تمر علينا، هذه الايام ذكرى عملية 31 آب 1996 والتي نفذها الحزب الديمقراطي الكردستاني، عندما أدخل جيش نظام البعث البائد وجلب دبابات البعث إلى برلمان كوردستان. وشرد الآلاف من ابناء شعب كوردستان من مدينة اربيل.
وفي هذه الحملة على مدينة اربيل استشهد خلالها المئات من اعضاء وكوادر المعارضة العراقية وفي مقدمتهم بيشمركة وكوادر الاتحاد الوطني الكوردستاني الذين دافعوا بشكل مستميت عن مدينة أربيل واعضاء المؤتمر الوطني العراقي واعضاء وكوادر احزاب كوردية وعراقية أخرى اصبحوا ضحية هذه الخيانة الكبيرة.
شالاو كوسرت رسول: سنسترد أربيل
أكد شالاو كوسرت رسول، ان مدينة أربيل أريقت في سبيلها دماء غزيرة ودافع الكثيرون عن سيادتها، لذا سنعيدها الى اهلها الحقيقيين ونستردها من الذين يريدون تشويه تاريخها.
وخلال كلمة له بعنوان “ممّن نسترد أربيل ونسلمها لمن؟” يقول شالاو كوسرت رسول: “أربيل مدينة المناضلين والكسبة والكادحين، مدينة الثقافات المتعددة والتعايش المشترك، مدينة ضحى في سبيلها الكثيرون بدمائهم ودافعوا عن سيادتها، فهي زاخرة بالأناس النزيهين والمبدعين، الذين تم تهميشهم بسبب عدم خضوعهم وانتمائهم لطرف معين”، مشيرا الى “أننا حين نقول سوف نسترد أربيل، فإننا نستردها لأهلها هؤلاء”.
وأضاف شالاو كوسرت رسول: “نقولها بشكل أوضح، نسترد أربيل من الذين دخلوها مع طرف أجنبي، حيث ندرك جميعنا جيدا أن هؤلاء لم ولن يكونوا الأصحاب الحقيقيين لأربيل، لأنه معلوم من أي ممر مظلم دخلوا المدينة، سنستردها من الذين يستولون على الحصص، حيث لايدعون أحدا ينجز مشروعا فيها إن لم يشركهم بحصة، سنستردها من الذين استولوا على مئات الدونمات من أراضي المواطنين ويبنون عليها القصور والعمارات الخاصة بهم، والذين يستدعون الشركات الأجنبية الى المدينة ويسجلون أملاك المواطنين بأسمائهم وبالتالي يصبحون شركاء لهم في المشاريع، فهؤلاء متى ما تعرضت أربيل لأي خطر كانوا اول الفارين، في حين كان لهم نصيب الأسد من خيراتها، ومنحوا النزر اليسير منها لسكان أربيل بمنّة”.
ومضى شالاو كوسرت رسول قائلا: “أربيل مدينة النضال والثقافة والقيم العليا للمجتمع الكوردي، وليست مدينة الطارئين الذين أسسوا المؤسسات الاعلامية بأموال الأربيليين ويريدون من خلالها تشويه صورة المدينة”، مؤكدا: “نعم، سنسترد أربيل، ونسلمها الى من يعرفونها حق المعرفة ويخدمونها، نسلمها الى من يحبونها الى درجة انهم غير مستعدين للتخلي عنها مقابل أي شيء، سنسلمها الى أهلها الحقيقيين”.
وفي ختام كلمته، يقول شالاو كوسرت رسول: “رسالة استرداد أربيل هي تحريرها من الأيدي الخشنة التي تعمل على تشويهها منذ سنين، سنرفع تلك الايدي المرتعشة عن حياة المواطنين، لكي تسجل المدينة العريقة تاريخا جديدا”.
شاهد عيان: بيشمركة الاتحاد الوطني دافعوا عن برلمان كوردستان
يقول مراسل حربي في الجيش العراقي عن يوم 31 آب، عندما استقدم الحزب الديمقراطي الكورستاني قوات الحرس الجمهوري نحو مبنى برلمان كوردستان ابدى بيشمركة الاتحاد الوطني الكوردستاني الكوردستاني دفاعاً وصموداً مستميتا في الدفاع عن برلمان كوردستان وهذا الامر اصابنا بالذهول.
