المسرى..
إعداد: كديانو عليكو
تعود الى آلاف السنين، توثق تاريخ وثقافة وتراث اقدم حضارة في العالم، تحتضن آلاف الكتب والمخطوطات النادرة، هي المكتبات في العراق وعلى وجه الخصوص في بغداد.
العراقيون القدماء اول من علّم الناس الكتابة، وفيه انشئت اول مدرسة في العالم واول مكتبة علمية منظمة في العالم. ويرجع الفضل في ابتكار الكتابة للسومريين في حدود منتصف الالف الرابع قبل الميلاد وسميت الكتابة بالكتابة المسمارية.
هذا التقرير، يختصر تاريخ اهم المكتبات في بغداد خلال حقب قديمة مختلفة، تحوي آلاف الرقم الطينية عن بلاد النهرين.
مكتبة بغداد
تعتبر مكتبة بغداد اعظم دور العلم في الأرض، بلا أدنى مبالغة ، قرابة خمسة قرون متتالية.
أسسها الخليفة العباسي هارون الرشيد والذي حكم الدولة الإسلامية من سنة 170هـ إلى سنة 193 هـ، ثم ازدهرت المكتبة جداً في عهد المأمون خليفة المسلمين من سنة 198 هجرية إلى سنة 218 هجرية. وما زال الخلفاء العباسيون بعدهم يضيفون إلى المكتبة الكتب والنفائس حتى صارت داراً للعلم لا يُتخيل كمّ العلم بداخلها.
كانت مكتبة بغداد تشتمل على عدد ضخم من الحجرات، وقد خصصت كل مجموعة من الحجرات لكل مادة من مواد العلم، فهناك حجرات معينة لكتب الفقه، وحجرات أخرى لكتب الطب، وهناك حجرات ثالثة لكتب الكيمياء ورابعة للبحوث السياسية وهكذا.
وتحوي المكتبة غرف خاصة للمطالعة، وغرف خاصة للمدارسة وحلقات النقاش والندوات العلمية، وغرف خاصة للترفيه والأكل والشرب، بل وكانت هناك غرف للإقامة لطلاب العلم الذين جاءوا من مسافات بعيدة!..
مكتبة كانت جامعة هائلة وليست مجرد مكتبة من المكتبات. لقد حوت هذه المكتبة عصارة الفكر الإنساني في الدنيا بأسرها.
إحراق المكتبة
لقد حمل التتار ملايين الكتب الثمينة وفي بساطة شديدة لا تخلو من حماقة وغباء ألقوا بها جميعاً في نهر دجلة. لقد كان الظن أن يحمل التتار هذه الكتب القيمة إلى “قراقورم” عاصمة المغول ليستفيدوا وهم لا يزالون في مرحلة الطفولة الحضارية من هذا العلم النفيس لكن التتار أمة همجية لا تقرأ ولا تريد أن تتعلم. يعيشون للشهوات والملذات فقط. لقد كان هدفهم في الدنيا هو تخريب الدنيا!!..
مكتبة حسين الفلفلي
إحدى أقدم مكتبات بغداد وأشهرها والتي حافظت على هويتها وحضورها بما احتوته من مؤلّفات وكتب ومخطوطات نادرة توارثها أصحابها جيلاً بعد جيل. تأسّست عام 1930، في سوق السراي المتفرّع من شارع المتنبي في رصافة بغداد، ولا تزال تحتضن نسخاً من مطبوعات صدرت في أربعينيات القرن الماضي. وهي المكتبة الأولى التي استوردت الكتب العربية والإنكليزية في العراق، كما أنها نشرت أغلب الكتب للباحثين والقراء العراقيين، وكانت مركزاً لتجمّع الكتّاب والمثقفين، حيث كان يعقد فيها أيضاً مجلس أدبي يديره المؤرّخ جواد علي (1907 – 1987) والباحث واللغوي مصطفى جواد (1904 – 1969)، وعالم الاجتماع علي الوردي (1913 – 1995) .
بيت الحكمة
بيت الحكمة أو خزائن الحكمة هيَ أول دار علمية أقيمت في عمر الحضارة الإسلامية، أُسِّسَت في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، واتُّخذَ من بغداد مقراً لها. كان أبو جعفر المنصور مهتماً بعلوم الحكمة، فترجمت له كتب في الطب والنجوم والهندسة والآداب، وتحولت من مجرد خزانة للكتب القديمة إلى بيت للعلم ومركزاً للبحث العلمي والترجمة والتأليف والنسخ والتجليد، وأصبح لبيت الحكمة دوائر علمية متنوعة لكل منها علماؤها ومترجموها ومشرفون يتولون أمورها المختلفة. بدأت الحركة العلمية في بيت الحكمة في الجمود والإهمال حتى سقطت بغداد بيد هولاكو عام 656 هـ الموافق 1258م، والذي حول بيت الحكمة وغيره من خزائن الكتب العامة والخاصة لخراب، وألقى بعض كتبها في نهر دجلة، قبل الحصار قام نصير الدين الطوسي بإنقاذ حوالي 400,000 مخطوطة ونقلها إلى مرصد مراغة. وبهذا الخراب يكون بيت الحكمة قد امتد عمره من عهد هارون الرشيد حتى سنة 656 هـ عام سقوط بغداد والدولة العباسية، ومرَّ عليه منذ أن أُنشأ 32 خليفة عباسي.
دار الكتب والوثائق الوطنية
هي أقدم مكتبة عامة في العراق الحديث وكانت تسمى سابقا بالمكتبة الوطنية ومركز الإيداع في العراق. تشكلت في 1987 نتيجة قرار دمج المكتبة الوطنية مع المركز الوطني للوثائق. غالباً ما تضررت نتيجة الحروب والصراعات التي شهدتها البلاد.
