المسرى .. خاص
تعد مهنة المتاعب من المهن التي تصنع التغيير في المجتمعات والدول سواء من حيث البناء والنهضة ونشر الوعي وترسيخ أسس الديمقراطية وغيرها أم من حيث التغيير وفق رؤية الأنظمة السياسية الحاكمة أم من حيث تكميم الأفواه وفق أهواء السلطة.
ومن الإيجابيات التي نشهدها اليوم افتتاح نصب “حماة الحقيقة” في محافظة السليمانية تخليدا لذكرى الصحفيين العراقيين والأجانب الذين استشهدوا أثناء تأدية واجبهم المهني في العراق وإقليم كوردستان بعد عام 2003 ولغاية اليوم ، بالإضافة إلى المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون في مناطق النزاع في سبيل نقل الحقيقة والكلمة الحرة.
تخليد ذكرى
نائب رئيس وزراء إقليم كردستان قوباد طالباني أوضح للمسرى أنه ” تخليدا لذكرى الصحفيين الذي قضوا بعد عام 2003 ولغاية اليوم من أجل نقل الكلمة والحقيقة إلي الراي العام في العراق وكردستان، قمنا بتشييد نصب تذكاري لهم ( حماة الحقيقة) في محافظة السليمانية” ، مبينا أن “سبب اختيارهم السليمانية لتشييد هذا النصب، هو أن المحافظة معروفة بكونها منبعا للحريات والتعبير عن الرأي، وفي نفس الوقت أن اغلب الصحفيين المتواجدين الآن في المنابر الإعلامية المختلفة هم بدؤوا وتطوروا من هذه المدينة “.
خطوة مهمة
ومن جانبه أشار نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي للمسرى إلى أنه ” من المفرح والسروح أن نرى قيادات سياسية كبيرة تعمل على استذكار المضحين من الصحفيين والأسرة الصحفية العراقية بشكل عام، وبالتالي تشييد هذا النصب هي رسالة واضحة لكل الصحفيين بان تضحياتهم والجهود الكبيرة التي يبذولها في سبيل نقل الكلمة، هو جهد يُثمن عاليا ويُقدر من قبل جميع أبناء الشعب العراقي بقياداته ومواطنيه “.
وبخصوص منح عضوية النقابة لصحفيي كردستان، أكد اللامي أن ” النقابة لا أعتراض لديها على منح العضويه لهم وكل الصحفيين مرحب بهم للانتماء من السليمانية إلى البصرة “.
السلطة الأولى
وبدوره بين رئيس شبكة الإعلام العراقي كريم حمادي للمسرى أن ” البعض يرى أن الصحافة ليست هي السلطة الرابعة، وإنما أصبحت السلطة الأولى، نتيجة تركيزها على الكثير من القضايا المهمة سواء في كشف ملفات الفساد أم التركيز على الإيجابيات والتطور في البلاد أم بدفاعه عن وحدة بلده وإيصال الصورة الإيجابية عنها إلى خارج الحدود “، مشيرا إلى أن ” تشييد نصب لاستذكار الصحفيين الذي استشدوا بعد عام 2003 في السليمانية هي خطوة مهمة للمزيد من الدعم للصحفيين وحمايتهم، وكذلك هي رسالة كبيرة بان الدولة بكل مفاصلها وإقليم كردستان والسليمانية لن تنسى المضحين من الصحفيين سواء من العراقيين أم من الأجانب الذين قدموا دمائهم الزكية على أرض العراق “.
دور مشهود
أما المتحدث باسم نائب رئيس وزراء الإقليم سمير هورامي فتحدث للمسرى قائلا إن ” العراق بما فيها إقليم كردستان يعتبر منطقة ساخنة للعمل الصحفي، بسبب كثرة الأحداث التي تحصل فيها والحروب الكثيرة التي مرت بها هذه البلاد وكذلك التغيرات السياسية المتواصلة، كلها اسباب أثرت على العمل الصحفي في العراق وبالأخص صحفييه “، منوها إلى أن ” محافظة السليمانية دونا عن المحافظات الأخرى العراقية هي صاحبة دور كبير في تطور العمل الصحفي والحرية في نقل الكلمة والتعبير عن الراي وترتيب الأجواء الملائمة للصحفيين من أجل ممارسة أعمالهم الصحفية بكل مهنية وحرية ودون أي قيود أو مخاوف “.
مدينة الحريات
وفي السياق ذاته قال رئيس مرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي للمسرى إن ” محافظة السليمانية معروفة من القدم بمدينة الحريات، كونها تحترم حريات التعبير والحرية الشخصية للأفراد، وما افتتاح نصب “حراس الحقيقة ” كتخليد للصحفيين الذين قضوا خلال العمل الصحفي في العراق بعد عام 2003 ولغاية اليوم من عراقيين واجانب من اجل نقل الحقيقة، هو دليل على دعم الصحفيين وتقدير مجهوداتهم”، مشيرا إلى ان ” دور الصحافة اليوم بدأ يتقلص بسبب ازدياد مواقع التواصل الاجتماعي ودعم منصات إلكترونية من قبل شخصيات متنفذة وأشخاص يبثون ما يريدون هم “.
تجربة الشعوب
وعلى مر الأزمان برهنت تجربة الشعوب أن تطور المجتمع المدني وترسيخ الديمقراطية والحكم الرشيد مرهون بحرية التعبير عن الرأي وأن سياسة التضييق على حق الحصول على المعلومات وفرض وصاية على الإعلام هو ضد المجتمع والشعارات البراقة التي ترفها الأنظمة والحكومات .