المسرى :
اعداد : افين لطيف علي
الإيحاء ، هو عمل ، سلوك ، أو قول ، الهدف منه وضع شيء ما أو فكرة ما في ذهن وعقل احد الاشخاص ، أي هو عملية عقلية يقبل الشخص من خلالها للفكرة التي أوحيت إليه ويضعها موضع التنفيذ ، سواء كان بدراية او من غير درايه.
يؤثر الإيحاء على حياتنا بشكل مقلق قليلا ولا يمكننا نكران هذا الشيء ، لكن يختلف تاثيره حسب مناعة عقلنا ورغبته في التقبل فكل المواقف والظروف التي حصلت لنا منذ الصغر و حتى هذه اللحظة ، كان الإيحاء من ضمنها ، وكيف أرتبط بحياتنا من خلال تفكيرنا بعقلنا الواعي الذي بدوره يرسل للعقل اللاواعي أهداف أو خطط لتنفيذها ، و يعد هو الآخر معمل دقيق ومتشعب ولديه الكثير من الموظفين الذي يستطيع البعض منهم أخذ استراحة لعدة ساعات يوميا ، أما البعض الآخر لا يستريح طالما نحن على قيد الحياة .
وكما يشرح علماء النفس عن العقل ، فتم تصنيفهم إلى :
- العقل الواعي والعقل اللاواعي .
- أو العقل الظاهر والعقل الباطن .
- العقلاني واللاعقلاني .
مهما اختلف المسمى ، لكن يبقى المعنى واحد لهما و سأشرح عنهما بكل بساطة ، لكن قبل ذلك ، أود ان اخبرك ملاحظة مهمة ، أنهما ليسا عقلان منفصلان ، انما هناك مستويان من النشاط المختلف داخل عقل واحد ليس غير .
- العقل الواعي ، هو الذي نستطيع التحكم فيه من خلال أفكارنا ، والذي يقع عليه عبء الاختيار ، مثل اختيارك منزلك او شريك حياتك ، عملك ، وغيرهم .
- العقل اللاواعي ، هو الذي يقوم بالعمليات اللاارادية داخل جسدك مثل عمليات الهضم تنظيم الدورة الدموية ، التنفس ، الخ .
يرتبط هذان المستويان من النشاط ارتباطا وثيقا ، وارتباطهما هذا تأثير خطير على حياتنا إذ لم نعى ما نفكر به ، كما يقال ، انت رهينة ما تفكر به طوال اليوم ، فالعقل الباطن ، يأخذ كل شيء تقدمه إليه على محمل الجد وبعيدا عن المنطق ، فكل شيء يؤمن به عقلك الواعي ، يتقبله العقل اللاواعي ( الباطن ) ويطبع بداخله كما التربة التي تقبل اي نوع من البذور سواء كانت صالحة او فاسدة ، والعقل الباطن لا ينشغل في اثبات افكارك ان كانت صالحة أم طالحة ، إنما يستجيب لها ويشرع في العمل عليها ، وهنالك العديد من التجارب التي لا حصر لها ، أجريت من قبل علماء النفس على أشخاص في حالة التنويم المغناطيسي ، والتي برهنت هذه التجارب مرة بعد الأخرى ، أن العقل الباطن غير قادر على الاختيار او المقارنة أو حتى التشكيك في المعلومات ، والذي يعد أمرًا ضروريا لعملية التفكير المنطقي ، ولذلك إنه سيقبل إي فكرة أو افتراض سواء كان خادعًا أو صادقًا ويستجيب له طبقا لما يرسله إليه العقل الظاهر (الواعي) .
جميعنا لدينا الثغرات التي من خلالها يسبب لنا الاخرين إحباطا أو إزعاجا ، سواء كنت موظفا ، ولديك من يقلل من قيمة عملك ، أو كنت مراهقًا ، يرى الآخرين ما تحبهُ هو أمرًا تافه ، أو فشلت في مشروع ما ، عليك أن تضع في عقلك الواعي امرا مهما ، و حريصًا ، وهو إلا تعطي قيمة التفكير حول أي شيء تسمعهُ ، كي لا تجعل تأثيره يتجلى في واقعك من دون علمك .
وفقا لعدة تجارب ، أثبت فيها الإيحاء قوته ، إذ يستطيع أن يقتلك ، من خلال غرس الخوف بداخلك ، او العكس تماما ، يمكنهُ ان يبث فيك روح الأمل من جديد في شيء ظننته يوما ما مستحيلًا ،
* راجع الصفحة ٥٢ من الكتاب .
و بموجب لما ذكر أعلاه ، كم من فكرة او بالاحرى إيحاءات سلبية سمعنا بها منذ الطفولة و تقبلناها من غير درايه وطبعت في عقلنا الباطن حتى باتت حقيقية ، مثل :
* أنت لا تستطيع
* أنت سوف تفشل
* لا تفعل ذلك
* لقد كبرت على هذا الأمر
* ليست أمامك فرصة
* لا يمكنك الوثوق في أي شخص
وغيرها الكثير من الإيحاءات السلبية التي لم نكن نعرف كيف نقاومها والسيطرة عليها كي لا تؤثر علينا وتتمادى بداخلنا ،
لكن لم يفت الأوان بعد ، فأنت أصبحت واعيا ويمكنك تحصين عقلك الباطن والظاهر ضد هذه الأفكار والكلمات ، حيث يمكنك الآن القدرة على الاختيار ، خلف ماذا تود الرضوخ .
لذلك تأكد من انك تقوم بارسال أفكار ايجابية لعقلك وتكون ملهمه لحياتك لتحقق ما تحلم به وتتخيله من فرضيات ، واحرص على ان تستبدل كل الكلمات السلبية ، بأخرى ايجابية ، مثلًا ، لا تقل ( لا استطيع ) بل قل ( أستطيع أن أفعل كل الأشياء من خلال قوة عقلي الباطن ) .