يقول محمد صابر عليوي الذي كان مراسلاً حربيا في يوم 31 آب 1996، من المظاهر الكبيرة التي لفتت انتباهي في ذلك اليوم هو دخول الحرس الجمهوري الى مبنى برلمان كوردستان حيث سطر بيشمركة الاتحاد الوطني الكوردستاني ملحمة دفاعية بطولية هناك.
واضاف: حزنت كثيراً حين وقع مبنى برلمان كوردستان وهو يمثل أول تجربة ديمقراطية في اقليم كوردستان تحت سيطرة الحرس الجمهوري لكني لم املك اي قوة فقط سجلت هذه اللحظة التعيسة في فؤادي.
حجم القوات العراقية
قوات النظام البعثي دخلت بامر من الرئيس المخلوع صدام حسين بنحو 40 ألف جندي من قوات الحرس الجمهوري المدرعة، كاسرة بذلك الحظر الجوي الذي فرضه التحالف الدولي على اقليم كوردستان وجنوب البلاد بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 والسيطرة على اربيل.
أما حجم القوات التابعة للنظام البائد المشاركة في عملية سماها النظام البعثي بـ “آب المتوكل على الله” فكانت:
* 45 – ألف عنصر من الحرس الجمهوري
* 400 – دبابة ومدرعة
* طائرات هليكوبتر هجومية مدفعية ميدان
* فرق إسناد من الجيش (الرابعة والسابعة والثامنة)
* قوات تابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني.
الأمر الذي أعلنه جهارا طارق عزيز نائب رئيس الوزراء في النظام الديكتاتوري وقتذاك بقوله “إن الحزب الديمقراطي قد قدم طلبا لصدام” ما أعلنه جهارا الحزب الديمقراطي فيما بعد، وفعلا توجهت قطعات الحرس الجمهوري بموجب أمر القيادة العامة من معسكراتها في كركوك وتكريت والموصل وفتحت الطريق نحو اربيل، وفي يوم 2/9/1996 اقتحمت عناصر من المخابرات العراقية برفقة قوات الحزب الديمقراطي مقار أحزاب الاتحاد الإسلامي الكوردي والجبهة التركمانية والمؤتمر الوطني الموحد بزعامة الراحل (أحمد الجلبي) واعتقلت الكثير من العناصر وقتلت مجموعة أخرى بمساعدة من قوات الحزب الديمقراطي.
الاتحاد الوطني يقدم أكثر من 230 شهيدا في أربيل
قدم الاتحاد الوطني الكوردستاني في يوم 31 آب 1996 فقط، أكثر من 230 شهيدا، في سبيل الدفاع عن أرض الوطن ومدينة أربيل وحماية التجربة الديمقراطية في اقليم كوردستان، كما أصيب أكثر من 700 من بيشمركه الاتحاد الوطني خلال خيانة 31 آب.
وخلال خيانة 31 آب عام 1996 التي نفذها الحزب الديمقراطي الكوردستاني، استشهد أكثر من 230 بيشمركه للاتحاد الوطني في مدينة أربيل وأطرافها”، إضافة الى هؤلا الشهداء “أصيب أكثر من 700 البيشمركه أثناء تلك الخيانة، فضلا عن نهب وسرقة بيوت بيشمركه الاتحاد الوطني والمواطنين من قبل مسلحي البارتي، وتشرسد آلاف الأسر من سكان أربيل”.
يوم اسود في تاريخ الكورد
31 آب العام 1996 كان من الايام السوداء في سجل التاريخ الكوردي في اقليم كوردستان خيانة نفذها الحزب الديقراطي الكوردستاني، في ذلك اليوم استقدم الحزب الديمقراطي اكثر من 400 دبابة والعشرات من الآليات والكتائب العسكرية والطائرات المروحية التابعة للنظام البعثي البائد نحو مدينة اربيل وسيطروا على مبنى برلمان كوردستان بمساعدة الحزب الديمقراطي.
تاسيس برلمان كوردستان كان أول تجربة ديمقراطية في اقليم كوردستان بعد انتخابات شارك فيها 967 الف و229 مواطناً صوتوا لانتخاب ذلك البرلمان، لكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني وضع التحربة الديمقراطية تحت القصف وآليات والحرس الجمهوري للتابعة للنظام البعثي البائد وسجل اكبر خيانة ضد ابناء شعب كوردستان.