المسرى..
إعداد: كديانو عليكو
تشهد القلاع والحصون الشامخة في العراق واقليم كوردستان على تاريخ حضارة عريقة تعود لآلاف السنين. ولا شك أن الوقوف على أمثلة من القلاع وتوثيقها يسهم في حفظها من الضياع بوصفها إرث حضاري يمثل فترة تاريخية معينة.
في هذا التقرير، نبذة عن اهم القلاع في العراق واقليم كوردستان واهميتها وموقعها التاريخي عبر العصور.
قلعة بغداد
تقع قلعة بغداد الداخلية على الضفة الشرقية لنهر دجلة بالقرب من باب المعظم في محلة المخرم العتيقة، ومكانها اليوم بناية وزارة الدفاع العراقية.
قلعة بغداد كانت تشغل مربعاً كبيراً من ركن المدينة في الزاوية الشمالية الغربية من سور بغداد المطل على الضفة الشرقية لنهر دجلة. أما الأضلاع الأخرى من القلعة فقد حصنت بالسور الذي يحتوي على أربعة أبراج إسطوانية قائمة في كل ركن من أسوارها، إضافة لوجود أبراج نصف دائرية موجودة بين كل ركنين من أركان السور..
تاريخ إنشاء قلعة بغداد الداخلية يعود إلى أواخر حكم الأسرة التركمانية قوثيو في أواسط القرن التاسع الهجري، حيث اتخذها بكتاش خان والي بغداد سنة (1041-1048ه/1631-1638م) مقراً له. وذكر في خطط بغداد أن القلعة عُمِّرت زمن عبد الرحمن باشا والي بغداد سنة (1085ه/1674م) وأحكمت أبراجها. وكان الغرض منها تكون مقراً لحماية المدينة ومقراً لقصر الوالي. وبني السراي للجيش ملاصقاً للقلعة وأقام فيه درويش باشا، فاختلطت تسمية القلعة بالقشلة حيث كل بناية أصبحت مكملة للأخرى.
قلعة هيت
إن مدينة هيت القديمة الحالية (القلعة) قد أعيد بناؤها على أنقاض المدينة التاريخية أكثر من مرة؛ فقد شهدت مدينة هيت أدواراً سكنية تاريخية متتابعة، وذلك قياساً على شكل ملامحها العامة ومقارنتها بمثيلاتها من المدن التي عاصرتها، وربما كان التل سومرياً وهو يمثل الدور الأول، ثم أعقبه الدور الآشوري، ثم البابلي والروماني والفرثي، والساساني، ثم الإسلامي. وكانت مدينة هيت تقع على تلين، أعلاهما ينحدر بشدة إلى النهر. وبعد أن دمّر الجيش الروماني (دياقيرا) استمر في زحفه بحذاء الضفة اليسرى لنهر الفرات. وما رواه المؤرخون عندما فتحها المسلمون سنة ( 16ه/ 637م) ؛ فقد نزل المسلمون على أهل هيت الذين أغلقوا أبواب المدينة الثلاثة، وتحصنوا بسورها وقلعتها المنيعة وخندقها وبعد حصارها تم فتحها صلحاً.
قلعة آكويان
تقع قلعة آكويان شرق قرية آكويان، ولهذا سميت باسمها. بنيت القلعة على قمة صخرية بارتفاع ( 65 م ) ويوجد إلى الاسفل من هذه القمة باتجاه الجنوب وعلى بعد ( 250 م ) بقايا جدار وكهف طبيعي يتقدمه جدار حجري. وقد أرجع المكرياني تأريخ تشييد القلعة إلى مصطفى بك والد الأمير محمد الرواندزي (پاشای گه وره) سنة ( 1229ه / 1813 م ) وسميت بقلعة دمدم .
ووصف ( روس ) القلعة بقوله : ( دمدم قلعة صغيرة مشيدة فوق قمة صخرية شاهقة يبلغ ارتفاعها مائة قدم، وتشرف على قرية تتألف من مئة دار تنتشر بين غابة كثيفة من البساتين الحاوية لكل نوع من أنواع الأشجار المثمرة، وهي محل اقامة مصطفى بك ) .
قلعة اربيل
قلعة أربيل هي قلعة وحصن أثري تقع فوق تل ومركز مدينة أربيل في اقليم كوردستان العراق، أُدرجت القلعة على قائمة التراث العالمي منذ 21 يونيو 2014.
يعود تاريخ موقع القلعة ربما إلى وقت مبكر قد يعود إلى العصر الحجري الحديث حيث عُثرت على أجزاء من الفخار يرجع تاريخها إلى تلك الفترة على سفوح التل. وهو دليل واضح على الاستيطان السكاني ويأتي من العصر الحجري النحاسي مع شقف تشبه الفخار في فترتي العبيد وأوروك في الجزيرة وجنوب شرق الأناضول على التوالي. بالنظر إلى هذا الدليل على الاستيطان المبكر، فقد سميت القلعة أقدم موقع مأهول باستمرار في العالم.
قلعة شيروانة
قلعة شيروانة قلعة أثرية واقعة في مدينة كلار باقليم كوردستان العراق، بناها الملك الكوردي محمد باشا الجاف في عصور ما قبل الإسلام، والدليل على ذلك اكتشاف جرة أثرية في مبنى القلعة يوم 1 شباط 2012 م، يعود تاريخها إلى العهد القديم.
