المسرى :
تقرير : هناء رياض
في منطقة الصالحية عند شارع حيفا الذي يشق طريقاً طولياً ممتداً من جسر الأحرارالى جسر الشهداء ويوازي المحلات الثلاث العتيقة في جانب الكرخ الشواكة والكريمات وباب السيف تطرز هذا الشارع عدة بيوت اثرية مهمة تقص لنا عن حكاية تطور العمارة العراقية في تلك الحقبة تقابل هذه البيوت السفارة البريطانية القديمة وقد تأثرت هذه البيوت بموجة العمارة الكلاسيكية الأوربية التي تجلت وبدت واضحة مع بداية الثلاثينيات
ولعل اهم هذه البيوت وأجملها دار توفيق السويدي وزير ورئيس وزراء في العهد الملكي تعلوا داره في المنتصف حرفي اسمه الاول ولقبه باللغة الانكليزية مع السنة التي انشأ بها الدار
يحوي الدار على عدة شرفات مختلفة الحجم تتوسط الدار شرفة كبيرة تبرز من الطابق العلوي للدار بإطلالة ملوكية، وسلم من خمس درجات متصل بالشارع يقود الى الباب الرئيسية الخشبية.
هذه الدار التي تحولت لدار للمخطوطات العراقية الان هي شبيهة بالكثير من امثالها من الدور التراثية العتيقة في بغداد , بعضها تم ترميمه وتحويله لمقرات حكومية او هيئات تابعة لمؤسسات الدولة , وبعضه مازال يعاني الاهمال والرطوبة ويتاكله العث ومرور السنين ..
مع بداية الثلاثينات تم تغيير الذائقة العمرانية ونمط البيوت فظهرت الدور ذات المساحة الواسعة والشناشيل الجميلة المزينة بالاخشاب والزجاج الملون والمزخرف , تلك البيوت التي تمتاز بعدد الحجرات الكبير وغالبا تكون بطابقين ودائماً تتوسط الدار باحة يجتمع فيها قاطني الدار ، وهذا النوع من تصاميم البيوت نشأ في العصر العباسي المتأخر واستمر لقرون حتى تأسيس العراق في العصر الحديث مع تغييرات طفيفة.
كثيرة هي الدور الاثرية التي تم هدمها وبيعت من قبل ورثتها , حتى الدور ذات الطراز الستيني والسبعيني والثمانيني لتحولت لمجرد مخازن للتجار , او تم استغلالها لمشروع استثماري بعيد تماما عن روحيتها التراثية ..
وفيما قامت السلطات العراقية بتحويل منزل الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري الكائن في حي القادسية ببغداد الى متحف ومركز ثقافي , كان يفترض بأن يضم مقتنياته من دواوين وساعات يدويّة ومسابح وصور وهدايا الرؤساء والملوك وغيرها , الا انه مازال مغلقا امام الزوار ولايحظى بأي اهتمام ولاترويج اومواعيد زيارة ولاحتى صفحة خاصة به على مواقع التواصل ..