المسرى
فؤاد عبد الله
بإسلوب مغاير لكل الحملات الانتخابية في العراق وإقليم كردستان وحتى منطقة الشرق الأوسط، قدم رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني أسلوبا ونمطا جديدا في إدارة حملة حزبه لانتخابات برلمان كردستان 2024، من خلال خطاباته الحماسية لمؤيديه ومرشحيه والناخبين وحتى المناوئين له من الأحزاب، ما أجبر الجميع بإسلوبه وتعبيراته وترينداته على الجلوس أمام الشاشات ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي الاستماع لما يقوله ومشاهدة خطاباته.
خطف الأضواء
الرئيس بافل طالباني استطاع خطف الأضواء والتربع على عرش أكثر قادة الصف الأول السياسي تأثيراً وقوة حجة ومنطق، لدرجة أن خطاب منافسيه من قادة الأحزاب الأخرى أصبحت مجرد ردود أفعال ضعيفة وسطحية على خطاباته ومواقفه، وعاجزة عن مقارعة الحجة بالحجة.
نبض الناخبين
وبحسب المتابعين والمراقبين فإن بافل طالباني قد تمكن من كسر الصورة النمطية للزعيم، المنعزل عن نبض الناخبين وعن آلامهم وآمالهم، ليقدم خطاباً ولغة جسد يحاكيان أمزجة عامة الناس على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية، ويقول باللغة الكردية لمناوئيه (لو ماري) أي إذهبوا إلى البيت.
أسلوب عفوي
ولأول مرة يخرج زعيم حزب سياسي كبير وصاحب نفوذ في الإقليم والعراق والمنطقة إلى الجمهور ومؤيديه بملابس عادية بسيطة، وبأسلوب عفوي بسيط خالٍ من التصنع والكلفة والخطابات الطنانة والرنانة والضحك على الذقون، وينجح في إيصال رسائله والتعبير عن أهدافه وبرامجه بوضوح ومباشرة، في الدفع نحو إصلاح تجربة الحكم والإدارة في كردستان العراق، وتصحيح مسار الحكم في الإقليم، مؤكدا عليه بعبارة (زاب خودي) أي قسما بالله.
تصحيح المسار
وفي خطاباته التي ألقاها في الحملة الانتخابية لبرلمان كردستان تعهد رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني لشعب كردستان دون استثناء بإنهاء الحكم التسلطي وتصحيح مسار الحكم، مؤكدا أن الاتحاد الوطني الكردستاني الآن قوي وأول شيء سيفعله بعد الفوز بالانتخابات هو إنهاء التمييز بين المناطق وخدمة شعب كردستان بتساو وعدم التفريق بين منطقة وأخرى، ملقيا بالميكرفون أرضا، كتعبير عن الانتهاء من أداء استعراض ما، ، والمقصود بمعناه المجازي انتهاء الحديث وتنفيذ ما نقول مستقبلا.
الثقة بالنفس
وامتاز بجرأته وثقته بنفسه عند عرض التحدي على رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني ودعوته لإقامة مناظرة مفتوحة قبل إجراء الانتخابات ، ليعرض كل طرف منهما برامجه المستقبلية لخدمة الإقليم، وكذلك تحديه له الإتيان بشركة دولية مرموقة على مستوى العالم لكشف حسابات وأموال كل طرف منهما، ولكن الطرف المقابل رفض التحدي ولم يجرؤ على قبوله .
بساطة شخصيته
ويعتبر بافل طالباني أول رئيس حزب يتجول في الشوارع والأزقة والأسواق بسيارته الفورد ذات الدفع الرباعي والتي يقودها بنفسه ملوحا للمارة والمواطنين بابتسامته العريضة، رادا لهم السلام، حتى أصبحت ميزة يحبذها الجميع.
مخاطبة الخصوم