لهيب خليل
يجمع الفلاسفة والمفكرون امثال افلاطون وارسطو وكانت وشوبنهاور وهوبز وبرجسون ان الضحك والمرح هو خاصية تميز الانسان عن باقي الكائنات الاخرى لانها رسالة واضحة القصد رسالة لاشاعة السرور والمرح والبهجة ، لكن في زمن امسى الجميع يحاول ان يكون هو الأشهر والاعلى بحصد اللايكات صار من الصعب ان يتصرف العقلاء ببساطة فما بالك بالسياسي لذلك تفاجأ الناس بنزول الرئيس بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني الى الجماهير ليكون قريبا منها وليعطيهم شحنة امل جديدة من اجل مستقبل اكثر اشراق وبهجة نزل الرجل على طبيعته ليكون اقرب لهموم الجماهير ولقد كان قريبا جدا الى حد ان بعض القنوات الإعلامية استغربت وفهمت وفسرت الامر على العكس وذلك لان الأغلبية اعتادت على ترى ان السياسة ومثلما نقول بالعراقي (السياسة ما بيها شقه ) واللطافة والمرح التي ظهر بها الرئيس بافل جلال طالباني اثناء فترة الانتخابات الاخيرة في الإقليم قد تكون ليست معهودة او حتى معروفة وخصوصا في الشارع العراقي السياسي تحديدا فاغلب الساسة حتى الشباب منها دائما ما يظهرون بوجوه صارمة ومتجهمة تصل الى حد العبوس كأنما السياسي هو انسان من طينة اخرى ،لقد كان الرئيس بافل جلال طالباني يتصرف بتلقائية عالية ليعبر عن فرحه بقرب يوم الانتخاب الذي طال انتظاره في الاقليم لذلك عبر الرئيس بافل طالباني عن سعادته وسروره بعفوية تامة وابدى الرئيس سلوك مرح مع الناس ليكون اقرب اليهم وليكسر الروتين الحاد والصارم المعروف عن تحرك المسؤولين والساسة بين الجماهير حيث يكونوا عادة محاطين بطاقم من الحرس الخاص والمدرب والذي يشبه السور المنيع الذي يجعل الوصول اليهم من سابع المستحيلات بل استطيع ان أقول وكانها من معجزات السماء ،لكن الرئيس بافل نزل الى الناس ببشاشته المعهودة ومرحه الراقي ليؤكد ان السياسة فكر وتطبيق عملي شجاع وليس كلام وخطابات من وراء شاشات التلفزة والهاتف والكمبيوتر فقط بل لابد من التفاعل الإنساني الحقيقي ،الامر الاخر الذي حول كسره الرئيس بافل جلال طالباني هو الافكار النمطية الثابتة عن شخصية السياسي والتي اكد من خلالها ان السياسي انسان بسيط اولا وعمله الاول هو ادخال الراحة والفرح الى حياة الناس من خلال الاستماع اليهم مباشرة وليحث الجماهير للمشاركة الواسعة ليقولوا كلمة حق في اهم ايامهم ،لقد دعا الرئيس بافل الى الناس بالضحك والمرح والابتهاج لان عملية الانتخابات ولان عملية الانتخابات تحمل بعض التعقيد وقد تكون فعلا رسميا قانونيا تجعل بعض الناس يتثاقلون الامر باعتبارات الوقوف في الطابور والانتظار لبعض الوقت قد يطول لربما واجراءات التفتيش للحفاظ على الامن والامان . لقد تعود الناس ان يروون رجال الدولة وكانهم أناس آليين لكثرة التشدد في حركتهم الإنسانية الاعتيادية ،ولكن ما فعله السيد رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني هذه المرة هو اذابة جليد الخوف والروتين وخرق المألوف بل واكثر ليؤكد ان ما نراه هو ليس حركة إعلامية بل انه راح يمازح الجمهوربشكل ابهر الجميع وفاجأهم لكسر اي حاجز بينه وبينهم وهي سابقة تستحق التأمل والدراسة و عمد هو واخوه السيد قوباد جلال طالباني نائب رئيس الإقليم الى افهام الناس ان الامر يستحق وليس هناك امرا انما هو اختيار شخصي واحترام لحرية هذا الاختيار امضي وارفع صوتك لمن يمثلك في قادم الايام .