بقلم عمر الناصر / كاتب وباحث سياسي
في حال التفكير بصناعة كارزما تافهة ينبغي الالتفات سلفاً الى المعايير التي تتطابق كلياً مع ماموجود من مواصفات متاحة تسهل من هذه المهمة وتتناسب مع عقدة النقص والشعور بالاعاقة الفكرية والفشل الذي يتمتع به البعض ممن لديهم الجرأءة والاصرار على زيادة هرمون التبجح المفرط امام الملئ.
في المجتمعات التي لديها اوضاع سياسية استثنائية والتي لم يدخل اليها بروتين الانفتاح بل دخل اليها بوتوكس الانتفاخ كما حدث في العراق كانت تعاني من تحجيم لامكانية اكتساب ثقافات العالم المختلفة واستغلال موضوع العولمة للاستزادة الايجابية من بقية الثقافات الاخرى على اعتبار ان الثورة الرقمية في مجال الانترنت والاتصالات كانت كافية لتطوير المعارف الانسانية بعد فترات سبات طويلة وعزلة عن العالم الخارجي والتدجين السياسي الذي كان الغرض منه البقاء تحت سطوة الانظمة الشمولية الحاكمة ،فتراها غالباً ما تكتسب بعض الظواهر السلبية والايجابية لتكون فيما بعد بمثابة ثيمة جديدة لثقافة مجتمعية دخيلة تؤسس لنوع جديد من الافكار طبقاً لمعطيات الواقع والحداثة على حساب الكثير من المفاهيم الاصيلة والمتجذرة .
اغلبنا يتذكر عبارة مازالت عالقة في اذهاننا مأخوذة من مادة الادب والنصوص ( الاسلوب هو الرجل ) تلك المفردة التي اصبحت لها اثر بالغ في تحديد طبيعة انعكاس تصرفات اغلب الذين يعانون من نقص هرمون احترام الاخرين لهم، تساورهم الشكوك دوماً بأن لديهم ثمة اخطاء Faults تؤرق تفكيرهم ينبغي القضاء عليها او معالجتها عن طريق المعرف والعنوان الخاص بهم والتعويض عنه من خلال ادخال لون جديد في تعاملاتهم الحياتية مع البيئة المحيطة بهم، وقد يكون هذا الشعور فطرياً بسبب الموروث الجيني، او قد يكون عاملا ً نفسياً مكتسباً طرأ بشكل مفاجئ بسبب صدمة نفسية تكون سلاح ذو حدين اما تطوراً ثقافياً او انهزاماً وتقهقراً فكرياً.
يناديني الكثير من الناس بلقب “دكتور” وانا في كل مرة اصحح لهم المعلومة واجيب يؤسفني انني لم احصل على شهادة الدكتوراه وشهادتي العلمية الحالية هي البكالوريوس، واردف بالقول ان لقب استاذ تكفي لتبادل ايات الاحترام فيما بيننا، ولكن رغم ذلك تتكرر الحالة من نفس الاشخاص او الفضائيات ولا اتوانى بأن اكرر نفس الاجوبة التي ذكرتها لهم سابقاً على اعتبار ان من أكبر الأخطاء التي فتكت بهيبة وقيمة ووقار الشهادات العليا هو الصمت في عدم التوضيح والتصحيح والاخر تلك التي شاركت بها “بعض” وسائل الإعلام بعملية ترويج غير مبررة لكلمة “دكتور” قد اسيئ استخدامها واطلاقها على من لايمتلك بالاساس اي مستوى تعليمي سوى امتلاكه لفكر فوضوي بربري قادر على خلق اجواء سلبية متوترة اثناء ظهوره الاعلامي !
اهلا دكتور ..!! الحسم في الاجابة تلك الشعرة الفاصلة ما بين الاطراء الحقيقي الذي يعزز الثقة بالنفس ومابين اسلوب المدح بما يشبه الذم، ومابين هذا وذاك يبقى الاحساس الحقيقي متواجد لمعشار من الثانية يشعرنا بنشوة لذيذة وانتعاش حقيقي لوقع الكلمة عندما تطرق مسامعنا اول مرة لتترجمها ابتسامة محيانا عند الاجابة ، مابين ان كنا نحمل لقب علمي حقيقي ليس ( ٥٦ ) يتطابق كلياً مع مبادئنا ويتماشى مع اللياقة والكياسة الموجودة في المغازلة الاعلامية التي هي بمثابة طريق معبد لاحترام الاخرين لنا ، او وجود اسلوب تورية ناعم يحمل بين طياته فخ من اعلامي ذكي وحذق قد يكون احدى اهدافه اظهار الضيف بمظهر العاري ليكون اداك للسخرية خلف الشاشات من حيث يشعر او لا يشعر، في وقت تكون به افكار المتلقي بوضع الطيران و خارج منطقة التغطية وتحت اختبار مفصلي لحقيقة اللقب العلمي او المزيف .
انتهى …