د.ژینۆ عبد اللە
یعرض الآن فیلم إخفاء صدام حسين للمخرج الکوردي هەڵکەوت مستەفا في صالات ستی سینما بمدینة السلیمانیة. المدینة التي سمیت في زمن جمهوریة القمع والقتل الجماعي تحت نیر الدکتاتوریة البعثیة العفلقیة الصدامیة من ١٩٦٨ الی ١٩٩١، بالمدینة الصعبة ویسمیها الکورد بمدینة الإباء والتضحیات وهيا لآن العاصمة الثقافیة لإقلیم کوردستان إن لم یکن العراق برمته.
إن عرض هذا الفیلم ، الذي یراه البعض فیلما جیدا من الجوانب الفنیة والتقنیة لإنتاج الأفلام، یثیر الکثیر من التساؤلات والشکوك حول الهدف من إنتاج الفیلم وما یرید توصیله من رسائل للشعب الکوردي وحکومة إقلیم کوردستان وجهات کثیرة أخری یتوجب علیها الوقوف بجدیة علی ما یحتویه الفیلم من وقائع ومعلومات تستوجب تحديدها والتحقق من مصداقیتهامن قبل الجهات التي کانت طرفا في عملیة القبض علی صدام.
فعند مشاهدة الفیلم من البداية حتى النهاية، يحس المشاهدبالتعاطف الصارخ مع الرئیس العراقي المخلوع صدام حسین والإعجاب الشدید بذلك الدکتاتور الجبان الذي أعتقل وهو مختف في جحر وهارب من القوات الأمریکیة التي غزت البلد في شهر آذار من العام 2003.
یصور الفیلم صدام حسین، الذي یطلق علیه أحیانا إسم القائد الغبي أو الأحمق لما قام به من دمار وحروب متوالیة وممارسات قمعیة حتی ضد أقرب الناس و الأصدقاء لدیه ، کأحد القادة الثوریين المعروفین بشجاعتهم وبسالتهم وإیمانهم الراسخ بمبادیء ثورتهم مثل إرنستو چی گيفارا أو أي قائد آخر عرفته البشریة و ذلك بغیة خداع المشاهدین الذین ینتمون إلی الجیل الذي لم یعاصر حکم الدکتاتوریة البغیضة وکل من ليس لديه معرفة بنظام صدام الدكتاتوري والاستبدادي والدموي.
ویرینا الفیلم بأن نظام صدام حسين کان يعتمد على أشخاص من ما یسمی بالصف الأول وأغلبهم من عوجة، في إدارة شؤون البلد وهم فوق السلطة ويوكل إليهم مهام مصیریة وبالغة الأهمية هم لم یکونوا أهلا لأدائها فضلا عن أنهم هم الذین غدروا برئیسهم و قائدهم لکي یتم القبض عليه.
ختاما، یتسائل المرء لماذا قام هذا المخرج الکوردي الذي تعرض مئات الآلاف من أبناء شعبه إلى القتل الجماعي وأشد أنواع التعذیب والتنکیل دون وجه حق بصرف کل هذا الجهد في إخراج هذا الفیلم الذي یتمیز بمستواه المثیر للاهتمام من حیث الإخراج والصوت والتصویر والمواقع والتقنيات السينمائية علی طراز عالمي رفیع لکن بمحتوی وقصص وأقاویل یراد منها تمجید وتعظیم شخص قاتل لشعبه وهارب من مواجهة أعدائه.