سعاد ملا سعيد / مشرفة تربوية
شهد إقليم كردستان في السنوات الأخيرة تصاعدًا في الاحتجاجات والمطالبات التي قادها المعلمون بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، التي تتجلى بشكل خاص في عدم انتظام صرف الرواتب. إنّ مقاطعة المعلمين للدوام الدراسي وتقليص المنهج المقرر يعدان من أبرز النتائج التي تترتب على هذه الظروف، وهما ظاهرتان تحملان آثارًا سلبية على العملية التعليمية والمجتمع بشكل عام.
الأسباب وراء مقاطعة المعلمين
يعود السبب الرئيسي وراء مقاطعة المعلمين إلى الأزمات المالية التي يعاني منها إقليم كردستان. فبسبب تراجع الإيرادات النفطية، تأثرت الميزانية العامة، مما انعكس سلبًا على رواتب الموظفين، وخاصة المعلمين. المعلم هو الركيزة الأساسية في العملية التعليمية، وعندما يشعر بعدم استقرار وضعه المالي، تنعكس مشاعره على أدائه. لذا، فإن مقاطعتهم للدوام ليست مجرد احتجاج، بل هي نتيجة مباشرة لعدم تلقيهم رواتبهم بانتظام.
التقليص في المنهج الدراسي
مع تزايد عدد الأيام التي يغيب فيها المعلمون عن مدارسهم، بدأ يتضح تأثير هذا الغياب على المنهج الدراسي. فقد تم تقليص المحتوى الذي يتلقاه الطلاب، مما يؤثر سلبًا على مستوى التعليم. فالتقليل من المنهج يعني أن الطلاب لن يحصلوا على المعرفة اللازمة التي تؤهلهم للمنافسة في المستقبل. وبالتالي، يؤدي ذلك إلى تراجع مستواهم الأكاديمي، مما يزيد من الفجوة التعليمية.
نتائج التقليص على مستوى التعلم في المستقبل
التقليص في المنهج الدراسي يترك آثارًا بعيدة المدى على مستقبل الطلاب. فعدم تلقي الطلاب لمحتوى تعليمي كافٍ يجعلهم أقل استعدادًا لمواجهة التحديات الأكاديمية في مراحل التعليم اللاحقة. قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات الرسوب، وتراجع نسب النجاح في الامتحانات، مما يؤثر على فرصهم في التعليم العالي. كما أن الفجوة في المعرفة قد تؤدي إلى ضعف قدرة الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات، مما ينعكس سلبًا على سوق العمل في المستقبل ويزيد من معدلات البطالة.
تأثير المقاطعة على الوضع الإداري وعدم ضمان الجودة