شارك العراق بفعالية في أعمال منتدى السياسات الرابع لليونسكو حول التراث الوثائقي وبرنامج “سجل ذاكرة العالم”.
يعقد في باريس ، ضم عددًا من صناع السياسات وممثلي الحكومات وخبراء التراث الوثائقي، بهدف مناقشة دور التراث الوثائقي في تعزيز التفاهم والتعاون الدولي.
أبرز العراق خلال المنتدى تجاربه الحديثة في حفظ التراث الوثائقي، وعرض جهود تهيئة ملفات لإدراج مكونات الذاكرة العراقية ضمن سجل ذاكرة العالم.
وترأس وفد العراق في هذا الحدث الدولي الهام الدكتور علي رزوقي اللامي، نائب مدير مكتب رئيس الوزراء ورئيس اللجنة العراقية لسجل ذاكرة العالم، التي تعمل حاليًا على إدراج جرائم داعش في العراق ضمن هذا السجل العالمي.
وأكد اللامي في كلمته خلال الجلسة الأولى للمنتدى أن “التراث الوثائقي هو ذاكرة حية تتجاوز الحدود وتدعو إلى التعاطف والتفاهم المشترك بين الشعوب”.
وأضاف أن “التراث الوثائقي ليس مجرد سجل للماضي، بل جسر للتفاهم المتبادل، حيث يوثق تجربة العراق وتحدياته، خصوصًا في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، مما يبرز قدرة الشعوب على الصمود والسعي نحو السلام”.
وأوضح أن برنامج “سجل ذاكرة العالم” يتيح فرصة للجمهور العالمي للتعرف على الدروس المستخلصة من تجارب العراق في مواجهة الإرهاب.
وأشار اللامي إلى أن العراق أسس عدة لجان وطنية متخصصة لحفظ تراثه الوثائقي، مثل لجنة الأرشيف المرئي، ولجنة سجل ذاكرة العالم، ولجنة الأرشيف الوطني، وتم ربطها بمكتب رئيس الوزراء، مما يعكس أهمية هذا التراث ويبرز حرص الحكومة العراقية على وضعه ضمن أولوياتها.
ولاقت مقترحات العراق ترحيبًا من الأمانة العامة لبرنامج “سجل ذاكرة العالم” في اليونسكو، وشملت هذه المقترحات دعم السجلات الوطنية، وإنشاء آليات وطنية وإقليمية لحفظ وأرشفة التراث الرقمي، وتطوير منصات رقمية مفتوحة ومحمية تتيح الوصول إلى الذواكر العالمية، إضافة إلى اعتماد سياسات دولية موحدة لحماية التراث الوثائقي، لاسيما في الدول التي تعاني من الصراعات مثل فلسطين ولبنان واليمن وسوريا.
دعا العراق إلى وضع سياسات عالمية تضمن توازن المنصات الرقمية في معالجة مضامين الذواكر العالمية، مشيرًا إلى ضرورة تجاوز التمييز الحالي الذي يدعم المحتوى الغربي على حساب الثقافات الأخرى، وخاصة ما يتعلق باللغة العربية والحضارة الإسلامية. وطالب العراق بتعزيز حملات التوعية الإعلامية والمعلوماتية ودمج المجتمعات الرقمية العالمية في فهم وتقدير التراث الوثائقي.
وجدد العراق التزامه باستخدام التراث الوثائقي كأداة لتعزيز السلام والتعاون.
وحث جميع الدول على دمج التراث الوثائقي ضمن السياسات الرامية إلى تعزيز السلام والتعليم والتبادل الثقافي. تعكس هذه المقترحات الإمكانيات الكامنة في التراث الوثائقي كمورد عالمي يسهم في بناء ثقافة السلام والتفاهم المتبادل بين الشعوب.