الكاتب..زيد الحلي
وفرت لي الايام القليلة المنصرمة، اوقاتا تجولت فيها بين عدد من اسواق بغداد، لاحظت فيها زيادة البضائع المستوردة، وقلة المعروض او انعدامه من المنتوج المحلي، ولاسيما في قطاع الخضروات والفواكه.صحيح ان بلدنا واجه مؤخرا مناخاً غير ملائم للزراعة بحكم قساوته، إذ شهدنا اشهرا من الحرارة العالية كان من نتائجها الجفاف والتصحر، الأمر الذي أدّى إلى وجود محاصيل ضئيلة، وبسيطة اتعبت المزارعين، وانهكتهم ماديا، لكن ذلك لا يمنع الحكومة من السعي للبحث عن طرق فعّالة وكفيلة لتنمية الزراعة وإنقاذها من ديمومة التخلّف ؛ فتطوير القطاع الزراعي والنهوض به ينبغي ان يبقى هاجساً يؤرق صنّاع القرار عندنا، ولا نجعل الفلاح يعيش في دوامة القلق..
لا يخفى على احد أهمية تنمية القطاع الزراعي الذي يؤدي بالتالي الى رفع المستوى المعيشي للفلاح المواطن على حد سواء، ما ينعكس إيجاباً على كل القطاعات القومية الأخرى، فنقص المنتوج الزراعي المحلي يؤثر بشدّة على الاقتصاد الشمولي للبلد ؛ لكن يبدو أن السياسات المرسومة في إطار الخطط الزراعية لم ترق نتائجها أبداً إلى مستوى تطلعات المزارع، فبات علينا البحث عن مخرجات جديدة، ولا بأس الاستعانة بخبرات شخصيات ودول شقيقة واجنبية، فالأرض كنز لا ينضب من الخيرات.ان المزارعين، عماد الارض هم الآن، في ظرف عصيب، متمنيا ان تسعى الدولة الى النهوض بواجبها تجاه هذه الشريحة المهمة ؛ فحالة الوضع الصعب الذي يعيشونه يستدعي وقفة مسؤولة. ان الواقع الزراعي الذي نمر به منذ سنوات، مؤلم. فلم هذا الخناق الذي يطال عنق المزارع العراقي، ومتى يدرك المسؤولون ان حراثة الأرض في الوطن خير، من مشاريع الوهم التي يتحدثون عنها في الاعلام
المصدر .. الزمان