فؤاد عثمان
تمر علينا اليوم 3/10/2024 الذكرى السنوية االسابعة لرحيل القائد و رمز الكورد وصمام الامان للعراقيين القائد العظيم مام جلال الذي عاش مناضلا و قائدا جسورا ، الرئيس الذي بدأ مناضلا في صفوف البيشمركة و مثالاً فذاً للتضحية والفداء وكان سياسيا محنكا حيث ناضل جلة حياته دون كلل أو ملل من أجل تحقيق حقوق الشعب الكوردي وبناء العراق الديمقراطي الاتحادي..
لقد كان سياسياً فريداً يعمل جاهدا من اجل تقارب الاطراف داخل صفوف القوة السياسية الكوردستانية ويسعى دائما الى جمعه تحت مظلة واحدة ويقف من الجميع على مسافة واحدة ويكون دوماً جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة وهذا ما جعل المرجعية الدينية الأعلى ان تصفه بصمام الأمان للعراقيين.
لو حاولنا كتابة ولو جزء قليل من نضال مام جلال لتعثر القلم و لم نتمكن من وصول الى ما نسعى اليه لان له تأريخ نضالي يمتد الى 60 عاما مليئا بالعطاء والتضحية والعمل الدئوب وقد كان لسيادته دور القائد الحكيم المحنك٬ لذلك كان يطلع على جميع المشاكل ويمتلك خبرة واسعة في وضع الحلول والمعالجات.
هذا بالاضافة الى دوره العظيم فقد كان بمثابة مظلة تحتضن جميع الشرائح والمكونات العراقية.
يعتبر طالباني اضافة الى كونه سياسيا ودبلوماسيا وصحفيا من الكتاب البارزين والذي ساهم وبشكل فعال في تسليط الاضواء على مجمل الحركة السياسية في العراق والمنطقة بشكل عام والحركة السياسية الكوردية بشكل خاص وله في هذا الخصوص عدة كتب في حقبات زمنية متفاوتة والتي اغنت المكتبة العربية والكوردية على حد سواء وامست مصدرا للباحثين والمحللين السياسيين الذين يبحثون في تأريخ الحركة السياسية الكوردية والعراقية بشكل عام، نظرة ومواقف الحكومات العراقية المتعاقبة تجاه القضية الكوردية
وبشهادة الكثير من المراقبين السياسيين كان احد المحركين الاساسيين لتقريب وجهات النظر داخل صفوف المعارضة في مؤتمر لندن الاخير الذي بشر فيه الحاضرين بأن اجتماعهم القادم سيكون في بغداد.
لم تكن رحيل الرئيس مام جلال خسارة كبيرة للاتحاد الوطني الكوردستاني والشعب الكوردي فحسب بل لعموم العراق والمنطقة بأكملها لأن الفراغ الذي تركه كبير الى درجة يصعب ملأه وسوف يترك أثره على الجميع وعلى المدى البعيد. كان مام جلال أول رئيس عراقي كوردي يتم انتخابه في عملية ديمقراطية بحتة حيث أجمع عليه العراقيين بكافة مكوناتهم القومية والدينية والمذهبية. ولم يأتي هذا الاجماع من فراغ بل للدور الفذ والفعال الذي لعبه في اعادة بناء العراق بعد سقوط الدكتاتورية
تحية لروح هذا القائد العظيم وجميع شهداء طريق النضال.
لنجعل من هذه الذكرى، يوماً للوئام وتوحيد الصفوف من أجل تحقيق جميع أهداف الرئيس مام جلال والذي كرس جل حياته من اجل هذه الاهداف ومن أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بدماء الشهداء.