المسرى..
إعداد: كديانو عليكو
يعتبر تل الزندان من أكبر المواقع الأثرية والتاريخية الشاخصة في محافظة ديالى، ويَقع على بعد 12 كلم جنوب بلدة المقدادية، ويعود إنشاؤه إلى العهد الساساني بين القرنين الثاني والثالث الميلادي.
ونسج القرويون وسكان البلدات المجاورة القصص والحكايات عن تل الزندان بعضها خيالي أو أسطوري على سبيل المتعة والإثارة.
اكتشافات جديدة مهمة
مدير عام دائرة التحريات والتنقيبات في وزارة الثقافة علي عبيد شلغم اعلن في تصريح تابعه (المسرى) عن اكتشافات مهمة في موقع الزندان الأثري والذي جرى العمل فيه أواخر عام ٢٠٢١، من قبل كوادر الهيئة العامة للآثار والتراث/ مفتشية آثار وتراث ديالى.
ويقول مفتش آثار ديالى أحمد عبد الجبار خماس في تصريح نشرته وزارة الثقافة وتابعه (المسرى)، إن من بين الأعمال التي جرت في الموقع الكشف عن ستة عشر برجا في الجانب الشرقي، فيما تم الكشف عن اربع طلعات في جانبه الغربي تضمن كلا منها ثلاثة اواوين متقاربة في الحجم والمساحة، اما وسط المبنى فقد تم الكشف عن احد عشر رواقاً افقيا تنفتح على الرواق العمودي وطوله خمسمائة متر، يقابل كل رواق من الأروقة الأفقية برجا من أبراج الجانب الشرقي، وعلى جانبي كل برج سلمين وستة مزاغل دفاعية بين برج وآخر.
وأشار خماس إلى ان البعثة استظهرت المبنى الجنوبي الملحق ذي المخطط المشابه للمبنى الرئيسي بابراجه الثلاثة، وجرى الكشف عن عدد من القطع الأثرية كالجرار والاواني الفخارية ورؤوس الرماح وحلي ومسكوكات.
منجم لنسج القصص الخيالية
ويعتبر عبد الله القيسي أحد كبار السن في المنطقة، ان “المكان منجم مهم لكل من لديه هواية نسج القصص الخيالية، أو لديه شغف بقصص من العالم الآخر مثل الجن والكائنات الأسطورية وغيرها”.
ويقول القيسي، “بسبب براءة أهل المنطقة وطبيعة معيشتهم والمجتمع المتصالح مع نفسه، صاروا يتناولون تلك القصص من زوايا عدة وكلها على سبيل المتعة والإثارة والتخويف للصبيان، وحتى العجائز كن يصعدن هناك للدعاء ظناً منهن أنها أرض مميزة”.
مواقع تعود لحضارة أشنونا والسومريين
وبحسب مصادر، فان محافظة ديالى تضم أكثر من 800 موقع أثري تمتد لحقب وعصور مختلفة بعضها عمره أكثر من 5 آلاف سنة يعود لحضارة أشنونا والسومريين، وإن 5 بالمائة منها خضع لعمليات تنقيب من قبل فرق الاستكشاف، والبقية لا تزال مطمورة تحت التراب.
وتعاني مواقع أثرية عدة في محافظة ديالى من الإهمال والتجاوز، ما هدد بزوالها خاصة في المناطق الزراعية والنائية.