المسرى….تقرير: فؤاد عبد الله
مازالت التوترات قائمة على الساحة السياسية العراقية، إثر خسارة بعض الأحزاب والكتل في الانتخابات الأخيرة، وفي المقابل هناك من يرى أن هدوءاً يخيم على تفاهمات ولقاءات السياسيين العراقيين بخصوص الوصول إلى صيغة حول شكل الحكومة المقبلة.
تساؤلات تدور حول المدة التي تحتاجها الأحزاب والكتل الفائزة لتشكيل الحكومة الجديدة، خصوصاً وأنه ليست هناك تحالفات معلنة لحد الآن لتشكيلها في الوسط الشيعي من جهة، والسنة والكرد من جهة أخرى؟
تقارب في وجهات النظر
الدكتور فارس إبراهيم الكاتب رئيس مركز أبابيل للدراسات الاستراتيجية تحدث لـ( المسرى )قائلاً “وفق المعلومات والمقربة من البيت السياسي العراقي والحكومة العراقية، هناك تقارباً في وجهات النظر بين الأطراف المختلفة حول نتائج الانتخابات، كما وأن هناك تفاهماً بين الأطراف السنية بزعامة ( الحلبوسي والخنجر) مع كتلة الفتح بزعامة هادي العامري للمرحلة المقبلة للعمل السياسي في العراق”، مبيناً أن ” كتلة الفتح شرعت أبوابها للتفاوض مع التيار الصدري للتوصل إلى صيغة بخصوص شكل الحكومة القادمة، بعيدا عن الإعلام والتصريحات السياسية واللقاءات الهامشية”.
الأضلاع الثلاثة
ويعتقد الكاتب أنه في وقت قريب “سيتم التوصل إلى إتفاق شامل بخصوص المرحلة القادمة بما يخدم العملية السياسية في العراق متمثلة بتشكيل الحكومة الوطنية القادمة،عند اكتمال أضلاعها الثلاثة ( الشيعة – السنة – الكورد) “، مشيراً إلى أن “الوسط السياسي العراقي والإقليمي والدولي سيتفاجأ قريباً بإعلان التوصل إلى التفاهمات السياسية ما بين الأطراف المختلفة لتشكيل البرلمان والحكومة الجديدة، إضافة إلى جملة من التنازلات التي قدمها التيار الصدري للكتل الأخرى لتسهيل مهمة تشكيل الحكومة الجديدة”.
المناصب أهم ما في الأمر
أما الكاتب والباحث في الشأن السياسي العراقي وهاب رزاق الهنداوي من واشنطن فيرى أن “التجاذبات السياسية الحاصلة على الساحة السياسية العراقية، هو أمر طبيعي ويتكررهذا المشهد كل أربع سنوات، بهدف الحصول على أكبر وأكثر المناصب، والجهات التي لم تحصل على أصوات كافية في الانتخابات لا يهمها الأصوات التي حازت عليها، بقدر ما يهمها ألا تخسر المناصب التي تسيطر عليها منذ سنوات وإلى الآن والخاصة بها أو كيف ستستلم مرة أخرى، تلك المناصب الكبيرة؟ “، لافتاً إلى “أنهم بالنتيجة سيحصلون على بعض منها، أي المناصب، وينتهي كل هذا التضخيم والاعتراض على نتائج الانتخابات”.
نظام المحاصصة
الهنداوي أوضح لـ( المسرى) ايضاً أن “أهم شيء الآن هو التصريح الأخير لمقتدى الصدر الذي أشار إلى أنه لا يركن إلى نظام المحاصصة، وسياسيا هذا يعني أن الفصائل المسلحة في العراق والتي كانت مدعومة من جهات معينة، قد انتهى دعمها ولم تبق كما السابق”، مؤكدا أن الحكومة الجديدة حتى وإن تأخر تشكليها فستتشكل بالنهاية بمشاركة القوى السياسية الموجودة بمباركة جميع الأطراف كما الحكومات السابقة”.
مواقف متغيرة
ولاشك أن المشهد السياسي العراقي في المستقبل كما يراه المختصون في الشأن العراقي يحتمل سيناريوهات عدة، على أساس أن القوى السياسية في البلاد وبمختلف انتماءاتها لا تبقى على مواقف ثابتة، هذا إلى جانب التدخلات الخارجية في شؤونها السياسية خدمة لمصالحها في العراق.