تغطية: أنس الباشي – نينوى
إعداد: كديانو عليكو
يقف سور نينوى الاثري التاريخي في حي نركال بمدينة الموصل شاهدا على حضارة الاشوريين قبل الاف السنين، وهذا المعلم التاريخي الذي يجلب الباحثين والمهتمين من مختلف انحاء العالم، ما زال ينتظر اكتمال اعمال الترميم التي بدات بجهود مجتمعية ومبادرة من اصحاب المحلات المقابلة للسور. وتهدف هذه الاعمال الى التمهيد لادراج السور ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو.
يقول عبدالله خليل – صاحب محل في الموصل للمسرى: انه “ابن مدينة الموصل وشعروا بحزن شديد بعد انهيار سور نينوى الاثري وتدمير الاثار الموجودة في المدينة على يد عناصر تنظيم داعش الارهابي، مضيفا انه ارتأى ان يبني جزءا من السور لدفع المنظمات والحكومة والدوائر المعنية من اجل اكمال ترميم بقية السور”.
واوضح، انهم “قدموا طلبا في العام 2022 الى دائرة الاثار لبناء السور على نفقتهم الخاصة وان الدائرة وافقت على ذلك وابقت على موظف الموظفين للكشف عن السور، وتم بناء السور، وقام وزير الثقافة والسياحة والاثار احمد الفكاك وقتها رسميا بافتتاح السور”.
مصطفى وهو ايضا صاحب محل، اوضح للمسرى، ان “مدينة نينوى هي حضارة تمتد الى 7 الاف سنة وان البصمة الموصلية او العراقية واضحة فيها ومن المستحيل اهمال ذلك، مشيرا الى ان السور كان جزءا من محافظة الموصل وانهم سعيدون جدا بمبادرة اعادة ترميمه واعماره”.
الناشط المجتمعي ياسر كوياني، من جانبه اضاف للمسرى، انهم “سعيدون جدا باعادة ترميم واعمار سور نينوى الاثري واعادة هذا المعلم التاريخي للموصل، خاصة مدينة نينوى القديمة عاصمة الدولة الاشورية، متمنيا اكمال اعمال ترميم واعمار السور بصورة جميلة مثلما صمم لها حسب الطراز المعماري الاثاري القديم”.
وتاتي أعمال الترميم والاعمار بالتزامن مع أعمال تأهيل باب المسقى الأثري ضمن سور نينوى، وان الهدف منها هو إدراج آثار سور نينوى ضمن لائحة التراث العالمي.
يعد سور نينوى الآشوري الذي بني في عهد الملك سنحاريب (705-681 قبل الميلاد) من اقدام الاسوار الآشورية، بعمر ثلاثة آلاف عام والذي يمتد بنحو 12 كم على طول مدينة نينوى، وكان سور نينوى التاريخي والذي يقع بأيسر الموصل قد بني في عصر الإمبراطورية الآشورية، ليحيط بالعاصمة نينوى الواقعة شرق مدينة الموصل الحالية، ويمتد بشكل مستطيل، وهو مبني من حجر الحلان الأسمر، وتتخلله أبراج حجرية، وله 15 بوابة للدخول والخروج من وإلى المدينة شمال الموصل.
وتعرض السور لعوامل التعرية والتدمير، مما استدعى مشاريع تأهيل وصيانة ممولة من وزارة السياحة والآثار العراقية ومنظمات دولية.
ويعتبر سور نينوى رمزا للحضارة الآشورية وجزءا مهما من المواقع السياحية في الموصل، ويجذب الباحثين والزوار من مختلف أنحاء العالم.