يرى مراقبون للشأن السياسي في إقليم كردستان وفي عموم العراق أن الاتحاد الوطني الكردستاني نجح في تحقيق مكاسب كبيرة في الإنتخابات التي جرت في الـ20/10/2024 ، ستترتب على إثرها منجزات سياسية وخدمية تصب بصالح الشعب الكردي في الإقليم وتزيح عن كاهله ثقلا تحمله طيلة العقود الثلاث من تجربته في الإدارة والحكم ، تتمثل بخط ستراتيجي واضح المعالم في مسار الخدمات والعمل السياسي المبني على رؤية الاتحاد الوطني الكردستاني وزعيمه الشاب بافل جلال طالباني ، قاد الحملة الإنتخابية بنفسه لتركيز قناعة المواطن الكردستاني بان الطريق يمر عبر خيار صندوق الإنتخابات والتصويت بحرية وشفافية لمن يراه مناسبا في تحرير صوته من ربقة الضياع والتسويف وتحقيق ما عجزت عنه السياسات السابقة.
بافل جلال طالباني أكد مؤخرا ، أن الانتخابات جرت بشكل جيد، كانت هناك بعض المشاكل في عدد من المناطق لكن الحملة كانت جيدة وتكتيكنا نجح، هدفنا كان اطلاق كلام مختلف في كل منطقة ونجحنا في ذلك واستطعنا التقرب من المواطنين.
وقال طالباني خلال ندوة على هامش ملتقى الشرق الاوسط الذي تنظمه مؤسسة ميري في اربيل” الملفت لي لم ارى استراتيجية في الحملات الانتخابية للاحزاب، برامج الاحزاب كانت مختلفة، وبرنامجنا كان الهدف منه تشجيع المواطنين على التوجه الى صناديق الاقتراع وصناعة مناخ يعيد ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية ونجحنا في هذا الهدف ايضا.”
وأضاف ” هذه المرة خرجنا عن المالوف وكنا الحزب الوحيد الذي استطاع زيادة اصواته بشكل كبير ونسبة تصل الى 95%، ولانريد التفريق بين مناطق اقليم كوردستان وحصلنا على اصوات كبيرة وجيدة في جميع مناطق اقليم كردستان، ونحن اليوم في مركز قوة ولن نتنازل عن حقوق المواطنين ابداً.
تابع ” كل بلد يحتاج الى معارضة قوية، وانا اقول للاحزاب الصغيرة بانه عليهم مسؤولية كبيرة وهي مراقبة الحكومة، علينا بناء مناخ لتشجيع جميع الاحزاب على المشاركة في العملية والسياسية وان التغيير يجري من داخل النظام وليس من خارجه، واي جهة تريد اصلاح الاوضاع عليها الدخول في العملية السياسية ونظام الحكم.
وفي مسار التطلع الى مزيد من التأييد الدولي ، أشار طالباني في لقاء القنصل البريطاني العام في إقليم كردستان آندرو بيزلي. الى اهمية تشكيل الحكومة الجديدة والتنسيق بين الاطراف لمعالجة المشاكل بين بغداد واربيل، وتوفير حياة لائقة للمواطنين.
واوضح بافل جلال طالباني ” ان مطالب وتطلعات المواطنين برامج عملنا، وسنتخذ جميع الخطوات لتوفير مستقبل اكثر اشراقا، اقليم كوردستان يحتاج الى الخدمات والتضامن وليس التمييز والتفرد، ولحسن الحظ وضعنا حدا لهما.”
كما ، شدد طالباني في لقاء ، السفيرة الجديدة للمملكة الاسبانية لدى العراق أليسيا ريكو بيريز ديل بولغار، على الالتزام بالدستور وحل المشكلات.
وتحدث عن بدء مرحلة جديدة من السياسة والحكم في اقليم كردستان، مشيرا الى أن “شعبنا يحتاج الى الخدمات وضمان حياة كريمة له، بدلا من التفرد والتمييز، لذا فإن الحكومة القادمة ستتشكل وفق رؤية مختلفة وستراتيجية جديدة، وسيكون هدفها الأساس تقوية اقليمنا وخدمة المواطنين”.
كما لفت نظر القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية في اقليم كردستان. ستيف بيتنر ، حرص الوطني الكردستاني على تشكيل حكومة خدمية ورشيدة، بحيث تكون انعكاسا لمطالب وتطلعات الشعب ولايسمح فيها لأي طرف بفرض أجنداته واستغلال المؤسسات الحكومية لمصالحه الشخصية”.
أوضح “استطعنا بدعم المواطنين إنهاء التفرد وعدم السماح باستمرار هذا الحكم السيئ، والمرحلة التالية ستكون مرحلة ترسيخ العدالة وإنهاء التمييز، آمل أن تتقبل جميع الأطراف هذه المبادئ، لأن الحكومة التي ستُشكل في المستقبل ستكون حكومة المواطن وليس جهة معينة”.
واعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج النهائية لانتخابات برلمان كردستان حيث كانت نسبة المشاركة في الانتخابات 72.06%، مؤكدة ان الانتخابات جرت بنجاح.
وقال رئيس مجلس المفوضية القاضي عمر احمد محمد في مؤتمر صحفي عقده في اربيل” إن المفوضية اتخذت سلسلة من الإجراءات لضمان نزاهة الانتخابات بأجواء آمنة، مردفا بالقول : عملنا بشكل دؤوب لإنجاز هذه المهمة الوطنية”.
وأضاف” أن 41 ألفاً من موظفي اقتراع عملوا في انتخابات كردستان وبمشاركة 43 مراقبا من وكلاء الأحزاب والتحالفات السياسية بإشراف 1800 مراقب دولي و10 مراقبين محليين”.
وحصل الاتحاد الوطني الكردستاني على 23 مقعدا في دوائر السليمانية وحلبجة واربيل ودهوك لانتخابات برلمان كردستان، حيث حصد الاتحاد الوطني الكردستاني 409548 صوتاً في جميع الدوائر الانتخابية.
وبحسب النتائج النهائية من قبل المفوضية، فان الاتحاد الوطني الكردستاني حقق فوزا كبيرا في الدوائر الانتخابية الأربع، وحصل على الأصوات اللازمة لنيل المقاعد في جميع الدوائر الانتخابية.