المسرى… فؤاد عبد الله
تتكرر بين الحين والآخر تعرض القوات الأمنية العراقية والبيشمركة لهجمات لعناصر داعش الإرهابي وتقع بينها شهداء وجرحى، وخاصة في المناطق المعروفة بالمتنازع عليها بين بغداد والإقليم
وآخرها كان الهجوم على تحصينات قوات البشمركة في منطقة (كولةجو)على أطراف محافظة ديالى، ما أوقع 5 قتلى وعدد من الجرحى في صفوف قوات البيشمركة.
فراغ أمني لا ينتهي
ويعزي المسؤولون الأمنيون في العراق سبب تلك الهجمات لوجود فراغ أمني بين قواتهم وقوات البيشمركة، ولكن السؤال هو لم لا يُسد هذا الفراغ وقد أقتربنا من الذكرى السنوية الرابعة للقضاء على داعش؟ ومن المسؤول عنه؟
دعوة لعمليات تمشيط مشتركة
في هذا السياق تحدث الفريق جبار ياور أمين عام وزارة البيشمركة لـ(المسرى) قائلاً “طالبنا الحكومة الإتحادية عدة مرات بسد هذا الفراغ الأمني عن طريق قوات مشتركة من البيشمركة والجيش،أو القيام بعمليات تمشيط مشتركة في تلك المناطق، ولكن لحد اللحظة لم تات بنتيجة تذكر”، مبيناً أن ” ذلك الفراغ الأمني حدث بعد عام 2017 عندما انسحبت قوات البيشمركة من تلك المناطق في زمن حكومة حيدر العبادي، ومن حينها أصبحت تلك المناطق فارغة من القوات الأمنية، وهو ما أستغلها مسلحو داعش الإرهابي وأصبحت لهم كملاذات آمنة يتحركون فيها بحرية”.
لوائين مشتركين من البيشمركة والجيش
الياور أضاف أيضاً “نطالب منذ عام 2018 ولحد اليوم بغداد بمليء تلك الفراغات بقوات مشتركة بغية السيطرة على الوضع الأمني فيها والقضاء على داعش نهائياً، ولكن الاستجابة من الحكومة الإتحادية لم تكن واضحة وواقعية بهذا الخصوص، أضف إلى ذلك أنه في إجتماعاتنا معهم كنا متفاهمين ومتفقين على إنهائها، ولكن على الأرض لم تكن هناك وقائع عملية”، مؤكدا توصلهم مع الحكومة الإتحادية إلى قرار تشكيل لوائين مشتركين من البيشمركة والجيش وهي في مراحلها النهائية، وبعد انتهائهم من التدريبات سيوزعون على تلك المناطق”.
حماية الإقليم من داعش
في السياق ذاته، اجتمع بافل جلال طالباني مع عدد من قيادات قوات بيشمركة والمؤسسات الأمنية في الإقليم لبحث الأوضاع الأمنية للمناطق المتنازع عليها والحدود التي تعاني فراغا أمنيا، فيما تم خلال الاجتماع إصدار عدد من القرارات خدمة للأمن والاستقرار وحماية المواطنين وممتلكاتهم، إضافة لحماية أرواح قوات البيشمركة وقوات مكافحة الارهاب وقوى الأمن الداخلي في الإقليم.
سوء التخطيط من الحكومة الاتحادية
أما الخبير الإستراتيجي أحمد الشريفي فقال لـ (المسرى) إن عدم سد تلك الفراغات الأمنية في المناطق المشركة بين البيشمركة والجيش العراقي بوجه داعش الإرهابي يعود ” لسوء التخطيط، لأنه في الأساس يجب ألا تكون هناك ثغرات أمنية بين قواطع المسؤولية، التي يقوم التنظيم الإرهابي بإستغلالها”، لافتاً أن “القضية بمجملها عند الحكومة الإتحادية وليس عند الإقليم، وكذلك الموضوع متعلق بإدارة الموارد الإتحادية، لأنها هي الدولة وهي الأكثر صلاحية ولا بد لها أن تغلق تلك الثغرات”.
وعود لم تر النور
الشريفي اوضح كذلك أنه”في حواراتهم مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اشاروا دائماً إلى تلك القضية، ومن جانبه وعد بحلها وسد تلك الثغرات، ولكن على أرض الواقع لم نر شيئاً عمليا لحد الآن”، مؤكداً أن “القضية برمتها شأن إتحادي وعليه انهائها وتوزيع قواطع المسؤولية”.
تنظيم الصفوف
أصبحت الاعتداءات المتكررة لعناصر داعش الإرهابي على قوات البيشمركة والقوات الأمنية العراقية موضع قلق الجانبين، وتعطي صورة واضحة أن داعش أعاد من جديد تنظيم صفوفه وأنه لم ينتهِ عسكرياً وبأمكانه توجيه ضربات للقوات الأمنية والعسكرية العراقية بمختلف مسمياتها وأشكالها.