باحث سياسي: العراق يحاول أن يكون وسيطا سياسيا ناجحا لمعالجة أزمات المنطقة

أكد الباحث والمحلل السياسي الدكتور فارس المهداوي أن العراق يحاول أن يكون وسيطا سياسيا دبلوماسيا ناجحا لحل الازمات في المنطقة، مشددا على أن الصراع في المنطقة يفوق قدرة العراق على إستيعابه.

فارس المهداوي: هناك تصفية حسابات أمريكية روسية في المنطقة

وقال المهداوي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن الوضع في منطقة الشرق الأوسط متأزم ومصالح القوى الدولية والاقليمية تستوجب التدخل المباشر، والحيطة مما سيجري في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الصراع في المنطقة لم يعد مرتبطا بغزة وما يجري فيها، لافتا إلى أن الانتخابات الأمريكية قد تؤثر على أحداث المنطقة لكنها تبقى عاملا نسبيا.

فارس المهداوي: العالم يسير نحو حتفه

وأضاف المهداوي أن الحديث عن تصفية حسابات أمريكية روسية في المنطقة دقيق، فهناك تحشيد غربي ضد روسيا في الحرب الاوكرانية، مشيرا إلى أن روسيا ستعمل على مشاركة في أي حرب تندلع في الشرق الأوسط لأنها تريد أن ترد على ما قامت بها الولايات المتحدة تجاهها في أوكرانيا، لافتا إلى إهتمام الصين أيضا إلى ألا يكون هناك تفوق مطلع لأمريكا في المنطقة، مشددا على أن العالم يسير نحو حتفه.

وعن موقع العراق وموقفه مما يجري في المنطقة، قال المهداوي إن العراق بلد مغلوب على أمره، فهو قبل وبعد 2003 لم يعد قادرا على حماية نفسه، ووضعه محرج، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وضعه محرج ويقول للولايات المتحدة وغيرها أن يحاول ضبط الايقاع الأمني في العراق، لكنه يحرج حين يتم قصف قواعد امريكية او لقوات التحالف داخل العراق.

فارس المهداوي: العراق بلد مغلوب على أمره

وعن الدور الذي يمكن للعراق والدول الأخرى في المنطقة لنزع فتيل الأزمة، شدد المهداوي على أن الأزمة الراهنة في المنطقة ليس فيها نزع فتيل والفتيل مع النار التي تشعلها تل أبيب، مؤكدا أن العراق يحاول أن يكون وسيطا سياسيا دبلوماسيا ناجحا،  وقد جرب ذلك على صعيد لعب دور في علاقة إيران مع الولايات المتحدة، وعلاقة تركيا مع حزب العمال الكردستاني، وغيرها، مشيرا إلى أن العراق كان له دور في هذه العمليات الدبلوماسية والتي شجعته كل من الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية على لعب هذا الدور، مشددا على أن العراق نفسه غير قادر على أن يحقق شيئا من هذا القبيل وسط هذه المعمة الكبيرة، فالعملية تفوق قدرة العراق والمنطقة على استيعابها، فإسرائيل تريد إنهاء ملف إيران النووي بضربات جوية أو التوغل بريا في لبنان وربما سوريا لضمان تحجيم أذرع إيران والقضاء على المفاعل النووي لها او تأخيره لعشر سنوات مقبلة، مشددا على أن العراق يحاول أن ينأى بنفسه عن هذه الاحتكاكات بين الجمهورية الاسلامية وايران، محذرا من فلتان الأمور في العراق في حال إستمرار تدخل أذرع إيراني داخل العراق في الصراع بالمنطقة، حسب تعبيره.