قبل 7 أعوام وتحديدا في 16/10/2017، انسحبت قوات البيشمركة من المناطق الكوردستانية نتيجة تحرك القوات الاتحادية الى مناطق كركوك وسهل نينوى، بعد عملية الاستفتاء في الـ25 من ايلول 2017.
لم يكن السادس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2017، يوماً عادياً، فقد كاد يحول كركوك تلك المدينة متعددة المكونات إلى حربِ شوارع وفوضى وخراب، لولا تدخل الاتحاد الوطني الكوردستاني لحقن الدماء.
ونتيجة للاستفتاء الذي أصر عليه رئيس الإقليم آنذك، فقد دخلت القوات الأمنية الاتحادية برفقة الحشد الشعبي مدينة كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها، فيما انسحبت قوات البيشمركة لما بعد مناطق الخط الأزرق، وهي المناطق التي لم يدخلها تنظيم داعش.
إنسحاب قوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني من كركوك جاء لمنع وقوع المزيد من الضحايا في المدينة نتيجة التصادم مع القوات الاتحادية الأكثر عددا والاكبر قوة، وسط تصرف حكيم من قيادات الاتحاد الوطني لمنع اراقة الدماء، على الرغم من أن قوات 70 ضحت بنحو 40 شهيدا في كركوك.
كان الاستفتاء في اقليم كوردستان هو السبب الرئيس وراء دخول القوات الاتحادية الى كركوك، مع ان من اجرى الاستفتاء تملص من مسؤوليته في الوقت الذي كان عليه تحمل نتائج خطواته.
أطراف اقليمية ودولية دعت في وقتها الى تخفيف حدة التوترات في محافظة كركوك وناشدت الحكومتين الاتحادية واقليم كوردستان باتخاذ خطوات منسقة لتجنب التصعيد ومنع انهيار النظام والقانون.
مجلس الامن الدولي، دعا في الـ 19 من الشهر نفسه عام 2017 الى وقف التصعيد في محافظة كركوك، مجددا دعمه للعراق، معربا عن قلقه حيال التوترات في كركوك وقال انه يتعين على جميع الاطراف الاشتراك في حوار بناء كوسيلة لتخفيض حدة التصعيد. كما طالب اقليم كوردستان بإجراء الانتخابات والعودة الى العملية السياسية وطاولة الحوار.
بعد دخول القوات الاتحادية وقوات تابعة للحشد الشعبي الى كركوك، خرجت جميع الاحزاب الكوردستانية من المحافظة، الا الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي بقي مع ابناء كركوك ولم يتركهم ابداً.
لم تكن كركوك وحدها من دخلت اليها القوات الاتحادية بعد الاستفتاء، فشنكال ومناطق واسعة من سهل نينوى خرجت منها قوات البيشمركة دون ان تطلق رصاصة واحدة.