المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
لعل أبرز حدث شهده العراق بعد انتخاباته الأخيرة، هو لقاء مقتدى مقتدى الصدر، الفائز الأول فيها بقيادات الإطار التنسيقي المعترضين على نتائجها في بغداد، والذين اتهموا العملية بالتزوير وعدم الشفافية بسبب الاصوات القليلة التي حصلوا عليها، هذا بالإضافة إلى تبادل الاتهامات غيرالمباشرة بين الجانبين.
الاجتماع ضرورة وطنية
وقال القيادي في تيار الحكمة فادي الشمري في هذا السياق إن “اجتماع قادة الشيعة ضرورة وطنية لحفظ العراق من الانزلاق نحو الهاوية والاقتتال الداخلي وأن المجتمعين قرروا ان يكون رئيس الوزراء القادم توافقي و الوزراء استحقاق انتخابي”، مؤكداً خروج الاجتماع برؤية موحدة لمعالجة الانسداد السياسي، إضافة لإعداد ورقة موحدة تكون اساسا لبرنامج حكومي يتم تقديمها للشركاء السياسيين وتكون ملزمة للحكومة القادمة.
حلحلة الانسداد السياسي
رئيس مركز افق للدراسات والتحليل السياسي جمعة العطواني تحدث في هذا السياق لـ( المسرى) قائلاً إن “هذه الاجتماعات مهمة لحلحلة الانسداد السياسي الحاصل بين قوى الإطاروالتيار الصدري وإذابة الجليد بين الجانبين، وأن دعوة الاجتماع جاءت بمبادرة من الصدر للاجتماع مع كل زعامات التنسيقي بدون استثناء”، لافتاً إلى أن “قبول الصدر باللقاء مع المالكي وبقية الزعامات في الاطار، لهو خطوة في الاتجاه الصحيح، وأن لقاءه بقيادات الاطار جاءت بدون أي اشتراطات والعكس صحيح أيضاً”.
كتلة برلمانية اكبر
العطواني أكد كذلك أن “المعلومات تشير إلى أن هناك توافقاً بين الجانبين لتشكيل كتلة أكبر، تكون السبيل الأوحد لمعالجة الاختلافات، وكذلك يغض الإطار التنسيقي النظر عن مسألة ماتراه تزويراً في نتائج الانتخابات، خدمة للمصلحة العليا للبلاد، وهي أكبرلديهم من حصولهم على زيادة في المقاعد، مقابل أن يأتلف الجانبان على تشكيل كتلة أكبر”، موضحاً أن ” الإطارينوي سحب الشكاوى من المحكمة الإتحادية إذا ما قبل الصدرتشكيل كتلة برلمانية من الجانبين، والاتفاق على مرشح رئاسة الوزراء القادم بالتوافق “.
اجتماع تحت الضغط
اما المحلل السياسي محمد جعفر من واشنطن فيرى أن ” ذلك الاجتماع جاء بضغط من دولة معينة ضاغطة على الفاعل السياسي العراقي، وهم الشيعة السياسيون، سيقودهم إلى الاتفاق على أمور معينة ،لأنه إن صح التعبير الموضوع مجرد تبادل للأدوار بين الزعامات الشيعية، واليوم الفاعل الرئيسي هو الصدر،إذن سيكون هو الواجهة الرئيسية للموضوع، وبالنتيجة سيخرجون بإتفاق تحت ضغظ إقليمي من جهة معينة”.
عدم الاستقرار على رأي
وأوضح جعفر لـ( المسرى) أنه” لا جديد في أن يخرج رئيس الوزراء القادم من الاطار التنسيقي،لأن ذلك المنصب هو استحقاق للشيعة حسب اتفاقات المحاصصة السابقة”، لافتاً أن ” تجارب العراق السابقة مع التيار الصدري معروفة وهي عدم الوضوع في الرأي والاستقرار على رأي واحد، ومن الممكن أن يتغيير كل شيء لديه إذا حصل على مكاسب معينة”.
استمرار الحوارات والمناقشات
هذا وكان اجتماع القوى الشيعية الذي عقد صباح اليوم في مكتب رئيس تحالف الفتح هادي العامري واستمر لنحو ساعتين، قد أكد حسب بيان باسم الإطار التنسيقي على جملة من الامور ابرزها استمرار الحوارات والمناقشات و محاربة الفساد خروج القوات الأجنبية وفق الجدول الزمني المعلن وحصر السلاح بيد الدولة وحماية الحشد الشعبي ودعمه وتنظيمه.