب
مظفر عبد المجيد النواب شاعر عراقي شعبي معاصر ومعارض سياسي بارز وناقد، تعرّض للملاحقة وسجن في العراق، عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية أخرى. وصف بأنه “أحد أشهر شعراء العراق في العصر الحديث”. ولد النواب في بغداد عام 1934 لعائلة شيعية أرستقراطية من أصل هندي “تقدر الفن والشعر والموسيقى”. ينتمي بأصوله القديمة إلى عائلة النواب التي ينتهي نسبها إلى الإمام موسى الكاظم.
وهناك العديد من الرواد وعظماء الشعر الشعبي العراقي، منهم (عادل محسن، عباس الأعسم، عباس الترجمان، عباس جيجان، عبد الأمير العضاض، عبد الحسن المفوعر السوداني، عبد المهدي الأعرجي، عبود الكرخي).