المسرى :
تقرير : وفاء غانم
تشتهر البيوت العراقية القديمة بالشناشيل و “شرفة السلطان” قديما, تسمى حديثا “بلبالكونة” تعد من أبرز المعالم الاثرية والشواخص المعمارية التي تحاكي الهوية الجمالية للمحافظات العراقية, والتي لم تحصل على القدر الكافي من الاهتمام والرعاية من قبل المعنيين, ماعرضها الى الإهمال والتلاشي رغم قيمتها الحضارية العظيمة.
تاريخ الشناشيل
الشناشيل تحفة معمارية تمتد فوق الشارع أو الزقاق أو داخل الفناء الداخلي للمنزل (الحوش)، وهي مشتقة من كلمة تركية قديمة تعني شرفة السلطان, وكانت تبنى الشناشيل من الطابوق، قاعدتها تكون في الدور الأرضي مع شرفة ترتفع من الخشب في الدور الثاني من المنزل، وتطل عادة على ضفة النهر أو الشارع، وتاريخيّاً عرفت بغداد هذا النوع من البناء خلال الحقبة العثمانية.
والكثير من المدن العراقية عرفت الشناشيل، مثل النجف والموصل واحياء بغداد القديمة وغيرها من المدن العراقية. فيما اكد خبراء أن كل معلم أثري يحكي قصة مرحلة تاريخية معينة من فنون الكتابة والزخرفة والأسواق وغيرها.
هدم المعالم والمباني الاثرية
وتعرضت المباني والمعالم الاثرية في الاونة الاخيرة الى اهمال كبير وتخريب ، ففي العام الماضي تم هدم اكثر من 90 مبنى تراثي في بغداد فقط . وفق ناشطين مهتمين بلتراث العراقي.
ويشير العراقيون بأصابع الاتهام إلى أمانة بغداد وجهات حكومية وسياسية متنفذة ساهمت بتدمير المباني التراثية ذات الشناشيل تحت ذرائع الاستثمار أو التطوير، مطالبين الحكومة العراقية والجهات المعنية بسن قانون يحفظ تلك المباني ويمنحها الحصانة بوجه آلة الهدم ووحش الاستثمار. معتبرين استمرار هدم تلك المباني فيه خطر على هوية العراق التاريخية.
عدم استغلالها اقتصاديا
ويرى خبراء ومعنيون بهذا الشأن أن الاهتمام بالمواقع الأثرية وتطويرها سيؤدي إلى تحول جذري في اقتصاد العراق، خاصة إذا قورنت هذه الآثار بما تضمه دول الجوار، وكيف جعلت تلك الدول مواقعها الأثرية رافدا أساسيا في مواردها المالية.
ووردت الشناشيل في الكثير من القصائد والقصص والروايات واللوحات التشكيلية والصور الفوتوغرافية للأدباء والفنانين العراقيين عموما,وقد تباينت الآراء حول ما إذا كان التأثير الأول على الشناشيل تركياُ ام هنديا.