المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
تخوض الأحزاب والتكتلات السنية في كوردستان حراكا سياسياً لتعزيز مكانة المكون وجعل محافظة الأنبار كما يقولون “مصنع القرار السياسي السني” وبهذا يريدون استمالة الموقف الكوردي إلى جانبهم.
الشراكة مع الكورد
محمد الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي السابق وزعيم حركة تقدم، يروج لمشروعه السياسي كونه حصد 37 مقعدا نيابيا في انتخابات تشرين، وفي المقابل قيادات سنية أبرزها زعيم تحالف عزم خميس الخنجر زاروا أربيل أيضا والتقوا بالقيادات الكوردية، مؤكدين على الشراكة الحقيقية مع الكورد لا المشاركة الجزئية في مستقبل العراق.
فقدان المرجعية
وبخصوص تلك الزيارات المكوكية إلى أربيل، يقول المحلل السياسي طارق جوهر لـ( المسرى) إنها “زيارات متوقعة بعد كل انتخابات، حيث تقوم الأطراف السياسية المشاركة في العملية الانتخابية، بتهيئة الأجواء للدخول في تحالفات قبل تشكيل الحكومة القادمة، وما زيارات الأحزاب السنية منفردة إلى إقليم كوردستان خلال الأيام الماضية، إلا دلالة على عدم وجود توافق ووحدة الموقف لدى الأطراف السنية فيما بينها”، مبيناً أن “المكون السني يعاني منذ سنوات من فقدان المرجعية السياسية والدينية التي تجمعهم حول برنامج سياسي لمستقبل السنة ودورهم في العراق”.
واقع سني متخبط
جوهر أضاف أيضاً أن “واقع المكون السني في العراق يعاني التخبط والتباين في المواقف، ما أدى إلى تقسيمهم مثل باقي المكونات مثل الشيعة والكورد، وليس هناك موقف موحد يجمعهم تجاه العملية السياسية ولا حتى تجاه الأحداث الداخلية اوالإقليمية”، منوهاً إلى مسألة ” غياب التوافق بين الأطراف السنية التي تريد جميعها المشاركة في الحكومة القادمة، وبالأخص الأطراف الفائزة في الانتخابات والحائزة على مقاعد كثيرة”.
زيارة إقليم كوردستان
أما القيادي في تحالف العزم فارس طه فارس فأشار لـ( المسرى) إلى أن “زياراتهم إلى أربيل هو شيء متوقع وطبيعي، خصوصاً وأن الجميع ينتظر تصديق المحكمة الاتحادية على نتائج الإنتخابات، وبعدها بحدود أسبوعين ستعقد أولى جلسات البرلمان لاختيار رئيس لها ومن ثم اختيار شخص لمنصب رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء، وأن هذه اللقاءات تهدف لتقريب وجهات النظر بين الاطراف السياسية بهذا الخصوص”، مؤكدا أن ” الأطراف الكوردية بشكل عام لها دور بارز ومهم في تشكيل الحكومة القادمة، فلا بد من هذا التقارب وتبادل وجهات النظر، ليبين كل طرف موقفه من العملية السياسية ومن مسألة التجديد من عدمه للرئاسات الثلاث”.
المشاركة لا تكون صورية
وأوضح فارس أنهم”اتفقوا مع الجانب الكوردي على شكل المشاركة الحقيقية في صنع القرارالسياسي العراقي القادم ولا تكون المشاركة القادمة صورية وهي إحدى الأهداف الأساسية للمباحثات، والكل يبحث عن شراكة حقيقية، لا أن تعطي شرعية للحكومة ولا تكون لك كلمة تسمع” مشيرأ إلى أن ” المكون السني اليوم يبحث عن رئيس للبرلمان يمثل السنة ولا يمثل جهة فئوية أو كتلة سياسية معينة، يبحثون عن قائد يمثل المكون ويعكس طموحاتهم ويكون مدافعاً حقيقياً عن حقوق هذا المكون بالكامل، وليس محسوباً على جهة سياسية أو محافظة معينة”.
رفض للمرجعية الفئوية
وترفض قادة كتل سياسية سنية في صلاح الدين ونينوى على وجه الخصوص، مساعي بعض الاطراف السياسية بجعل نفسها مرجعاً وقائدا للمكون السني دون الرجوع إليها، وتعتبرها محاولة تهميشا” جديداً لهم في سباق ما يعرف بـزعامة المكون السني.