أيام قليلة تفصلنا عن ذروة زيارة أربعين الإمام الحسين في مدينة كربلاء حيث يستقبل العراق سنوياً ملايين الزوار من دول الشرق الأوسط والخليج كما الهند وباكستان وأذربيجان وغيرها لإحياء المراسم السنوية التي تبدأ بذكرى استشهاد الحسين في العاشر من محرم وتنتهي يوم الأربعين الذي يصادف العشرين من شهر صفر.
وتمثّل ذكرى الأربعين إحدى أكبر التجمعات الدينية في العالم، يحيي خلالها المسلمون الشيعة الذين ذكرى مرور أربعين يوما على مقتل الإمام الحسين ورغم درجات الحرارة العالية التي وصلت إلى الخمسين درجة مئوية هذا العام يواصل الزوار التوجه إلى كربلاء وكثير منهم يأتي سيرا على الأقدام من داخل العراق وخارجه.
الملفت خلال مراسم الأربعين كل عام هو ما يقوم به العراقيون من فتح بيوتهم لزوار الأربعين حيث انه على طول الطريق يقف أهل المنطقة من مختلف الأعمار وهم يحملون في أيديهم أطعمة ومشروبات يقدّمونها للزوار.
وكانت منظمة اليونسكو العالمية للتراث، قدر أدرجت في العام 2019، الزيارة الأربعينية في العراق، والخدمات التي تقدم فيها على قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، حيث اعتبرت المنظمة زيارة الأربعين بانها ممارسة اجتماعية يتم تقديمها في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق حين تتلاقى مواكب الزوّار والحجيج أثناء طريقهم إلى مدينة كربلاء لزيارة ضريح الإمام الحسين.
وبحسب اليونسكو تعد هذه الممارسة الاجتماعية عنصرا محددا للهوية الثقافية للعراق، وهي فرصة كبيرة للأعمال الخيرية تتمثل من خلال العمل التطوعي والتماسك الاجتماعي، حيث يساهم عدد كبير من الناس بوقتهم ومواردهم لتزويد الزائرين بالخدمات المجانية على طول الطريق.
بدوره اعتبر رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي، الزيارة الأربعينية بانها أكبر ماراثون انساني تاريخي في العصر الحديث وشهدت تسجيل مشاركة نحو 100 مليون زائر عراقي وعربي وأجنبي خلال السنوات الخمسة الأخيرة، كما طالب المركز الحكومة والبرلمان باصدار قرار لاعتبار الزيارة الأربعينية إرث ثقافي للعراق، وتعريف المجتمع الدولي بمضامينها الإنسانية والأخلاقية التي تجسد كرم العراقيين وتلاحمهم.