تعود المكتبة الوطنية السابقة (المكتبة العامة) إلى مكتبة السلام التي افتتحت في 1920.
بدأت الدار ومنذ عام 2008 بالاهتمام بموضوعة الإصدارات الثقافية الإلكترونية فأصدرت مجلة الموروث في موقعها الإلكتروني. وهي مجلة تهتم بالموروث الثقافي المادي وغير المادي للعراق.
مكتبة الأوقاف
اسسها وزير الأوقاف في الوزارة العسكرية الثانية الشيخ محمد امين عالي بن عبد الله صفاء الدين بن عبد الواحد الكبير آل باش اعيان العباسي عام 1928م. وفهرس الاستاذ محمد أسعد طلس مخطوطات المكتبة ثم نشرها بكتابهِ (الكشّاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف) عام 1953 في بغداد، وبعده تولى الدكتور عبد الله بن أحمد الجبوري صنع فهارس للمكتبة وجعلها في أربعة مجلدات، كما ألف كتاباً تناول فيهِ التعريف بنوادر مخطوطاتها، وفهرس الباحث جاسم الجبوري مجموعة من مخطوطات المكتبة.
مكتبة الجامعة المستنصرية
تعد الجامعة المستنصرية ثاني أكبر جامعة في العراق، بعد جامعة بغداد، ولأهميتها وموقعها العلمي وتزايد عدد الدارسين فيها أنشأ المعنيون مكتبتها لتفي بأغراض الدراسة والبحث. ولم تكن في بداية أمرها بحجم متطلبات الدرس وحاجته. إلا أنها بتوالي الأيام والسنوات أخذت تلك المكتبة بالنمو والاتساع، وهي حاليا تتكون من طابقين وقاعة كبيرة للمطالعة.
تأسست المكتبة عام 1964 في دار صغيرة قرب جسر الصرافية مجاورة لدار أخرى استؤجرت للجامعة نفسها. تم نقل المكتبة إلى أحد المباني الحديثة التي أنشئت على أرض الجامعة المستنصرية في بناية تعود إلى قسم الإنسانيات، وقد بقيت المكتبة في هذه البناية لغاية عام 1971 حيث كانت تعاني من الضوضاء وضيق المكان بسبب وجود المطالعين والموظفين وكتاب الطابعة ومخازن الكتب في القاعة نفسها.
مكتبة المتحف العراقي
تأسست عام 1933، حيث كانت في البداية عبارة عن قاعة من قاعات مديرية الآثار القديمة، وعندما توسعت أقيم للمكتبة بناية جديدة بجانب مبنى المتحف العراقي المطل على شارع المأمون، وتحتوي المكتبة على العديد من الكتب المهداة والمستولى عليها، والتي يدور أغلبها حول مواضيع الشرق الأدنى والأوسط، وتحديداً في التاريخ والتراث، إلا أنها مكتبة متنوعة كما تحتوي على مجلات وصحف ومخطوطات تاريخية ثمينة، بلغات شرقية وغربية.
مكتبة شرقية
موضوعات كتب مكتبة المتحف العراقي تدور حول شؤون بلاد الشرق في الغالب، فهي مكتبة شرقية بمعظمها، وفي طليعة المواضيع التي تهتم بها هذه المكتبة، علم الآثار، ولاسيما آثار العراق، ومجموعة من الكتب التي تحرزها في هذا الباب، من أوسع المجاميع لا في مكتبات الشرق الأدنى وحدها، بل في سائر مكتبات العالم. فالكتب المؤلفة في تاريخ العراق القديم وآثاره تعد في هذه المكتبة مرجعاً عظيماً للمتتبعين والباحثين فمن ذلك المصنفات المتعلقة بلغات العراق القديمة وتواريخ شعوبه وحضاراتهم في العصر السومري والبابلي والآشوري والساساني واليوناني والإسلامي وغيره، وللأقطار العربية نصيب في هذه المكتبة، فهنالك كتب تتحدث عن تاريخها وسائر أحوالها، ولاسيما بلاد تركيا وإيران، وتحتوي المكتبة على مجموعة كبيرة من المؤلفات الباحثة في تاريخ اليونان والرومان وحضاراتهم وآثارهم. فضلاً عن مجموعة كتب الرحلات والسياحات التي دونها الرحالة الغربيون في مختلف العصور.
مكتبة جامعة بغداد
أسست المكتبة المركزية في جامعة بغداد عام 1959 على أثر قرار تأسيس الجامعة في عام 1957. تنقسم المكتبة إلى قسمين، الأول في منطقة الوزيرية ويحتوي ضمن مقتنياته كافة مصادر المعلومات في تخصصات العلوم الأجتماعية والأنسانية والتي تقدم خدماتها إلى كليات جامعة بغداد ضمن مجمع منطقة الوزيرية. أما موقعها الرئيسي والذي يضم مصادر المعلومات في التخصصات العلمية والعلوم الصرفة والتطبيقية فيقع ضمن مجمع كليات ومعاهذ جامعة بغداد في منطقة الجادرية.
وتعتبر الأمانة العامة للمكتبة المركزية من أوائل المكتبات الرئيسية في العراق، وقـد حرصت مذ تأسيسها على خدمة البحث العلمي وتقديم الخدمات للمستفيدين بفئاتهم كافه وعملت جنباً إلى جنب مع المكتبات الكبيرة الأخرى في العراق ومنها المكتـبة الوطنية ومكتبة الأوقاف العامة ومكتبة المتحف العراقي ومكتبتي كلية الاداب وكلية الطب في عام 1957.