وهي قلعة جميلة شامخة تقع على ضفتي نهر سيروان وهذه القلعة كانت مهدمة ومهملة في السابق إلى أن تم ترميمها وتعتبر أحد المعالم الأثرية في اقليم كوردستان.
قلعة إيج
قلعة الأمير الكبير تقع شمال مدينة رواندز، تسمى إيج قلعة (القلعة الداخلية) وتسمى (ئيسقه ڵا، ئيشقه ڵا) كما يسميها أهل رواندز (ئيسقه را- أسقرا). تعد القلعة إحدى أهم قلاع الامارة السورانية في أربيل. يعود تاريخ القلعة إلى عهد الأمير محمد الرواندزي (پاشای گه وره) (1813 – 1837 م)، الذي شيد الكثير من القلاع والأبراج الحصينة، تشاهد بقاياها إلى الآن في (سيدكان، شيروانيان، عقرة، رواندز، درا).
القلعة حالياً في وضع يرثى لها حيث تقوضت بالكامل باستثناء السور في الجهة الشمالية والأسس العمارية في الجهات الأخرى.
قلعة كركوك
تقع قلعة كركوك وسط مدينة كركوك، وتعتبر أقدم جزء من المدينة. تقف القلعة على تل اصطناعي بارتفاع 130 قدمًا تقع على هضبة عبر نهر الخاصة.
بنى الملك سلوقس الأول نيكاتور متراسًا قويًا يضم 72 برجًا حول 72 شارعًا ومدخلين إلى القلعة. جوهرة القلعة هي ما يسمى ب “الكنيسة الحمراء”، مع آثار الفسيفساء التي تعود إلى فترة ما قبل الفتح الإسلامي للعراق في القرن السابع. يُعتقد أن تيمور قد زار القلعة عام 1393 خلال حملته العسكرية. تعود الجدران الحديثة إلى العهد العثماني. في التسعينيات.
قلعة الموصل
قلعة باشطابيا أو قلعة الموصل قلعة قديمة تقع في الجانب الأيمن مدينة الموصل في محافظة نينوى في شمال العراق على ضفة نهر دجلة الايسر ويعود تاريخ تاسيسها في القرن الثاني للهجرة.
يرجع تسمية باشطابيا إلى اللغة تركية وتتالف من مفردتي (باش-رئيسي ) (طابيا-برج) وتعني – البرج أو القلعة الرئيسية- وسميت بهذا الاسم لأنها تقع في أعلى نقطة في الموصل القديمة على ارتفاع 75 قدما من مستوى سطح البحر من جهة اليابسة و150 قدما من جهة نهر دجلة
تاريخها
أنشئت القلعة في عام 126-128هـ من قبل مروان بن محمد، الاموي وبني الحمدانيون سور الموصل في عام 180هـ ثم تعرضت القلعة للهدم من قبل البساسيري في عام 450هـ وقد عيد أعمارها من قبل شرف الدولة العقيلي عندما عمر الموصل في عام 474هـ 1081م، وأهتم في القلعة في عهد الدولة الاتابيكة في عهد عماد الدين زنكي وابنه نور الدين زنكي في القرن الخامس للهجرة وكانت الحصن الشرقي للدولة الاتابكية وقد هدمهت في حملة هولاكو عام 660 هـ وفي حملة تيمورلانك 726 هـ واعيد أعمارها في عهد الوالي بكر باشا إسماعيل الموصلي مع سور الموصل في عام 1625م واضاف اليها برج عالي وتمت ترميما واعمارها في عهد والي الموصل حسين باشا الجليلي 1743م.
القـيمة الاثـرية
تعـتبر اثار قلـعة باشطابيا من المواقع الاثارية في الموصل، حيث تعتـبر الجزء المتبقي من سور الموصل. وهي احـدى المعالم الاصيلة التي تمثل شخصية المدينة وكانت تـزدحم بالسياح من داخل العراق وخارجـه وخاصة الاتراك.
تتكون القلعة من برج عالي وغرف وحصن ومشاجب وأنفاق تحت الأرض تربط القلعة مع المدينة القديمة وأنفاق سرية أخرى إلى خارج المدينة ومخازن للعتاد
الحصار
لعبت قلعة باشطابيا دور مهم في حصار نادر شاه للموصل عام 1743م حيث كانت مركز لقيادة المعركة من جانب اهل الموصل بقيادة حسين باشا الجليلي بعد ان حاصر نادر شاه الموصل بجيشة بثلاثمئة ألف مقاتل ونيف وأحاط بقلعة الموصل باشطابية وسلط نادر شاه ما يقارب 200 مدفع على المدينة ظلت تقصفها ليلا ونهارا وقد فشل نادر شاه في احتلال الموصل وقد تم رفع الحصار عن المدينة في يوم 23 تشرين الأول – أكتوبر من نفس العام بعد توقيع الصلح
تعرضت القلعة للاهمال وخاصة بعد 2003 حيث تعرض برج القلعة إلى السقوط واصبحت من بعد سرية للشرطة الاتحادية بدون مراعاة القيمة الاثرية للموقع وفي عام 2015 بعد اجتياح الموصل من قبل تنظيم داعش تم القصف في العاشر من تموز بالقرب من القلعة مما أدى اضـرار بالقلعة.