المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
يبدو أن اجتماع الصدر مع زعامات الإطار التنسيقي في منزل هادي العامري ببغداد قد أذاب جزءا لا بأس به من الجليد بين الصدر وبعض زعامات الإطار، ولكن ليس خافيا أن الصدر مازال متمسكا بموقفه من حكومة الأغلبية الوطنية، والرجوع إلى مرجعية النجف حصرا كمرجعية لجميع الشيعة في العراق، وحصر السلاح بيد الدولة.
استعراض القضايا المهمة
هذا الإصرار من الصدر على ما يؤمن به ظهر جليا في عدم وجود بيان مشترك للأطراف المشاركة في الاجتماع لما توصلوا إليه، بل على العكس أشاروا إلى أن زيارة الصدر لم يكن القصد منها الحديث حول اتفاق معين بل لاستعراض القضايا الوطنية المهمة.
تغليب لغة العقل
وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي الدكتوروائل الركابي أن “ما جرى في الاجتماع هو خطوة مهمة لكسر الجليد والجمود الذي يتوقع البعض أنه أصاب البيت الشيعي بعد الانتخابات، بمعنى آخر أن الاجتماع قد يفضي إلى تشكيل لجان في قادم الأيام تأخذ على عاتقها مهمة تقريب وجهات النظربين الجانبين فيما يخص المسائل الخلافية بينهما”، مبيناً أن “المجتمعين كانوا متفقين على عدم تعريض السلم الأهلي للخطروتغليب لغة العقل ومصلحة البلاد العليا والشعب العراقي فوق المصلحة الشخصية”.
لا شرقية ولا غربية
الركابي أوضح لـ( المسرى) أيضا أنه ” لا تباين في المواقف والآراء بين المجتمعين حول مصلحة المواطن العراقي والشعب ككل، واللقاء بينهم هو بحد ذاته تأكيد لذلك الموقف، وما تغريدة السيد الصدر ( لا شرقية ولا غربية) إلا قول واقعي ومنطقي، وأن الإطار يرى أيضا أن تشكيل الحكومة العراقية هو شأن داخلي ولا يجوز للدول الخارجية التدخل في عملية تشكيلها”، لافتا إلى أن ” الإطار التنسيقي يؤكد أيضا على عدم رغبته في التدخل الخارجي فيما يخص العمل السياسي وغيره في الشؤون الداخلية للعراق، ولكن الإطاريعتقد أن الحكومة التوافقية هي المخرج الحقيقي للخروج من الأزمة”.
الامتيازات مقابل الدعم
أما الكاتب والصحفي شمخي جبر فيعتقد أن تغريدة السيد مقتدى الصدر الأخيرة ( لا شرقية ولا غربية ) “تعبر عن تمسكه بحكومة الأغلبية التي نادى بها منذ فوزه الكاسح في الانتخابات، وأما حضوره الاجتماع، فهو للتلويح لهم، بأننا سنمنح الامتيازات والمناصب، للذين يدعمون مشروعنا القادم”، منوها إلى أن “الإطار التنسيقي في جميع حراكاته السياسية ومساعيه في الضغط وتهديداته يسعى بشكل حثيث إلى الحصول إلى جزء ولو بسيط من غنيمة السلطة (الحكومة) بعد الخسارة الكبيرة التي تعرض لها في انتخابات تشرين”.
مواقف الكرد والسنة
جبر أشار لـ ( المسرى) إلى أنه ” في كل الأحوال لا يحسم هذا الجدل الا بوضوح مواقف الكرد والسنة ودخولهم اللعبة مع هذا الطرف أو ذاك، أي أنهم – بيضة القبان كما يقال – وأن التوافق السياسي هو سيد المواقف، بل هو الراجح رغم الشعارات التي يرفعها السيد مقتدى الصدر، لأن العملية السياسية مبنية على هذا الأساس والصراع الدائر لم ينطلق من برامج مختلف عليها بل مصالح ومنافع لهذا الطرف السياسي أو ذاك”.
جولة ثانية من المباحثات
تشير مصادر الأخبار إلى أن جولة ثانية من المباحثات بين الصدر والإطار التنسيقي ستعقد في الأيام القادمة، وأن وفدا من الإطار التنسيقي، بزعامة هادي العامري سيزور الحنانة لاستكمال المباحثات بين الطرفين فيما يخص قضية تشكيل الحكومة الجديدة ورئيس وزرائها القادم الذي هو استحقاق للمكون الشيعي حصرا في العراق حسب التوافقات السياسية السابقة بين المكونات الرئيسية في البلاد.