شارك رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الأحد ،في فعاليات المؤتمر الدولي الأول للمتغيرات المناخية وأثرها على الأمن الصحي في العراق المنعقد في فندق بابل ببغداد.
وقال رئيس الجمهورية خلال فعاليات المؤتمر الدولي الأول للمتغيرات المناخية وأثرها على الأمن الصحي في العراق حسب بيان لمكتبه وتابعه المسرى ،إن “التغيرات المناخية تعتبر من أهم التحديات التي تواجه الإنسانية في العصر الراهن كونها لا تمثل فقط تحدياً بيئياً بل تؤثر بشكل مباشر على الأمن الصحي للشعوب وعلى استقرار الدول والمجتمعات.
وأوضح رئيس الجمهورية أن “العراق ملتزم بالتعاون مع شركائه في المجتمع الدولي للبحث عن حلول مستدامة وفعالة لمواجهة هذه التحديات، موضحاً أن هذا المؤتمر يأتي ليكون منصة لتبادل الخبرات وتطوير الاستراتيجيات التي من شأنها أن تسهم في تعزيز الأمن الصحي في البلاد وفي المنطقة بأسرها”.
واختتم رشيد كلمته بالتأكيد على دعم رئاسة الجمهورية الكامل لهذا المؤتمر ولكل الجهود التي تبذل لتحقيق أهدافه النبيلة، معرباً عن أمله في أن تسهم النتائج والتوصيات التي ستخرج من جلسات هذا المؤتمر في بناء سياسات صحية وبيئية متكاملة تعزز الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة، مشيرا إلى أن التوصيات والقرارات التي تخرج عن المؤتمرات يجب أن تأخذ الجانب التنفيذي، إضافة إلى القرارات والتوصيات التي تصدر عن مؤتمرات (cop).
وفي ما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أود بدايةً أن أعبر عن شكري وامتناني العميقين لكل من ساهم في تنظيم هذا المؤتمر، الذي يجمعنا اليوم لبحث قضية تعتبر من أهم التحديات التي تواجه الإنسانية في عصرنا الراهن، وهي التغيرات المناخية وتأثيراتها الواسعة على مختلف جوانب حياتنا، وخاصة على الأمن الصحي.
إن انعقاد هذا المؤتمر في بغداد، بحضور نخبة من المتخصصين والباحثين والخبراء من العراق والإقليم ودول الجوار والمجتمع الدولي، يشير إلى الاهتمام المتزايد والمستحق لهذه القضية الملحة. فالتغيرات المناخية لا تمثل فقط تحدياً بيئياً، بل تؤثر بشكل مباشر على الأمن الصحي لشعوبنا، وعلى استقرار دولنا ومجتمعاتنا.
نحن في العراق، ونتيجة لموقعنا الجغرافي والظروف المناخية القاسية التي نعيشها، ندرك تماماً مدى خطورة هذه التغيرات وأثرها الكبير على صحة وسلامة المواطنين. فقد أصبح من الواضح أن التدهور البيئي وارتفاع درجات الحرارة، وتناقص الموارد المائية، كل هذه العوامل تتسبب في انتشار الأمراض، وزيادة الضغوط على نظم الرعاية الصحية، وتهدد الأمن الغذائي والمائي وزيادة الفقر.
إننا في العراق، على مستوى الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان، ملتزمون بالتعاون مع شركائنا في المجتمع الدولي للبحث عن حلول مستدامة وفعالة لمواجهة هذه التحديات. ويأتي هذا المؤتمر ليكون منصة لتبادل الخبرات، وتطوير الاستراتيجيات التي من شأنها أن تسهم في تعزيز الأمن الصحي في بلادنا وفي المنطقة بأسرها.
إن النجاح في مواجهة التغيرات المناخية يتطلب جهوداً جماعية وتعاونية ودولية، تستند إلى العلم والابتكار، وتستفيد من الخبرات العالمية. وهنا، لا يسعني إلا أن أشير إلى الدور البارز الذي يلعبه مؤتمر باريس للمناخ في توجيه الجهود العالمية نحو مستقبل منخفض الكربون. يوفر هذا الاتفاق إطاراً دائمًا يشجع الدول على خفض انبعاثاتها والعمل معاً للتكيف مع آثار تغير المناخ، مع التركيز على تقديم الدعم للدول النامية في جهودها للتخفيف والتكيف. كما أن تنفيذ اتفاق باريس يعد خطوة ضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إذ يضع خارطة طريق واضحة لبناء القدرة على الصمود مع التغيرات المناخية. ومن هذا المنطلق، نؤكد التزام العراق بتعزيز التعاون الدولي والعمل على تفعيل توصيات هذا الاتفاق لتحقيق استدامة بيئية وصحية.
وفي الختام، أود أن أؤكد دعم رئاسة الجمهورية الكامل لهذا المؤتمر ولكل الجهود التي تبذل لتحقيق أهدافه النبيلة. كما أتطلع إلى النتائج والتوصيات التي ستخرج من جلسات هذا المؤتمر، والتي نأمل أن تسهم في بناء سياسات صحية وبيئية متكاملة، تعزز الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة.
ولا بد من الاشارة الى ضروررة متابعة القرارات والتوصيات حول البيئة في المؤتمرات البيئية ومؤتمرات (cop) وتنفيذها، لأننا نلحظ إن معظم تلك القرارات والتوصيات باقية قيد التقارير دون تنفيذ.
أكرر شكري وامتناني لجميع المشاركين والمنظمين، وأتمنى للمؤتمر النجاح والتوفيق.