المسرى .. تقرير فؤاد عبد الله
أعلنت مصادر سياسية قريبة من الإطار التنسيقي عن بوادر إنفراج بينه وبين التيار الصدري على شكل الحكومة القادمة، وذلك تزامناً مع زيارة قائدِ فيلق القدس، في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، مدينة النجف والعاصمة الاتحادية بغداد، للملمة أوراق البيت الشيعي، وكذلك زيارة رئيس تحالف الفتح هادي العامري، أربيل ولقاءه زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
طرف أجنبي
وفي هذا السياق يقول الأكاديمي والسياسي المستقل غسان العطية لـ( المسرى) إن “الواقع في البلاد قد خرج من أيدي العراقيين، والأطراف السياسية العراقية كلها بدأت التعاون مع طرف أجنبي ضد أخيه العراقي، وهذه الحال تنطبق على الشيعة والسنة وحتى الكورد”، مبيناً أن “ضعف الحكومة وعدم قدرتها على محاسبة السيئين، أظهرت تحرك الإيرانيين وإبدائهم قلقهم من تدهور الوضع، بسبب تحرك الفصائل العراقية من نفسها دون الرجوع إليها والأخذ بتوجيهاتها، وزيارة قاآني إلى العراق، هي لحفظ ماء الوجه للسياسية الإيرانية وكذلك محاولة إيجاد تقارب بين الاطراف الشيعية”.
العقبة الأساسية
وأوضح العطية أن ” العقبة الآن، هي إيجاد طريقة للتوفيق بينهم وبين المالكي، لأن ذلك التوفيق هو الإنفراجة السياسية للمكون الشيعي، وبحسب رأي الصدر الذي يقول : إنه من الصعب التعاون مع المالكي”، لافتا إلى أن “زيارة العامري إلى أربيل تأتي لإيجاد صفقة يطمئنوا من خلالها على الخروج بموقف موحد، وخصوصاً فيما يتعلق بمرشح رئيس الجمهورية، ولاحقاً من سيكون رئيس الوزراء”.
منعطف خطير
أما المحلل السياسي صباح العكيلي فيقول لـ( المسرى) إن “العملية السياسية في العراق تمر بمنعطف خطير، وقد يذهب بإتجاه التقاطع فيما بين المكونات المختلفة، ولكن موضع الخلاف الرئيسي الآن الذي يمكن أن يحدد مسار العملية السياسية، هو الإتفاق على شكل الحكومة القادمة وكذلك شخصية رئيس الوزراء القادم، والاصلاحات في العملية السياسية”، منوهاً إلى “وجود عدم توافق بين الإطار والتيار داخل المكون على شكل الحكومة، ولكن الغالب الآن الذهاب إلى الأغلبية الوطنية، مع إشراك بعض من مكونات الإطار التنسيقي في الحكومة القادمة، والذي بدوره يعطي رأياً متوازناً بين الجانبين بخصوص شكل وبرنامج الحكومة الجديدة”.
رأي الإطار
ولفت العكيلي أن “الإطار يمتلك رأياً بخصوص الشخصيات التي يمكن أن تطرح ما بين الطرفين لتولي منصب رئيس الوزراء، والذي يعطي مجالاً أوسع لتوحيد المكون الشيعي حول وجهة نظر محددة بشكل الحكومة ومرشح رئيس الوزراء القادم”، مضيفاً بالقول إنه “يوجد الآن معطيات جديدة على مستوى التفاوض، بالإضافة لوجود مؤشرات إيجابية، بأن تنفرج الاوضاع في الساعات القادمة، بسبب وجود إجتماع قريب في النجف مابين الإطار والتيار للخروج بموقف موحد حول شكل الحكومة والشخصية التي سترشح لرئاسة مجلس الوزراء القادم”.
تحركات سريعة
وشهدت البلاد في الساعات القليلة الماضية تطورات وتحركات في اللقاءات والمشاورات بين القوى السياسية، في محاولة للخروج من أزمة الانقسام بين القوى السياسية الرئيسة بشأن من يقود الحكومة المقبلة، تمثل بزيارة مسؤول إيراني رفيع لبغداد وزيارة مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري لاحقاً، وكذلك زيارة زعيم تحالف الفتح لإقليم كوردستان.