المسرى.. فؤاد عبد الله
اتجهت الأنظار إلى العاصمة بغداد بعد الزيارة المفاجئة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إليها، قادماً من النجف، وسط تأكيدات من المراقبين أن الزيارة تاتي لحسم ملف الكتلة الاكبر وتشكيل الحكومة الجديدة، أثناء لقاءه بقادة قوى الإطار التنسيقي.
مؤشرات تقارب
وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي واثق الجابري لـ( المسرى) إن “بعض التسريبات تشير إلى وجود تقارب بين الإطار والتيار، كما ويبدو أن الصدر إشترط على الإطار في فترات سابقة، أن يأتوا بدون رئيس إئتلاف دولة القانون نوري المالكي للاجتماع معه، ولكن لحد الآن لم تفلح تلك المحاولات من إبعاده، وفي المقابل كان للإطار عدة خيارات إما المشاركة بكامل قياداته أو المشاركة الجزئية، وبالنهاية فشِلِ كلا الخيارين، لأن الأطار لن يتخلى عن المالكي، أو الذهاب للمعارضة “، مبيناً أن “الصدر بمحاولاته السابقة وحتى اللحظة، وصل إلى قناعة أنه لن يستطيع الذهاب لوحده في تشكيل الحكومة وتحمل المسؤولية، وبالتالي تكون الحكومة القادمة خالية من الإطار التنسيقي وستسقط أو تفشل بالنتيجة لوجود معارضة قوية”.
محاولة اجتزاء
ولفت الجابري الى أن “الصدر حاول إجتزاء بعض أطراف الإطار، لكن قيادات الأخير رفضوا ذلك، وابلغوه إما يدخلوا مجتمعين أو لا يدخلوا الحكومة ويقاطعوها ويذهبوا إلى المعارضة، لأنه خيار وارد للإطار، أو بالأصح أن بعض أطرافه دعت سابقاً لتشكيل كتلة معارضة نيابية، وهو ما أثار حفيظة التيار الصدري، لأنه متخوف من ذهاب كل الإطار إلى جبهة المعارضة، لتخوفه من سقوط الحكومة لاحقاً “، مشيراً إلى أن ” التيار الصدري تدارك ذلك الموقف، وخير دليل على ذلك، ما تحدث به مقتدى الصدر في كلمته الأخيرة أنه ليس سبباً في إبعاد الاطراف الشيعية الأخرى، ولن يريد أن يهمش أحداً، كدليل على ترطيب الاجواء مع الأطراف الأخرى وتحديداً الإطار التنسيقي، لذا في اللحظات الأخيرة قد يشترك الطرفان في تشكيل الكتلة الأكبر ومن ثم إعلان الحكومة الجديدة”.
الاجتزاء يعني الضعف
ومن جهته يقول المحلل السياسي حازم الباوي لـ( المسرى) إن “الصدر في كلمته المتلفزة الأخيرة أشار إلى أنه لا يريد الإطار كاملا، وإنما بشكل مبضع أو مجزء، وبالتالي تبدو القضية واضحة ولا تحتاج المزيد من الاجتماعات والتفاهمات، وبالمقابل الإطار التنسيقي يعرف جيداً أنه إذا ذهب إلى التحالف مع الصدر مثل ما يريد الأخير(جزء منه)، سيكون ضعيفاً في المستقبل أمام تحالف كبير الصدروالديمقراطي الكوردستاني و تقدم”، منوهاً إلى أن ” ذهابه مجتمعاً ككتلة واحدة متماسكة، سيكون لها ثقل وكلام مسموع”.
عدم ثقة
وأكد الباوي أن “إصرار الصدر على إبعاد المالكي من الإطار، يعني إبعاد أكثرمن 30 مقعداً من المعادلة السياسية، وكذلك أن الإطار يعي جيداً أنه لا يستطيع الثقة بكلام التيار الصدري بشكل كامل، وإلا لذهب دون تردد، ولكن دخوله إلى تحالف الصدر مجتزءاً يعني ضعفه مستقبلاً وليس قوة”.
إنهاء الجدل
ولحد اللحظة يصرّ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على تشكيل حكومة أغلبية وطنية، لحصوله على أكثرمقاعد البرلمان، وزيارته الاخيرة لبغداد كما يراها المراقبون تأتي لإنهاء الجدل الدائر بشأن تشتت البيت الشيعي من خلال محاولته استقطاب قوى من أطراف الإطار التنسيقي للمضي قدماً إلى مرحلة تشكيل الحكومة المقبلة.