انتشرت ظاهرة البدانة في المجتمعات الحديثة ، بسبب التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي الذي اختصر الكثير من الجهد البدني والحركة الضرورية لصحة الانسان ، بحيث اصبح العمل المكتبي “الممل” امام الحواسيب هو السمة المميزة للانسان المعاصر .
والبدين فرد من افراد المجتمع له مالهم وعليه ما عليهم ، يعيش بينهم ويتأثر بما يتأثرون به . وعادة ما يعيش البدينون حياتهم وسط مجتمعاتهم بشكل طبيعي ، متى ما يمارسون ما تسمح لهم به قدراتهم ، بحيث لايصبحون عالة على غيرهم.
وفي العراق لايختلف الامر كثيرا من ناحية طبيعة الاعمال المكتبية ، واستسهال الربح السريع والمريح ، الا ان من العادات الحديثة نسبيا التي دخلت الى المجتمع العراقي ، كثرة تناول الطعام الجاهز او من المطاعم ( التي انتشرت بشكل كبير وغير مسبوق ) ، لدرجة اصبحت معها هذه العادة اشبه بمتنفس واحدى وسائل تغيير الرتابة والنمطية في الحياة اليومية . واقتران هذه العادة بالكسل والخمول وغياب الثقافة وممارسة الرياضة ، يمكن اعتبارها من اهم أسباب السمنة في العراق.
وبلغة الارقام ، يقول استشاري الأمراض الباطنية ، التدريسي في كلية الطب في جامعة بغداد ، الدكتور عمر محمد حسن الجبوري ، أن احدى دراسات منظمة الصحة العالمية WHO تشير إلى ان نسبة السمنة في العراق لكلا الجنسين تتجاوز ٣٠٪، (٣٧٪ – نساء ، ٢٣.٤٪ – رجال).
واضاف الجبوري : “السمنة مرض مِعقد ومزمن يمتاز بالتراكم غير الطبيعي او المُفرط للدهون في الجسم”.
بين”أن للسمنة أسباب عديدة ومُعقدة ومتداخلة ، من ضمنها عدم التوازن بين الطاقة المُتناولة والمُستهلكة، وكذلك أسباب وراثية أو جينية( خلل في عمليات الأيض، خلل هرموني، العِرْق ومحيط المعيشة) إضافة إلى كونها أعراضا جانبية لبعض الأدوية”.


