رئيس الجمهورية يدعو لميثاق سلام عالمي في الشرق الأوسط يتضمن الاعتراف بالحقوق التاريخية للشعوب وحق تقرير المصير
دعا رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، إلى ميثاق عالمي لإحياء السلام في الشرق الأوسط، يتضمن الاعتراف بالحقوق التاريخية للشعوب وحق تقرير المصير.
وأضاف في كلمة ألقاها اليوم الجمعة 22 تشرين الثاني 2024، خلال حضوره مؤتمر السلام والأمن في الشرق الأوسط المنعقد في الجامعة الأمريكية في دهوك: لا ينبغي أن يستمر هذا الوضع، فهذه المنطقة التي كانت منبعاً للتقدم الإنساني والحضاري والابتكار، لا يمكن أن تصبح مكاناً للقتل والدمار.
وفيما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أحييكم جميعاً بأحر التحايا.
أود أن أشكر لجنة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين في الجامعة الأمريكية، وأهنئ شعبنا الكردي بحرارة على نجاح الانتخابات البرلمانية. وأدعو جميع الأحزاب الفائزة في الانتخابات إلى الإسراع بتشكيل حكومة جديدة وتكثيف الحوارات واللقاءات مع بعضها البعض، لتجاوز المشاكل التي حدثت أثناء الحملة الانتخابية.
اعملوا على تشكيل حكومة قوية تخدم شعب كردستان وتلبي مطالب وتطلعات الشعب الذي هو مصدر كل السلطات، وأرجو أن تستطيع الحكومة المقبلة حل المشاكل، ففي غمرة الصراعات السياسية، فإن شعبنا وحده هو الذي يدفع الثمن.
وكما تعلمون، فإن العراق والمنطقة يمران بوضع يتطلب من جميع الأطراف مراقبة الوضع بدقة وإيجاد الحلول المناسبة للقضايا والمشكلات وإحلال السلام والأمن الدائمين.
لقد علمتنا تجربة المنطقة أنه من دون الأمن والاستقرار لا يمكن تحقيق التقدم والازدهار. وقد قدم العراقيون الكثير من التضحيات لفترة طويلة في ظل النظام الدكتاتوري، والصراعات الداخلية، والحرب على الإرهاب. وقد استخدمت الأنظمة السابقة العنف والقمع وجعلوهما نهجها الرئيسي في السياسة الداخلية والخارجية.
نعرف جميعاً، أنه بسبب الهجمات الإرهابية التي شنها داعش، وسيطرت بها على مساحة كبيرة من بلادنا واستشهد وتشرد وتهجر الكثير من المواطنين. لكن، الحمد لله، بفضل شجاعة الشعب العراقي وقدرة الجيش والحشد الشعبي وقوات البيشمركة تجاوزنا هذه المرحلة الصعبة. فمن خلال تضحيات الشهداء وأرواحهم الطاهرة، تم تطهير وتحرير كافة المناطق من أيدي الإرهابيين، وتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين. كما وضعت الحكومة برنامجاً جيداً للخدمات وإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية.
الحضور الكريم…
يعاني العراق من مشاكل في المجالات الاقتصادية والخدمات والعدالة الاجتماعية والأمن والعلاقات الدولية، ولكن تم اتخاذ خطوات جيدة لحل هذه القضايا.
إن منطقتنا مهد لأقدم الحضارات الإنسانية في العالم ومنبع للاختراعات ولتقدم البشرية.
لقد وصلت الحضارة الإنسانية إلى مستوى متقدم في مجال التكنولوجيا، ونأمل أن يُستثمر هذا التقدم لخدمة الإنسانية وحماية البيئة وليس في خدمة الحرب والدمار.
إننا ندين بشدة الحرب والعنف ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، ومن واجب المجتمع الدولي إنهاء هذه الحرب وإحلال السلام والأمن حتى تتمكن جميع شعوب المنطقة من العيش معاً بسلام.
من المؤسف أن المناطق في (فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وليبيا والسودان) تعاني من الحرب والفوضى. نأمل أن تستمع دول العالم، وخاصة الدول الكبرى ودول المنطقة بذل جهود جادة لحل هذه القضايا وإنهاء الحروب. وعلى جميع الدول والحكومات والشعوب واجب أخلاقي للعمل من أجل السلام في الشرق الأوسط، وسيقوم العراق بدوره في هذا الصدد.
كما هو واضح، فإن خطورة هذه الحرب لا تقتصر على شعوب المنطقة فحسب، بل تشكل تهديداً للحركة التجارية والنقل واستقلال الدول الأخرى.
نرحب بأي جهود تهدف إلى تحقيق حل سلمي للقضية الكردية داخل تركيا، وندعم بشكل كامل جميع المساعي الرامية إلى تحقيق هذا الهدف.
وعلى المستوى العالمي، نحن بحاجة إلى ميثاق عالمي لإحياء السلام في الشرق الأوسط والاعتراف بالحقوق التاريخية للشعوب وحق تقرير مصير هذه المنطقة التي كانت منبعاً للتقدم الإنساني والحضاري والابتكار. ولا يمكن أن تصبح مكاناً للقتل والدمار.
لا ينبغي أن يستمر هذا الوضع، ويعلم الجميع أن جذور المشاكل عالمية ومرتبطة بالسياسة الدولية. ومن واجب جميع الدول العمل من أجل السلام، والعراق يلعب دوره لأنه يتمتع بعلاقات جيدة وواسعة في المنطقة، لأن أمن واستقرار العراق مرتبط بأمن واستقرار الشرق الأوسط.
أكرر شكري للجامعة الأمريكية على تنظيم هذا المؤتمر المهم، وأتمنى لكم التوفيق”.