الكاتب.. علي الزبيدي
ليس أحب لدى اي عراقي غيور من رؤية القانون يطبق بشكل صحيح دون تفريق بين غني وفقير أو بين أمير او خفير لان العدالة في تطبيق القوانين هدف تتوخاه الدول والحكومات لبناء جسور الثقة وقواعد المواطنة الصالحة لدى ابناء الشعب.
كلنا فرح عندما باشرت مديرية المرور العامة بتطبيق التعليمات وإنفاذ القانون على كل المتجاوزين في الشارع من أصحاب العجلات الخاصة والعامة ولكن وهذه اللكن تسكب العبرات فان الاستخدام الخاطيء للتعليمات والقوانين يخلق حالة من الغضب وعدم الرضا لدى المواطن وهو يرى أن ضابط المرور المسؤول في تقاطع معين أو شارع معين يستخدم المزاج الشخصي في محاسبة الناس وهذا ما دعاني لأخصص مقالي لهذا الاسبوع لحادثة كنت شاهدا عليها ففي صباح يوم التاسع والعشرين من تموز الماضي وفي ساحة العروبة في مدينة الكاظمية أستوقف ملازم اول مرور سيارة صالون خاصة وفيها رجل وامرأة تحمل في يدها طفلا يبدو أنه في الشهر الرابع او الخامس من العمر ويظهر في حالة مرضية وقد وضعت الام منشفة صغيرة على زجاج نافذة السيارة التي بجنبها لتحمي الطفل من أشعة الشمس الحارقة الملفت أن هذه المنشفة صغيرة جدا بعرض حوالي 20 سنتمتر وبطول 40 سنتمر أو أقل بقليل لكن السيد ضابط المرور اصر على قطع وصل غرامة للمواطن صاحب السيارة بمبلغ 200 الف دينار باعتباره قد خالف التعليمات وقام بتظليل زجاج سيارته وعندما حاول المواطن شرح حالة الطفل المرضية وانهم في طريقهم الى مستشفى الاطفال رفض أي التماس بل وطلب من سيارة النجدة القريبة أخذه الى التوقيف لولا تدخل المواطنين !!
وبفضولي الصحفي طلبت من المواطن صاحب السيارة ان أصور وصل الغرامة المجحف والمنشفة سبب الغرامة.
والسؤال للسيد الضابط كم سيارة رباعية الدفع من نوع التاهو والجكسارة تمر أمام عينيك يوميا وهي مظللة النوافذ ولا تجرأ على إيقافها وسؤال سواقها لماذا سياراتكم مظللة النوافذ ؟.
أتدري سيدي الضابط أن هذا المواطن شكا أمره لخالق السماوات والارض وقال حسبنا الله ونعم الوكيل فيك أمام الناس لأنك فرضت عليه غرامة لا يستحقها وليس بمقدوره تسديدها؟ الذي نرجوه من السادة المسؤولين ان يبحثوا عن روح القانون فإنها أكثر إنسانية من القانون نفسه.
المصدر .. الدستور